السبت، 3 يوليو 2010

السفارة المصرية تبيع فرقة الشرقية بـ85‮ ‬دولارا‮!‬

فضيحة في‮ ‬كولومبيا بطلها السفير المصري
تعلمت من رحلتي‮ ‬الي‮ ‬دولة كولومبيا شيئا بالغ‮ ‬الأهمية وهو الالتزام بالواقع وعدم الإفراط في‮ ‬الخيال‮.. ‬فقد سافرت مع فرقة الشرقية للفنون الشعبية وهي‮ ‬فرقة تجمع بين روعة الأخلاق وبهاء الموهبة‮.‬ تخيلت أنني‮ ‬سوف أستمتع بكل العروض التي‮ ‬تقدم في‮ ‬مدينة‮ »‬بوجوتا‮« ‬وبنفس حماسي‮ ‬لكرة القدم شجعت فرقة الشرقية للفنون الشعبية والحقيقة أن هذه الفرقة لم تخيب ظنوني‮ ‬فقد قدمت عرضين فقط علي‮ ‬مدار‮ ‬يومين متتاليين ونجحت الفرقة في‮ ‬خطف انظار الجماهير في‮ ‬كولومبيا،‮ ‬ونجحت في‮ ‬الإعلان عن نفسها رغم نقص الأكسجين ورغم ظروف صعبة كثيرة‮!!‬ قدمت فرقة الشرقية للفنون الشعبية استعراضات‮ ‬غنية من حيث الفكرة ومبهرة أيضا من حيث الأداء ومن هذه الاستعراضات فرح شرقاوي‮ ‬ـ السقايين ـ الحواية ـ الدحة ـ الغوازي‮ ‬ـ الحصان ـ الشمعدان ـ التنورة‮.‬ وبكل صراحة كان كل أعضاء الفرقة في‮ ‬حالة جيدة واستطاع أحمد واصف مدير الفرقة التحكم في‮ ‬انفعالات الجماهير واستفزاز مشاعرهم من خلال توجيه اعضاء فرقته وحثهم علي‮ ‬اظهار أفضل ما لديهم من امكانيات‮.‬ ورغم نجاح فرقة الشرقية في‮ ‬كولومبيا‮ ‬يجب الاعتراف بأن هذه الفرقة تعرضت للإهانة البالغة وتعرضت للإهانة بكل ما تحمله الكلمة من معني‮ ‬وبكل أسف لم‮ ‬يهدر كرامتها ولم‮ ‬يدس فوق كبرياء أعضائها إلا رجال مصريون من المفروض أن الدماء الحرة تجري‮ ‬في‮ ‬عروقهم‮.‬ بدأت إهانة الفرقة لدي‮ ‬وصولها الي‮ ‬المطار حيث ظهر السفير في‮ ‬صالة الاستقبال وبصحبته زوجته وفرح أعضاء الفرقة وتوقعوا أن وجود السفير دليل علي‮ ‬حفاوة الاستقبال وسرعان ما تبخرت الظنون الطيبة وذلك عندما اكتشف اعضاء الفرقة أن ابن السفير كان علي‮ ‬نفس الطائرة التي‮ ‬نقلتهم من باريس الي‮ ‬بوجوتا،ولم‮ ‬يصافح السفير أعضاء الفرقة وانصرف من المطار وكأنه‮ »‬فص ملح وداب‮« ‬بمجرد أن رأي‮ ‬ابنه‮.‬ انتقلت الفرقة الي‮ ‬الفندق ويرافقها موظف أمن من السفارة المصرية في‮ ‬كولومبيا وبعد ساعة من الانتظار ظهر رجل‮ ‬يدعي‮ »‬سيد الصلاحي‮« ‬وهو رجل مغرور الي‮ ‬حد كبير تعامل مع إدارة الفندق لأنه‮ ‬يجيد اللغة الاسبانية وبعد أن تسلم اعضاء الفرقة الغرف انصرف سيد الصلاحي‮ ‬وكأنه تخلص من عبء كبير‮.‬ علمت بعد ذلك أن هذا الرجل‮ ‬يشغل منصب مساعد أول بالسفارة المصرية في‮ ‬كولومبيا والغريب أنه انفعل بشدة علي‮ ‬مندوبة وزارة الثقافة مروة سمير دون أن ترتكب أي‮ ‬خطأ‮.‬ الفضيحة لم أجد كلمة أكثر من كلمة‮ »‬فضيحة‮« ‬كي‮ ‬تكون عنوانا لهذه الفقرة والتي‮ ‬بدأت عندما أصيبت الراقصة شيرين حسين بضيق شديد في‮ ‬التنفس أثناء أداء فقرتها وتحاملت شيرين علي‮ ‬نفسها حتي‮ ‬انتهي‮ ‬العرض،‮ ‬وتم نقلها الي‮ ‬عيادة صغيرة في‮ ‬مكان إقامة المهرجان وهناك نصح الطبيب بضرورة نقلها الي‮ ‬مستشفي‮ ‬ولم‮ ‬يجد أمام أعضاء الفرقة إلا الموافقة خاصة أن زميلتهم باتت علي‮ ‬مشارف الموت‮.‬ في‮ ‬المستشفي‮ ‬تحسن حال شيرين الي‮ ‬حد كبير وجاء موعد الرحيل وذهب مدير الفرقة أحمد واصف لإخراجها من المستشفي‮ ‬ولم‮ ‬يكن بصحبته إلا موظف أمن السفارة ويدعي‮ ‬فتحي‮ ‬الخشن وهناك رفض المستشفي‮ ‬خروج شيرين لأن السفارة المصرية ترفض سداد باقي‮ ‬نفقات علاجها وهو مبلغ‮ ‬قدره‮ ‬85‮ ‬دولارا وكانت الإدارة المنظمة للمهرجان في‮ ‬كولومبيا قد تحملت الجزء الأكبر،‮ ‬اتصل مدير الفرقة بمساعد أول السفارة‮ »‬سيد الصلاحي‮« ‬وأخبره بالحكاية أملا في‮ ‬الحل فما كان من مساعد أول السفارة إلا أن‮ ‬يطلب من مدير الفرقة أن‮ ‬يجمع المبلغ‮ ‬من زملائها،‮ ‬السفارة ترهن حياة بنت مصرية من أجل مبلغ‮ ‬لا‮ ‬يعادل ثمن حذاء‮.‬ ولم‮ ‬يدع السفير محمد عهدي‮ ‬الفرقة الي‮ ‬مبني‮ ‬السفارة كي‮ ‬يشرح لهم الأمر وأرسل معهم موظف الأمن كي‮ ‬يودعهم وهناك كانت الكارثة قامت شركة‮ »‬اير فرانس‮« ‬بتأجيل السفر لمدة خمس ساعات وهذا أربك الرحلة ورفض سيد الصلاحي‮ ‬أن‮ ‬ينام أعضاء الفرقة ليلة جديدة لحين انتظام رحلة الطيران وخدع الفرقة بأن اتفق مع الشركة علي‮ ‬الإقامة في‮ ‬فندق في‮ ‬باريس ثم السفر الي‮ ‬القاهرة‮.‬ ونظرا لجهل اعضاء الفرقة باللغة الاسبانية التي‮ ‬تحدث بها الرجل‮.. ‬صدق أعضاء الفرقة الحكاية وسافرنا من بوجوتا الي‮ ‬باريس وهناك تم اكتشاف الفخ فلم‮ ‬يجد هناك فندق وأخبرنا موظف الشركة أنه لا سبيل أمامنا إلا البقاء في‮ ‬المطار دون طعام لمدة‮ ‬24‮ ‬ساعة لحين السفر الي‮ ‬مصر‮.‬ في‮ ‬هذه الظروف الصعبة ساءت حالة شيرين حسين وراحت في‮ ‬غيبوبة طويلة وقمنا بالاتصال بمستشار وزير الثقافة ورئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية حسام نصار وأخبرته بكل ما حدث أن هناك فتاة تصارع الموت في‮ ‬مطار شارل ديجول الذي‮ ‬غضب مما حدث وأجري‮ ‬اتصالا بالمركز الثقافي‮ ‬المصري‮ ‬بباريس وظل‮ ‬يتابع الموقف من القاهرة وبعد ساعة كاملة تحركت الإسعاف وتم نقل شيرين الي‮ ‬مستشفي‮ ‬في‮ ‬باريس ولم تتوقف جهود حسام نصار عند هذا الحد حيث بذل مجهودا‮ ‬غير عادي‮ ‬حتي‮ ‬يحصل أعضاء الفرقة بالكامل علي‮ ‬تأشيرة دخول باريس للإقامة في‮ ‬أحد فنادقها‮.‬ نجح حسام نصار في‮ ‬إنقاذ شيرين حسين من الموت ونجح في‮ ‬الحفاظ علي‮ ‬كرامة المصريين وهو في‮ ‬القاهرة بينما آخرون أهانوا الفرقة وتخلوا عن مسئوليتهم مثل محمد عهدي‮ ‬سفير مصر في‮ ‬كولومبيا ومساعده المغرور سيد الصلاحي

الوفد - صفوت دسوقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق