كارثة بيئية تهدد أكثر من200 الف مواطن من سكان مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية, نتيجة تلوث مياه الترع والمصارف بمخلفات الصرف الصحي والصناعي,
حيث يقوم اكثر من150 مصنعا بالمنطقة الصناعية بقويسنا و25 قرية بإلقاء مخلفاتها في الترع والمصارف التي يتم ري الاراضي الزراعية بها لتنتقل الملوثات بما تحتويه من معادن ثقيلة للمحاصيل الزراعية مسببة تزايد اعداد الاصابة بالسرطانة والفشل الكلوي.الأكثر خطورة مما سبق اعتماد اكثر من100 مزرعة سمكية علي مياه الترع والمصارف في تربية الاسماك, خاصة مع قيام450 جرار كسح بالقاء مياه طرنشات المنازل داخل هذه الترع والمصارف, خاصة علي مصرف الخضراوية الذي يعد من اكبر المصارف الموجودة بالمنوفية, ومصرف ميت خلف بشبين الكوم ومصرف الفرعونية بمنوف وميت خاقان ومصرف مليج وعدة مصارف اخري ببركة السبع وتلا والسادات واشمون.من جانبه انتقد طارق الحداد عضو مجلس محلي مركز قويسنا السابق قيام أهالي أكثر من25 قرية بإلقاء مياه الصرف الصحي الخاصة بمنازلهم في الترع, خاصة ليلا بواسطة الجرارات, ورغم تغريم السائقين العديد من المخالفات المالية, إلا انهم مازالوا يلوثون الترع.ويضيف ماهر شندي سالم ان مسئولي الزراعة بالمدينة قدموا مستندات تؤكد تعاقد اصحاب تلك المزارع مع مديرية الزراعية لانشاء تلك المزارع داخل المصارف, وهو ما وصفه بالكارثة البيئية التي تهدد باصابة اكثر من200 الف مواطن من سكان مدينة قويسنا بالامراض الفتاكة, وأشار شندي إلي انه تم تشكيل لجنة من الري والزراعة واعضاء المجلس المحلي لمركز قويسنا للمرور علي تلك المزارع وحصرها تمهيدا لاصدار قرار بإزالتها فورا وتحويل اصحابها إلي النيابة العامة.وتروي الاراضي المجاورة للمنطقة الصناعية محاصيلها الزراعية بمياه الصرف الصحي والصناعي غير المعالجة, وذلك في المناطق المحيطة بمدينة قويسنا الصناعية حيث تصل المساحات التي تستخدم هذه المياه إلي أكثر من10 الاف فدان, ويتم تسويق منتجاتها في المحافظات الثلاث المجاورة بجانب محافظة القاهرة وتم رصد قيام عدد من مصانع المدينة بالتخلص من الصرف الصناعي مباشرة بضخه في مصرف الخضراوية الزراعي لتحويله إلي أكثر المناطق تلوثا في وسط الدلتا, وفقا لخبراء مركز البحوث الزراعية, ومهددا في الوقت نفسه الخزان الجوفي ومظاهر التلوث في المنطقة الصناعية مؤلمة لان مصرف الخضراوية به مظاهر تلوث كبيرة تهدد المحافظة والمحافظات المجاورة ولابد من دعم جهودالمحافظة لحل هذه المشكلات لان الحفاظ علي صحة الانسان امر مهم.وأشار المحاسب أحمد ياسين ـ سكرتير جمعية المستثمرين ـ الي ان المفاجأت تمثلت حال استلام عدد كبير من مستثمري المنطقة لاراضيهم قبل اقامة المنشآت الصناعية بها علي ان جميع الاراضي مرفقة وبها معظم الخدمات إلا ان الموقف كان صادما للجميع بما اتفق عليه مع المسئولين بالمحافظة بالعقود المحررة بين الطرفين خرجت عن ذلك وابرزها انعدام مرافق الصرف الصحي والصناعي بالمنطقة وتكبد المستثمرين من نفقاتهم لاصلاح الخلل قدر الامكان باقامة محطات معالجة مبدئية للتخلص من المخلفات الصناعية الناتجة عن تشغيل المصانع وبالقطع فان عددا غير قليل من صغار المستثمرين لم تسعفه الامكانات للقيام بذلك الامر الذي ترتب عليه القيام بالتخلص من تلك المخلفات الخطيرة بصورة غير حضارية علي الاطلاق مما يمثل خطورة كبيرة علي الأوضاع البيئية بالمنطقة وتهدد صحة العاملين بالمنشآت الصناعية ويتزامن ذلك مع تأخر الانتهاء من تشغيل محطة الصرف الصحي العملاقة والمقرر الانتهاء منها قريبا والتي تكلفت أكثر من50 مليون جنيه.واعرب محمد بر مستثمر ـ عن استيائه البالغ من حالة الطناش التي تسود المشهد خاصة وانه من ابرز المتضررين من عدم توافر خدمات الصرف الصحي والصناعي بالمنطقة مما ترتب عليه توقف بعض خطوط الانتاج باحد مصانعه بالاضافة إلي توقف العمل بالتوسعات المزمع اقامتها في إطار تلبية العديد من طلبيات التصدير مما يكبده العديد من الخسائر المادية الباهظة ازاء حالة الاهمال الأخيرة.في نفس الوقت اشار مصطفي السعيد ـ عضو جمعية مستثمري قويسنا الصناعية إلي اهمية وضع مخطط لتجميل المنطقة والتصدي لجميع مصادر التلوث البيئي ورصد ميزانية مالية للاهتمام باعمال الانارة الخاصة بمداخل المنطقة لكونها واجهة الاستثمار بقطاع الدلتا ولايعقل مطلقا ان تبدو المنطقة بهذا الشكل خاصة وان ذلك من أهم الدعائم الأمنية بالمنطقة.من جهة اخري طالب اعضاء جمعية مستثمري منطقة قويسنا الصناعية بأهمية وجود محرقة صحية للتخلص من النفايات ومخلفات المصانع بصورة امنة وازالة مخلفات القمامة بمداخل المنطقة بما يحقق وضعا بيئيا مناسبا حتي تتحول المنطقة إلي واحدة من المناطق الصناعية الصديقة للبيئة.من جانبه هدد المستشار اشرف هلال محافظ المنوفية المستثمرين غير الجادين بسحب قطع الاراضي التي خصصت لهم خلال الفترة الماضية وقبل الثورة لعدم التزامهم باقامة مصانع عليها واستخدامها في الاغراض الصناعية موضحا انه يجري حاليا انشاء مستشفي طبي متخصص للعاملين بالمنطقة الصناعية بقويسنا وأن المحافظة استقبلت أكثر من700 طلب من المستثمرين لانشاء مصانع جديدة بالمرحلة الرابعة المخطط لها125 فدانا
المصدر : الاهرام المسائي