السبت، 10 أبريل 2010

مهرجان "لقاء الصورة" يختتم فعالياته وسط حراسة أمنية مشددة


وغياب المخرجين المصريين
اختتم مهرجان «لقاء الصورة» دورته السادسة بالمركز الفرنسى للثقافة والتعاون بالقاهرة فعالياته أمس، وسط حراسة أمنية مشددة، فيما قاطع المهرجان عدد من السينمائيين المصريين، بسبب إصرار المركز على عرض فيلم لمخرجة إسرائيلية ضمن الفعاليات.
عرض خلال الافتتاح الفيلم الروائى الفرنسى القصير «شبه طبيعى» للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رافائيل، ضمن عرض لستة أفلام فرنسية أخرى، وهو الفيلم الذى أثار غضب السينمائيين المصريين الذين كان من المفترض مشاركتهم فى فعاليات المهرجان، قبل أن يقرروا الانسحاب منه ومقاطعة جميع أنشطته.
ويدور فيلم «شبه طبيعى» فى تل أبيب، ويروى قصة طفل إسرائيلى يبلغ الثانية عشرة من عمره، وكل ما يتمناه هو الاحتفال بعيد ميلاده.
واعتبر سفير فرنسا بالقاهرة جان فيليكس باجنون أن ما أثير حول مشاركة هذا الفيلم، هو مجرد «زوبعة فى فنجان، وفى اليوم التالى سيتم نسيان الأمر».
وقال باجنون، فى تصريحات صحفية عقب افتتاح المهرجان، إن المركز الفرنسى للثقافة والتعاون «يعد مكانا للحوار»، معربا عن سعادته بالعدد الهائل من الحضور خلال الافتتاح.
وأعرب السفير عن أسفه من عدم مشاركة أفلام مصرية فى المهرجان بعد القرار الذى اتخذه السينمائيون المصريون بالانسحاب من فعاليات المهرجان، اعتراضا على مشاركة فيلم «شبه طبيعى»، قائلا: «لذلك يجب أن يكون هناك تلاق فى الأفكار، وعلى كل واحد أن يتحمل مسؤولياته إزاء حوار الثقافات، وهذه المواقف لن نندهش إزاءها»، مؤكدا أن هذا الموضوع لن يؤثر على العلاقات المصرية الفرنسية بأى شكل من الأشكال، ولا على استمرار المركز كمكان «للحوار والتبادل، فى ظل احترام مصر والجميع».
وأضاف أن المركز الفرنسى سبق له أن عرض عددا من الأفلام الإسرائيلية، مستطردا: «لكن من الممكن أن تكون هناك اعتراضات خاصة، وهو ما أدى إلى عدم عرض أفلام مصرية».
وأوضح أن فرنسا تعلم أن مسألة الحوار الثقافى بين مصر وإسرائيل لها «حساسية خاصة»، مشيرا إلى أنه فى العام الماضى أحيا الفنان الإسرائيلى دانيال بن مورابى حفلا موسيقيا فى دار الأوبرا، وهناك بعض المصريين الذين تصرفوا تجاه ذلك الحدث بصورة إيجابية، وآخرون كان موقفهم سلبيا.
وعما إذا كان عرض فيلم لمخرجة إسرائيلية بالمركز يتناسب مع ما تشهده المنطقة من توترات بين الفلسطينيين وإسرائيل، أعرب السفير الفرنسى عن اعتقاده أن المنطقة ليست فى وضع توتر حاليا، وأن ما يجرى هذه الأيام ليس بمواجهة وإنما «هو البحث عن السلام، واستئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
من جانبها أوضحت لطيفة فهمى، مسؤولة المهرجان بالمركز الثقافى الفرنسى، أن هذا المهرجان يعد السادس من نوعه ويتم فى إطار التعاون الثقافى المصرى ــ الفرنسى.
وقالت فى تصريحات للصحفيين: «ما حدث كان شيئا غريبا، وكان من السهل على المخرج أحمد عاطف أن يلفت نظرى بأسلوب آخر غير إرسال الإيميلات التى لم تصلنى، وهو فرد لن يؤثر على العلاقات المصرية ـ الفرنسية».
وأضافت: «نحن لا نلعب سياسة ولكن نعمل سينما، وكان من الممكن أن نشاهد الفيلم وننقده، والأستاذ أحمد عاطف أدرى منى بهذه الموضوعات».
ووصفت لطيفة تصعيد المخرج أحمد عاطف للموضوع بأن هذا الأمر مثل «كرة الثلج»، مشيرة إلى أن المركز الثقافى الفرنسى تابع لوزارة الخارجية الفرنسية، وأن التصعيد الذى حدث كان على مستوى سياسى وليس من تخصصها.
وقالت: «إن المركز الثقافى هو فرنسى، وإن فرنسا ليست لديها مشاكل مع إسرائيل».
وعما إذا كان سوف يكون لهذا الموضوع تأثير على رفض المركز مشاركة هؤلاء المخرجين المصريين فى أى فعاليات مقبلة، قالت: «يشرف المركز مشاركتهم فى أى وقت، فلماذا يتم الرفض، فالعلاقات المصرية الفرنسية على أعلى مستوى».
يذكر أن الأعضاء المصريين الثلاثة فى لجنة تحكيم مهرجان «لقاء الصورة» فى دورته السادسة، وهم المخرج أحمد عاطف والمخرجة كاملة أبوذكرى والفنان آسر ياسين، قرروا مطلع الشهر الجارى الانسحاب من لجنة تحكيم المهرجان بسبب مشاركة فيلم مخرجته إسرائيلية، التزاما بمقاطعة نقابة السينمائيين أى فعاليات تعرض أعمالا لفنانين إسرائيليين।
المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق