لو قلنا علي فيلم الديلر أنه أقل ما يوصف به أنه فيلم هندي نكون بذلك قد ظلمنا الفيلم الهندي حيث إن تهمته الوحيدة أنه لا توجد به قصة منطقية.
ولكن رغم ذلك يشفع له الاغاني والاستعراضات والمناظر عموما, اما في فيلمنا الديلر فلا تجد فيه القصة ولا حتي المناظر! , والفيلم نفسه مبني علي باطل وما بني علي باطل فهو باطل, حيث ان القضية الاساسية القائمة علي صراع ابدي بين بطلي الفيلم يوسف أحمد السقا وعلي خالد النبوي فالأثنان يكرهان بعضهما منذ نعومة اظافرهما, ولا نعلم السبب, فلم يظهر لنا الفيلم أي ملامح أو أسباب لهذه الكراهية, حتي موت علي نفسه في نهاية الفيلم لم يكن علي يد يوسف, والغريب في هذا وما اكثر غرائب وعجائب الفيلم ان يوسف كان من المفروض أنه هو الذي يقتل علي احداث الفيلم نفسها صورت ضرورة هذا, حيث أن هدف يوسف الوحيد في الحياة أنه ينتقم من علي لأنه كان السبب في كل المصائب التي حلت عليه, فهو الذي أدخله السجن وهو الذي سرق أيضا منه حبيبته سماح مي سليم وهرب بها إلي أوكرانيا وأنجب منها ابنهما مصطفي, ورغم كل هذا الغل في قلب يوسف الا أنه وعندما جاءته فرصة قتله علي طبق من دهب وقف عاجزا ولم يستطع أن يقتله, والأغرب من هذا أن علي نفسه عندما شعر بدنو اجله اشار علي ابنه مصطفي أن يذهب إلي عمه يوسف لأنه يعلم أنه الوحيد في العالم كله الذي يمكن ان يكون ابنه في امان معه, طب كان ليه كل هذا الصراع في الفيلم طالما في النهاية حيكون الصلح خير!* علي أية حال فالأحداث غير المنطقية لم تقتصر علي مشهد النهاية فقط, حيث إنها منتشرة ومستمرة طوال أحداث الفيلم, وأظن ان ذروتها كانت في حكاية أن علي يصبح وزيرا ورئيس حزب في أوكرانيا, هكذا وببساطة ـ وطبعا لم يقدم لنا الفيلم أي تفسير أو تبريد لكيفية حدوث هذا, وحسنا فعل لأنها لا تحمل أي تفسير أو تبرير) فهي كده وخلاص(وأحسن انك متسألش.الفيلم كله علي بعضه سؤال كبير بلا أي اجابة, فلا هو عن عالم تجارة المخدرات؟ مثلا كما يشير اسمه الديلر؟! أبدا.. طب هو قائم علي فكرة انتقام الكونت دي مونت كرستو برضه هو ليس كذلك لأنه لم ينتقم في النهاية!* حتي قصة الحب الموجودة في الفيلم ليس لها أي محل من الإعراب ولا تدري لماذا كل هذا الصراع من جانب بطلي الفيلم علي حب سماح لسبب بسيط جدا ان سماح هذه مقضياها مع الاثنين شويه مع يوسف ثم علي لتعود مرة أخري إلي يوسف, ومن شدة إخلاصها لهما تنجب ولدين منهما, ومن غرابة الأقدار أو لنقل الفيلم أنها تموت وهي تلدابن يوسف وهو نفس الوقت الذي يموت فيه علي ايضا كما لو كان الفيلم يريد أن يظهر ان ارواحهما تتلاقي سواء في المحيا أو الممات مع العلم بانها من المفروض أنها مثل يوسف بتكرهه كره العمي, ولكن هنعديها ذي ما عدينا غيرها كثير وكثير وكثير, احنا طول الفيلم مبنعملش حاجة غير أننا نعديها لكن المشكلة ان الفيلم هو اللي مش عايز يعديها ويرسي بينا علي بر!* مشاهد تركيا وأوكرانيا لم يكن لها أي داعي ولا مبرر درامي منطقي في الفيلم, اللهم اذا كان صناع الفيلم ارادوا بها أن يغطوا علي رداءة الفيلم, وليتهم نجحوا في ذلك, بل علي العكس فقد زادونا بها بلبلة حيث ان يوسف أو السقا أصبح ينتقل بين تركيا وأوكرانيا طوال أحداث الفيلم كعب داير, فأصبحنا لم نعد نفرق بين مشاهد تركيا أو أوكرانيا, ولم يكلف المخرج أحمد صالح نفسه عناء ان يكتب اسم البلد الذي يوجد فيه المشهد, وكأن تركيا وأوكرانيا شارعان من أشهر شوارع القاهرة مثلا, وليس بلدين البعد بينهما كبعد المشرق والمغرب, وفي النهاية اهي فلوس بتنصرف علي الفيلم وخلاص وياريتها جت بفايدة للجمهور أو للفيلم!* رغم ضيق مساحة دور خالد النبوي في الفيلم لصالح أحمد السقا لدرجة أننا شعرنا في وقت ما في الفيلم ان خالد ليس له وجود أو أن الفيلم تناساه إلا أنه استطاع أن يفلفص من هذا الضيق بأدائه الجميل الرائع بل وتفوق علي السقا نفسه الذي اكتفي ببراعتة في الأكشن, بينما ترك التمثيل للنبوي وكأن لسان حاله يقول له أنت المخ وأنا العضلات!
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق