الخميس، 8 أبريل 2010

دراسة مصرية : الفراعنة أول من حاربوا الطائفية


مصر ظلت وطنا للجميع ونسيجا واحدا
كشفت دراسة تاريخية صدرت بمدينة الأقصر الأثرية في صعيد مصر أن المصريين القدماء عرفوا احترام الأخر ووضعوا أسسا وقواعد للحفاظ علي وحدتهم الوطنية، وأنهم حاربوا الطائفية قبل خمسة آلاف عام .
وقد اكدت الدراسة التي أعدها الباحث الاثري المصري الدكتور محمد يحي عويضه، والمدير الأسبق لمتحف التحنيط بمدينة الأقصر وكبير مفتشي الآثار بمنطقة الأقصر الأثرية حاليا "ان مصر ظلت وطنا للجميع ونسيجا واحدا ولا يفصل أبناؤه دين ولا عرق ولا عصبية عبر آلاف السنين".
فقد كان قدماء المصريين يعتقدون أن المجتمع المثالي علي الأرض صورة مطابقة للنظام السماوي الأعلي حيث كان يقوم الملك الثيوقراطي فيه بطرد فوضي الأشاوس وإقامة النظام القائم علي العدل والاستقامة المسمى ب "الماعت".
لذلك قامت أسس الأيديولوجيا المصرية علي تألف المفردات "فنجد منذ أكثر من 5300 عام يقوم الملك المصري نعرمر بتوحيد شقي مصر وهما مملكة الشمال ذات التاج الأحمر ورمزها نبات البردي، ولقب مملكة الجنوب ذات التاج الأبيض ورمزها نبات اللوتس ، ولقب ملكها ني سوت ويرمز له بنبات من فصيلة السوسن".
وقام نعرمر بإدماج التاج في تاج واحد يسمى "بشنت " واللقبين في لقب واحد نى سوت ببتى، وعقد الوحدة بين نباتي اللوتس والبردي مع الاحتفاظ بماهية كل مفرده على حده.
ولكن الأعجب من ذلك - كما يقول عويضه في دراسته - هو اشتراك جميع ملوك مصر القديمة في لقب واحد هو ملك الوجهين القبلي والبحري، وفى هذا اللقب يكمن تعبير قوى عن الوحدة "نعم وجهين ولكن يمثلهما شخص واحد كوجهي العملة الواحدة.. ظلت مصر وطن الوحدة والبلد الذي يصبغ المفردات بمصريته طوال آلاف السنين ،وتلك ميزة لن توجد في بلد إلا مصر.. فمصر هي البوتقة ولوحة الفسيفساء والنسيج الواحد والأم الحانية".
واضافت الدراسة ان مصر لم تعرف ما يسمي بالضد أو النقيض عبر تاريخها ولكن عرفت "الوئام" وأن مصر الفرعونية حرصت علي مر العصور علي احترام مبدعيها ومفكريها ،ولم تتح الفرصة لأنصار الظلام بالدخول إلي أرضها إلا في لحظات غفو وضعف ولكن كانت "تقوم ناهضة نشطة فتية وان من عبقرية مصر التاريخية قدرتها على توحيد الثنائيات في وحدة واحدة".
وتابعت الدراسة "نيل واحد يشقها إلي شرق وغرب، لم يفصلهما ولكن وحدهما، "فللشرق مميزات وللغرب مميزات، انسجام تام ينساب من خلال مصدر واحد هو الملك إلي مسئوليه، ونوابه إلي الناس كله متسم بالسمو، لم يعمل علي إقامة العدل والاستقرار فقط بل وطرد الفوضي ومحوها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق