مازالت ردود الأفعال العالمية مستمرة علي الصعيدين السياسي والإعلامي علي المحاكمة التاريخية للرئيس السابق حسني مبارك.
ففي واشنطن, اعتبرت وكالة أسوشييتدبرس الأمريكية للأنباء أن محاكمة الرئيس السابق تعد بمثابة عظة وعبرة لبقية الحكام العرب, مشيرة إلي أنه يتعين الآن علي حكام سوريا واليمن وليبيا أن يفكروا في مصيرهم بعد أن شاهدوا مبارك خلف القضبان.وأضافت أن هذه المحاكمة أظهرت أن الخيارات المتاحة أمام هؤلاء القادة لمواجهة تلك الثورات لم تعد كثيرة, بل إنه بات يتعين عليهم التصدي بشراسة لها حرصا علي البقاء في السلطة, بدلا من التعرض للمصير نفسه الذي تعرض له مبارك.وقال شادي حامد مدير مركز بروكينجز البحثي في قطر إن هؤلاء الرؤساء أصبحوا حاليا يعتقدون بأن مبارك تخلي عن السلطة بسهولة أكثر من اللازم, وبالتالي فإنهم لن يقدموا علي تلك الخطوة بهذه السهولة مهما كان الثمن.وأكدت الوكالة أن بث محاكمة مبارك علي الهواء في التليفزيون المصري إلي بقية الدول العربية أشاع حالة من عدم الاستقرار في بقية دول المنطقة التي لم تشهد قلاقل خلال الفترة الماضية, وأشارت إلي أن تليفزيونات بقية الدول العربية لم تنقل علي الهواء مباشرة تلك المحاكمة واستمرت في بث برامجها العادية في شهر رمضان.ونقلت الوكالة في تقريرها عن أحد المتظاهرين السوريين أن ما فعله بشار الأسد في شعبه أكبر بكثير مما فعله مبارك, وبالتالي فإن إقصاءه سيحتاج إلي مزيد من الجهد والوقت, وأكد أن محاكمة مبارك أمام شعبه تعطينا دافعا كبيرا لما نقوم به.وعلي الصعيد السياسي, أعربت تركيا عن عدم ارتياحها لطريقة دخول مبارك إلي القفص الحديدي أثناء محاكمته الأربعاء الماضي هو ونجليه جمال وعلاء.وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية إن أنقرة تابعت عن كثب محاكمة الرئيس المخلوع, وأضافت أنه علي الرغم من تأكيد أنقرة أهمية المحاكمة, كون القرار يعود للشعب المصري, فإن مشهد وجوده داخل القفص الحديدي لم يكن لطيفا, وكان يجب أن تتناسب مع مباديء حقوق الانسان. ونقلت صحيفة حريت التركية عن المصادر ذاتها قولها إن المحكمة قد تكون تصفية حسابات داخلية, مشيرة إلي أن عدم صدور حكم قضائي ضد مبارك قد يؤدي إلي أعمال شغب في الشارع المصري.وفي أثينا, ومن خلال وسائل الإعلام اليونانيةالمختلفة, أشاد المراقبون والرأي العام اليوناني بشجاعة الشعب المصري صاحب أعرق الحضارات, والذي استطاع التغلب علي الرئيس السابق الذي كان أيضا زعيما للعالم العربي كله لثلاثة عقود, بحسب تعبيرها, وبات الآنأول رئيس عربي يحاكم منذ بدء الانتفاضات التي عرفت إعلاميا باسم الربيع العربي, ودخل قفص الاتهام علي سرير طبي متحرك.وأكدالمعلقون والمحللون اليونانيون الذين شاركوا في برامج تليفزيونية تم خلالهاعرض صور حية من المحاكمة أن محاكمة الرئيس السابق ونجليه تعد بداية حقيقية لنجاح ثورة25 يناير, وأضافوا أن مصر ليست دولة صغيرة, معربين عن اعتقادهم بأن المحاكمة سوف تكون عادلة ونزيهة, وسوف تطبق القانون بدون أي مجاملات أو سيناريوهات لتهدئة الشعب الغاضب.وتساءلت بعض الصحف اليونانية عن الموقف الصحي للرئيس السابق, وحول ما أشيع عن مرضه وغيبوبته, خاصة أنه حضر إلي المحاكمة علي متن طائرة طبية مجهزة, فيما بدا في الصورالتليفزيونية يتحدث ويتابع كل شيء بدون استخدام جهاز التنفس الصناعي أو معدات طبية أخري. وكان الكثيرون من أبناء الشعب المصري المقيمين في العاصمة أثينا قد تزاحموا أمام شاشات التليفزيون لمشاهدة جلسة محاكمة مبارك ونجليه وأعوانه, فيما لم يذهب العديد منهم إلي العمل من أجل متابعة المحاكمة, مؤكدين أن ما حدث سوف يقوي من مكانة المجلس العسكري الذي يتولي زمام الحكم في البلاد لفترة انتقالية.
المصدر : الاهرام