تعاني القاهرة مثل باقي المدن والقري مشكلة انتشار القمامة وإن كانت' أحسن الوحشين', فالحواري تتكدس بها القمامة وتفوح منها الروائح الكريهة, والشوارع الكبيرة تحيط بها الزبالة والصناديق غير كافية وأصبح الوضع مأساة ولا يطاق.. لكن للأسف لم تكن المشكلة سببها التخلص من الخنازير بل المشكلة تقاعس الشركات الأجنبية عن القيام بعملها وسوء سلوك الزبالين القدامي الذين يلقون فضلات الطعام في الشوارع بعد جمعها من المنازل وهي تمثل60% من الزبالة المنزلية ورغم ذلك يحصل الزبال مابين5 و10 جنيهات من الشقة الواحدة شهريا, إلي جانب تحميل فاتورة الكهرباء رسوم تنظيف المنازل والشوارع والتي يتم تمويل الشركات الأجنبية منها, والتي لاتقوم بدورها في جمع ونقل الزبالة والسبب أنها لاتجد من يحاسبها نتيجة ضعف العقود المبرمة معها, فهي مليئة بالثغرات.وبتناول مشكلة الزبالة الذي يعاني منها الجميع يقول المحاسب أحمد فكري عضو مجلس محلي القاهرة وعضو لجنة المرافق إن الشكاوي تزايدت بشدة من المواطنين بسبب تراكم الزبالة وخروج الروائح الكريهة وزيادة الكلاب والقطط الضالة التي تتغذي عليها بالإضافة لانتشار الذباب خاصة في الشوارع الجانبية والحواري, حيث لايتم رفع الزبالة سوي مرة أو مرتين في الأسبوع إلي جانب قلة وسوء حالة صناديق القمامة.وللأسف تلتف الزبالة حول أسوار المدارس التي نربي ونعلم فيها أبناءنا, وكذلك دور العبادة ولم يعد هناك احترام لهذه الاماكن ومن المشكلات قيام هذه الشركات بوضع الصناديق في عرض الشوارع الرئيسية وفي أماكن غير مناسبة ويطالب أحمد فكري بمشاركة أكبر للمحليات في مسألة النظافة حتي تكون هناك رقابة علي عمل هذه الشركات, والاطلاع علي بنود التعاقد معها ليعرف كل واحد حقه.ويقول اللواء مهندس كمال محمد حبيب من سكان المقطم, إن الزبالة أصبحت منتشرة في المقطم, فكما تري هذه الزبالة بجوار مسجد النصر..وسألت بعض العاملين علي سيارة شركة النظافة فقال أحدهم إن الصندوق ملئ بالزجاج المكسور الذي يعرضنا للخطر ولايوجد معنا أدوات من مقاطف أو كواريك أو أي شيء.ويقول مسعد عدلي سعد, متعهد جمع قمامة ومعه ترخيص, إن القاهرة أسوء من الجيزة من حيث مشكلة الزبالة, فحي مثل المطرية فيه150 عامل جمع قمامة لكن الشركة المتعاقدة لا تعيرهم أي اهتمام.ويشير إسحاق ميخائيل رئيس جمعية وحدة جامعي القمامة إلي أن جمع القمامة لايحتاج لخبرة أجنبية, والشركات الأجنبية ما هي إلا خواجات قادمون من الخارج ليس لديهم أي امكانات ولا يفهمون في جمع القمامة والتعامل معها, فالعمالة هم الزريبية الذين يجمعون القمامة من المنازل والنقل بسياراتهم مبالغ تافهة.ويضيف أن الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة شكل لجنة من الجمعية ورئيس هيئة النظافة ورئيس الإدارة المركزية للنظافة ويقوم بعمل لقاءات شهرية معنا لمتابعة التوصيات وسير العمل, ويجب علي رؤساء الأحياء متابعة العمل لأن تراكم الزبالة بطريقة عشوائية يعتبر كارثة, فمنشية ناصر تجمع9 آلاف طن يخرج منها15% زبالة لافائدة منها كانت الجمعية ملزمة برفعها للمقالب العمومية يوميا, لكن حاليا يتم استخلاص المواد الصلبة والتخلص من العضوية بطرق عشوائية, فأصبحت كميات مهملة, وللعلم يعمل في مجال جمع وتصنيف ونقل القمامة في منشية ناصر45 ألفا وهي عائلات تفهم هذا العمل جدا.وللمسئولين رأي حيث يقول المهندس نبيل اسماعيل علي وكيل الوزارة للإدارة المركزية للنظافة بالهيئة العامة بالقاهرة إن الشركات الأجنبية سبب القصور الشديد, فالعقد المبرم سنة2003 كان بمثابة عقد اذعان, فالشركة لها كل الحقوق والمحافظة عليها والاذعان لمطالبها الأمر الذي أدي لجعل الشركات أقوي من المحافظة في حين يجب ان يكون الاتفاق القيام بجميع المراحل من الجمع حتي التخلص من القمامة في المقالب, وهذا التعاقد يستمر حتي سنة2018 ولذلك تقرر عدم استمرار التعاقد بهذا الشكل وبالتالي أجريت تعديلات جوهرية فيه.وصرح مصدر مسئول بأن التعاقد مع الشركة الإيطالية تضمن71 مليون جنيه إضافية للمبالغ السابقة سنويا, حيث كانت تحصل علي62 مليون جنيه عن المنطقة الشمالية و58 مليونا عن المنطقة الغربية علاوة علي نسبة التضخم, التي يحددها البنك المركزي وتضاف علي قيمة العقد.وتشمل البنود الجديدة في التعاقد خدمة التجمع السكني بنسبة100%, من الباب للباب يوميا. ويفسر المهندس نبيل إسماعيل زيادة الزبالة بأن هناك عدة أسباب رئيسية منها التخلص من قطعان الخنازير, حيث كانت مناطق الزرايب بمنشية ناصر وعزبة النخل والخصوص تستقبل مايقارب7 آلاف طن من القمامة.وبالحديث مع مدير جمعية رجال جمع القمامة ومقرها المقطم في منشية ناصر يقول اسحاق ميخائيل إنه يوجد7 مناطق رئيسية للزبالة في القاهرة الكبري وتشمل منطقتي البراجيل والمعتمدية وتخدم6 أكتوبر والجيزة, ومنطقة أرض اللواء وتخدم الجيزة, ومنطقة الخصوص وهي تخدم جزءا من القليوبية والقاهرة, خاصة مصر الجديدة والمطرية وشبرا والسلام, أما منطقة منشية ناصر في الأم حيث تمثل40% من الزبالين وتخدم نحو10 أحياء في القاهرة.
الاهرام