الجمعة، 9 أبريل 2010

كلام فى الحب



الحب على الطريقة الإسلامية يكسب، وعندى قصة تدل على ذلك وتؤكد أننا لسنا فى حاجة إلى الاقتداء بالخواجات واللهث وراء تقاليدهم لأننا أساتذة فى مجال الغرام!! وبالتالى فلا نحتاج إلى دروس من أحد.
وقصتى التى سأرويها لكم مأخوذة من السيرة النبوية الشريفة وسأقدمها لحضرتك بأسلوب بسيط، وبدايتها أن سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، كان يقضى ليلته عند زوجته السيدة عائشة، فاشتاق أن يخلو بربه، وطلب من شريكة العمر أن تأذن له فقالت: «أحب القرب منك، لكننى أخضع لهواك»!! وانتهت الرواية عند هذا الحد، وقد تقول لى: وما الدروس المستفادة من تلك القصة؟ إنها تبدو أمامى عادية، وأرد بسرعة قائلاً: لا يا سيدى أرى فيها مليون عبرة ومعانى عظيمة جداً جداً.
وأول ما أعجبنى فيها حكاية الاستئذان من زوجته! كان فى وسعه أن يأمرها ويقول لها عندى موعد مع ربى فلا مكان لك اليوم! يعنى بصريح العبارة: مش فاضى!! لكن إسلامنا الجميل لا يعرف عقلية الأوامر وإلقاء التعليمات، ولذلك استأذن من زوجته أن تتركه ليخلو بربه.
وهناك درس عظيم آخر مأخوذ من تلك القصة لفت نظرنها إليه علماؤنا، فالرسول من حقه أن يخلو بربه لكن حق زوجته عليه يأتى فى المرتبة الأولى، ولذلك كان لابد له أن يستأذن منها وهذا درس آخر تعلمناه منه، فلا يجوز تقديم الأدنى على الأعلى إلا برضاء صاحبه.
ونأتى إلى السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها، فقد لخصت موقفها فى جملة تتكون من شطرين أولهما: «أحب القرب منك»! أو بتعبيرنا ياريت تقعد بجانبى! والشطر الثانى أننى أخضع لهواك، يعنى مادمت اليوم تريد أن تخلو إلى ربك فلا مانع، ولك الحرية فى ذلك، و«مزاجك على رأسى من فوق»!
وكان يمكنها الاعتراض بدلع البنات قائلة: «أنا عايزاك النهارده.. يا ريت تقعد معايا ويمكنك أن تخلو بربك فى أى وقت آخر» لكن سيدتى عائشة مختلفة وهى تحب زوجها الرجل العظيم ولا تستطيع أن ترفض له طلباً.
وأخلص من هذا كله أن الرسول عليه الصلاة والسلام رجل «جنتلمان» من الطراز الأول، ذوق وفهم لعقلية النساء، وبالتالى فلسنا فى حاجة إلى الاقتداء بالخواجات ونحن نتعامل مع بنات حواء ويكفينا أن يكون نبى الإسلام قدوتنا.


المصري اليوم - محمد عبد القدوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق