لم يكن أمام فناني الموسيقي العربية سوي اللجوء الي رئيس الجمهورية السيد محمد حسن مبارك لحل أزمتهم ومشاكلهم مع إدارة دار الأوبرا المصرية التي لم تلتفت لهم ورفضت كل الطرق المشروعة التي سلكها هؤلاء الفنانون لذلك استغلوا إحدي المناسبات التي شاركوا فيها بالغناء وكان الرئيس علي رأس الحضور وما أن تقدموا لمصافحته عقب انتهاء فقرتهم الغنائية كالعادة حتي قام المطرب خالد عبدالغفار بعرض المشكلة علي الرئيس قائلا: نحن فناني الموسيقي العربية بدار الأوبرا لا نحصل علي أي حقوق م التي يكفلها القانون المصري مثل العلاوات الدورية بالإضافة الي تدني الأجور وعدم وجود نظام تأميني يكفل لنا حياة كريمة بعد بلوغنا سن التقاعد. وعلي الفور أمر الرئيس بحل المشكلة وبالتالي ومنذ هذه اللحظة والمسئولون بالأوبرا في حالة ذعر ويحاولون الآن عقد جلسة مع بعض فناني الموسيقي العربية لبحث شكواهم وهو أمر يدعو الي الدهشة ويؤكد أن هناك شيء غلط في إدارة كافة المؤسسات في مصر وأن دور الوزراء أصبح هامشيا والدليل أن فاروق حسني علي علم بتدني أوضاع الموسيقي العربية ووعد أكثر من مرة بحلها لكنه لم يفعل ربما لأنه يعمل الآن بالوزارة بمنطقة الزاهد المرغم علي هذا المنصب، وبالتالي لم يعد يهمه مشاكل من يعملون بوزارته، وربما يكون قد أصابه الملل من كثرة المشاكل لكنه في كل الأحوال مسئول عن هذه الفئة، خاصة أنهم طرحوا قضيتهم من خلال صحيفة »الوفد« وناشدوه التدخل بعد أن أغلقت كل أبواب المسئولين بالأوبرا في وجههم وأبرز من فعل ذلك رئيس البيت الفني الدكتور رضا الوكيل الذي رفض مجرد مقابلتهم والاستماع الي شكواهم رغم أنه المسئول الأول عنهم بعد رئيس الأوبرا الدكتور عبدالمنعم كامل الذي لجأ اليه مجموعة مطربي الموسيقي العربية بمذكرة عرضوا فيها مشاكلهم وذلك في 23 مايو الماضي وكان للوفد السبق في نشرها وقلنا أيضا إن هذه الأصوات سوف يصعدون الأمر الي فاروق حسني وتوقعنا أن يتحرك كامل أوالوزير لإنصاف هؤلاء المطربين لكن لا هذا تحرك ولا ذاك تأثر، وكل ما طلبوه في هذه المذكرة هو المساواة بالفرقة الغربية »الأوركسترا والباليه« وذكروا أن أقل عازف في الأوركسترا يحصل علي 2050 جنيها والطالب 1350 جنيها أما صوليست الموسيقي العربية فيحصل علي 880 جنيها فقط، ولم يرد أحد علي هذه المذكرة وخلال إعدادهم للمذكرة الثانية لتقديمها للوزير فاروق حسني لعب القدر لعبته ووجد مطربو الموسيقي العربية أنفسهم أمام رئيس الجمهورية مباشرة ولم يستطيعوا السيطرة علي أنفسهم وقالوا ما قالوه. والآن بدأت الأوبرا الإعداد لزيادة المرتبات لكنهم كالعادة يخترعون أي شيء من أجل زيادة هموم الناس حيث تم تشكيل لجنة لإعادة اختيار الأصوات »أودشن« لتصنيفهم الي فئات وهو أمر يدعو الي أن الدهشة لسبب بسيط أن أقل صوت من هذه الأصوات يعمل بفرق الأوبرا منذ أكثر من خمس سنوات وأغلبهم خريج معهد الموسيقي العربية وهدا يعني أن مستواهم جيد ومعروف للقادة. إذن لماذا هذا التقييم؟ هل هو إضاعة وقت؟ ثم لو أن هناك أصواتا غير صالحة لماذا استمرارها بالفرق الي هذه اللحظة؟ هذه هي مشكلة الأجور. ماذا عن مشكلة الانهيار التي أصابت الفرق وتراجع مستواها وتهميش دور كبار المطربين بالفرق وعدم وجود مدير مسئول عن شئون الموسيقي العربية يخطط ويجبر القادة علي تقديم التراث دون غيره وعندما يقدم التراث يقدم دون تحريف أو معالجة لأن الهدف من هذه الفرق عند تأسيسها كان المحافظة علي التراث وتقديمه كما هو دون المساس به، الآن كل قائد يقدم ما يريده واختلطت أدوار الفرق، فالمعروف أن فرقة عبدالحليم نويرة دورها تقديم التراث حتي حقبة زمنية معينة والفرقة القومية العربية بقيادة سليم سحاب لها دور آخر يعتمد علي تقديم تراث كل وطننا العربي، وتناول الحقبة الزمنية الأكثر حداثة. أيضا هناك مشكلة أخري خطيرة وهي عمل فرق الموسيقي العربية في حفلات خاصة ونعود ونؤكد خطورة هذا الأمر خاصة أنه يتعارض مع حفلات الأوبرا والغريب أن هناك حالة من الصمت لدي المسئولين، وبالمناسبة فهذه الحفلات تقام داخل وخارج مصر والبرنامج يتغير حسب ظروف هذه الحفلات الخاصة فهل هناك جرائم ترتكب أكثر من ذلك فهل هذه الأوضاع تحتاج الي تدخل السيد رئيس الجمهورية إذا كان الأمر كذلك فنحن نرفع الأمر اليه.. لكي يتدخل طالما أن أحد أهم ملامح الدولة وهو تراثنا الغنائي يهان الي هذه الدرجة عزبة الموسيقي العربية في الأوبرا في حاجة الي إعادة هيكلة من الألف إلي الياء.
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق