يقولون.. وراء كل رجل عظيم امرأة.. مقولة شهيرة.. أما في زماننا وأمام الحادثة التي نحن بصددها اليوم يحق لنا ان نقول أيضاً ـ ان وراء كل رجل ضائع وفاشل امرأة!!.. ذلك ما ينطبق علي جريمة قتل بشعة ارتكبها مجهول في الجيزة منذ أيام قليلة..!! كان ذلك مساء الخميس 22 ابريل الماضي، عندما تلقي العميد عادل عبدالعزيز مأمور قسم شرطة الجيزة ـ بلاغاً من الأهالي بالعثور علي جثة رجل داخل كيس بلاستيك بصندوق سيارة نقل تقف بشارع المأمون..!! وعلي الفور أسرع المقدم عمرو السعودي رئيس مباحث القسم بالانتقال الي مكان البلاغ.. وتبين ان الجثة لشاب في العقد الثالث من عمره مصاب بكسور بالجمجمة والوجه وطعنة نافذة بالبطن ولا يوجد معه ما يكشف عن شخصيته.. ولم يكن من الصعب الوصول لكشف شخصية القتيل بعد استدعاء صاحب السيارة الذي تعرف علي شخصية القتيل وبأنه سائق السيارة ويدعي محمود احمد جلال وهو من المعصرة بحلوان!. وبقي الغموض يكتنف الحادث..! تم اخطار اللواء محسن حفظي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة فأمر بسرعة تشكيل فريق بحث تحت قيادة العميد مجدي عبدالعال رئيس مباحث القطاع ـ وباشراف اللواء كمال الدالي مدير الادارة العامة للمباحث ـ وذلك للكشف عن مرتكب الجريمة وسرعة ضبطه.. ودارت التحريات علي قدم وساق.. وتأكد رجال المباحث ان الجريمة تم ارتكابها في مكان آخر، وتم نقل الجثة الي المكان الذي عثر عليه فيها.. وازداد اللغز تعقيداً وغموضاً.. بينما كشفت تحريات الرائد أحمد عمران معاون مباحث القسم أن القتيل حسن السير والسلوك وعلاقاته محدودة ومحصورة وفوق مستوي الشبهات.. متزوج ولديه طفل عمره عام ونصف.. وهو سعيد في حياته الزوجية وليست له عداوات مع احد او خصومات ثأرية.. وتم استدعاء زوجته وأبيه ولم يتهما احداً بارتكاب الجريمة.. لم يهدأ رجال المباحث ولم يغمض لهم جفن لكنهم ومن خلال البحث والتحري وبالاستعانة بالاسلوب العلمي الحضاري استناداً الي النظريات المتقدمة في مجال البحث الجنائي الي أن جاءت المفاجأة عندما التقط العقيد عصام فتحي مفتش مباحث القطاع ومعه المقدم عمرو السعودي ـ بداية الخيط الذي أوصلهم الي شخصية القاتل.. كان اثنان رجل وامرأة.. بواب احدي العمارات بشارع المحطة بالجيزة ومعه زوجته اشتركا معاً في الجريمة.. وتم اخطار اللواء فايز اباظة مدير ادارة البحث بالمديرية فأمر بسرعة القض علي الجناة بعد الحصول علي إذن من النيابة.. وكانت المفاجأة اختفاء البواب وزوجته وأطفاله من العمارة التي يعمل بها منذ يوم وقوع الحادث دون سبب واضح بينما لاحظ الرائد هشام عبدالجواد معاون مباحث القسم وجود بقع دم بحوائط الحمام.. وفي مأمورية عاجلة انطلق الرائد هشام علي رأس قوة الي قرية »البرجاية« التابعة لمركز المنيا قرية البواب الذي فوجئ عند السابعة صباحاً بمن يطرق بابه وكان في لحظة سعادة مع زوجته.. لم يبد الاثنان مقاومة تذكر تم القبض عليهما. وفي هدوء اصطحبهما رجال المباحث في رحلة العودة الي قسم الجيزة.. بدا البواب به اصابات في وجهه وصدره بررها بأنها نتيجة سقوطه من فوق موتوسيكل يمتلكه.. وسرعان ما تكلم البواب ويدعي رضا »27 سنة« اعترف بجريمته كاملة وقد ألقي باللائمة علي زوجته نعمت التي حرضته علي ارتكاب الجريمة طمعاً في المال وبأنها هي التي أجهزت علي حياة القتيل بنفسها..! بينما ألقت الزوجة بالاتهامات علي زوجها باعتباره هو الذي جاء بالسائق الي حجرتها لقتله..!! وتوالت الاعترافات علي لسان البواب.. فقد جاء إلي مصر منذ أربع سنوات بعد فشله في تجارة الأجهزة الكهربائية ببلدته بعد ان حاصرته الديون.. وقرر الهجرة الي القاهرة للالتحاق بأي عمل لمواجهة أعباء أسرته زوجة و»3« من الأطفال الصغار.. ونزل لدي شقيقه الذي يعمل بواباً بمنطقة العمرانية.. ساعده شقيقه للالتحاق بعمل بواب باحدي عمارات شارع المحطة.. لم ينس الرجل انه يواجه تسعة أحكام قضائية بالحبس في شيكات وايصالات أمانة باجمالي »5« آلاف جنيه.. همست إليه زوجته واطفالهم نيام بما يراودها من فكرة قد يكون فيها الحل والخلاص من كل الأزمات والخطة تتطلب قيام الزوج باستدراج سائق سيارة نقل الي حجرتهم بدعوي نقل بضائع والاجهاز عليه والاستيلاء علي ما معه من مال ثم بيع السيارة وبعدها يعودان الي بلدتهما لسداد كل الديون.. في البداية انزعج الزوج من الفكرة وأبدي معارضته هددته بالهجر والعودة بأطفالها الي بلدته.. كان الشيطان ثالثهما.. امتثل الزوج لفكرة الزوجة وانطلق الي منطقة المعصرة حيث موقف سيارات النقل وهناك التقي والضحية اوهمه بوجود بضائع من الأقمشة ومطلوب نقلها الي الصعيد واتفق السائق مع الرجل الذي اصطحبه بالسيارة الي شارع المحطة كانت الزوجة في انتظارهما.. أشار البواب الي السائق للوقوف بشارع جانبي بعيداً عن زحام شارع المحطة ـ ثم استأذنه في الدخول لإعداد البضاع لحظات وخرجت الزوجة الي السائق تطلب منه الدخول الي غرفة البواب لمساعدة زوجها في نقل البضائع لكونها حاملاً لا تقوي علي حمل البضائع كانت الساعة تقترب من الخامسة مساء عندما دخل السائق الي غرفة البواب.. أحكمت الزوجة غلق الباب من الخارج ووقفت للمراقبة بعد تسريب اطفالها الي الشارع وفور دخول السائق الي الحجرة عاجله البواب بطعنه في بطنه من سكين كانت معه لكن السائق تمالك نفسه وانتزع السكين من بطنه واشتبك الاثنان في معركة سقط علي اثرها الاثنان علي الأرض فأسرعت الزوجة بالدخول لمساعدة زوجها ألقت بطانية علي السائق لشل حركته ثم انهالت علي رأسه بحجر كبير ولمحت الدماء في وجه زجها فطالبته بالذهاب الي المستشفي الي حين انتهائها من الاجهاز علي السائق.. والتقطت شاكوشاً انهالت به علي رأس السائق حتي تأكدت من موته ثم قامت بتفتيش القتيل ولم تجد معه غير رخصة قيادة وبطاقة شخصية وخمسة جنيهات لا غير.. فقامت بسحب الجثة الي الحمام لإزالة الدماء من ملابسه.. ثم وضعها في لفافات من القماش وكيس بلاستيك كبير.. وعاد الزوج طمأنته بأنها اكملت المهمة علي ما يرام.. وارتبك الاثنان ولم يجدا غير نقل الجثة الي السيارة.. ثم الهروب الي بكلدتهما وكأن شيئاً لم يكن.. راح الرجل يلطم خديه صائحاً.. أنا السبب سمعت كلام مراتي والشيطان.. منهم لله..!!
الوفد