السبت، 3 يوليو 2010

حلايب .. أرض مصرية بدأ النزاع عليها فى أعقاب استقلال السودان عام ١٩٥٦


أرض مصرية تسكنها قبائل البجا البشارية والعبابدة، ويقول الدكتور هانئ رسلان، مدير وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام، إن مثلث حلايب أرض مصرية بموجب اتفاقية ١٨٩٩، لكن السودان حاولت المطالبة بها، مستندة إلى حجج «ضعيفة»، مشيرا إلى أن مصر كانت لها السيادة على السودان حتى استقلاله عام ١٩٥٦، وأنه بموجب هذه السيادة كان مثلث حلايب تابعا لحاكم السودان، بقرار إدارى من وزير الداخلية فى مصر، لتسهيل حركة القبائل بين مصر والسودان.
ويضيف «رسلان» أن بوادر النزاع بدأت عقب استقلال السودان حيث حاول أول رئيس وزراء للسودان إقامة دائرة انتخابية فى حلايب، فاعترضت القاهرة، وحركت السودان قواتها إلى المنطقة، لكن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وهو زعيم عروبى، لم يسمح بإراقة دم السودانيين فى مصر، وأمر بترك القوات السودانية فى المنطقة.
ويشير «رسلان» إلى أن النزاع عاد من جديد فى التسعينيات بعد قيام حكومة السودان عام ١٩٩٢ بإعطاء حقوق التنقيب عن البترول فى المياه المقابلة لمثلث حلايب لشركة كندية، الأمر الذى أغضب القاهرة، فقامت الشركة بالانسحاب حتى يتم الفصل فى مسألة السيادة على المنطقة.
ويقول بعد ذلك: «خرجت القوات السودانية من المثلث وأصبحت لمصر السيادة الإدارية على المنطقة»، مشيرا إلى أن القبائل التى تسكن المنطقة «أصلها سودانى (لكن) وجود السكان لا يعنى السيادة على الأرض».
وحول التوزيع القبلى فى المنطقة، يقول مسعود شومان، المشرف على أطلس المأثورات الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إن المنطقة تسكنها قبائل البشارية والعبابدة، وهما فرعان من القبيلة الأم التى عاشت فى الصحراء الشرقية الممتدة بطول ساحل البحر الأحمر فى مصر والسودان وإثيوبيا، والتى تضم ستة فروع رئيسية، مشيرا إلى أن كل فروع قبيلة البجا توجد بالسودان فيما عدا العبابدة والبشارية الموزعتين بين السودان ومصر، وأضاف أن هناك قبيلة أخرى تعيش بالمثلث الحدودى هى قبيلة الرشايدة.
ويتابع شومان: «لا يوجد لهذه القبائل تاريخ مكتوب»، بل تتواتر الحكايات والأقوال لتصنع تاريخا شفويا، ومن بين الحكايات أسطورة تقول إن جدهم الأكبر «كوكا» كان فى الأصل حجرا انحدر من جبل «علبة» بعدها تحول لبشر، وكانت له زوجة تدعى «جنية كوكا»،
وقد اختطفها الرومان، وفروا بها إلى الساحل لبيعها، لكنها هربت واختبأت بمغارة فى جبل علبة، فانهارت عليها، ولفظت أنفاسها الأخيرة بعد أن وضعت مولودها «أنوكا» وكبر طفلها وتزوج من امرأتين إحداهما تسمى «أتوانا»، والأخرى تدعى «أهوانا»، ومن نسلهما كانت قبائل البشارية. أما العبابدة فينتسبون إلى جدهم عباد الثالث المدفون بوادى عباد بقنا وهم يرجعون نسبه إلى الزبير بن العوام.
ويشير «شومان» إلى أنه ركز فى دراسته على شعر العبابدة لأنه أقرب إلى العربية، فى حين «لم يستطع فك طلاسم شعر البشارية،» لأنه بلغة الرطانة، ويحتاج إلى مجهود فى الترجمة، موضحا أنه يقوم حاليا بجمع مفردات لغة الرطانة، حيث جمع ما يقرب من ٥ آلاف كلمة، سيضعها فى «أول» معجم لهذه اللغة غير المكتوبة.
ويحذر «شومان» من انقراض التراث الثقافى للمنطقة، مشيرا إلى وجود تراث ثقافى «غنى» وآلات شعبية فى المثلث الحدودى، ومنها آلة تشبه السمسمية وتسمى الباسنكوب. ويحمل السكان من قبائل العبابدة والبشارية بطاقات هوية مصرية، باستثناء قبائل الرشايدة، ويقول مصدر مطلع إن قبائل الرشايدة قبائل رحل من الجزيرة العربية، غير معترف بهم فى مصر أو غيرها من الدول العربية، لذلك لا يمكن منحهم بطاقات الهوية، مشيرا إلى أن أفراد هذه القبيلة لا يسمح لهم بالسفر خارج البلاد إلا للتعليم أو العلاج.

المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق