الأحد، 13 يونيو 2010

خالد النبوي يتفوق على "أحمد السقا" فى الديلر



النبوي‮« ‬يتفوق في التمثيل‮.. ‬والسقا بارع في القفز علي الأسطح‮!‬
الديلر‮« ‬صراع لمافيا السلاح والمخدرات
إذا عدت للمواقع السينمائية وبحثت عن الأخبار التي تم نشرها عن مشروع فيلم‮ »‬الديلر‮« ‬خلال السنوات الثلاث الماضية،‮ ‬فسوف تفاجأ بأن قصة الفيلم كانت تدور حول علاقة شاب دفعته الظروف للعمل في تجارة المخدرات،‮ ‬وبين ضابط ينافسه علي حب فتاة‮! ‬وأن مشروع الفيلم كان يمكن أن يقدم لنا حالة من الصراع الرائع تشبه إلي حد ما،‮ ‬تلك الحالة التي قدمها عملاقا التمثيل‮ »‬روبرت دي نيرو‮«‬،‮ ‬و»آل باتشينو‮« ‬في فيلم‮ » ‬HEAT‮« ‬ولكن عندما تشاهد فيلم الديلر الذي بدأ عرضه الاسبوع الماضي،‮ ‬لن تجد في الحكاية أي ضابط،‮ ‬ولاحتي أمين شرطة‮! ‬ويمكن أن نفهم أن السيناريست مدحت العدل‮ ‬،‮ ‬اضطر لهذا التعديل أو التغيير،‮ ‬تفادياً‮ ‬للصدام مع الرقابة أو أي جهات أخري،‮ ‬ويمكن أن نفهم أيضا أن هذا الصدام قد حدث‮ ‬فعلا،‮ ‬وأن السيناريست آثر السلامة ليخرج مشروع الفيلم الي النور،‮ ‬وتصبح الحكاية صراعا بين‮ »‬يوسف‮« ‬أحمد السقا،‮ ‬الخارج عن القانون،‮ ‬وبين صديق طفولته اللدود‮ »‬علي‮«‬،‮ ‬خالد النبوي الذي خطف منه حبيبته سماح‮ »‬مي سليم‮«! ‬ تذكرك بداية أحداث فيلم الديلر بأفلام أخري قدمها أحمد السقا من قبل،‮ ‬طفل صغير من بيئة شعبية متواضعة،‮ ‬يصارع بعض رفاقه،‮ ‬ويجري هاربا من مطاردتهم،‮ ‬في الحواري والأزقة الضيقة،‮ ‬ويقفز فوق الأسطح،‮ ‬ثم فجأة تجد أمامك أحمد السقا،‮ ‬يكمل المشهد وهو لايزال يجري،‮ ‬مما يوحي أنه عاش عمره مطاردا،‮ ‬وفي الديلر يقوم أحمد السقا بدور الراوي أو المعلق‮ ‬NARATTOR‮ ‬ليؤكد من أول كادر في الفيلم أنه وصديقه وابن حتته،‮ »‬يوسف‮« ‬تجمعهما مشاعر الكراهية منذ الطفولة،‮ ‬لأنهما يتصارعان علي حب‮ »‬سماح‮« ‬التي كانت تميل إلي‮ »‬يوسف‮«! ‬وربما يختلط عليك الأمر في البداية وتعتقد انك تعيش لحظة كابوسية،‮ ‬وأن صناع فيلم‮ »‬إبراهيم الأبيض‮« ‬قرروا إعادة تصويره‮! ‬الأسباب التي قدمها السيناريست مدحت العدل عن تبرير العداء بين يوسف‮ »‬السقا‮« ‬و صديقه علي‮ »‬النبوي‮« ‬ليست مقنعة بالمرة،‮ ‬وخاصة اننا لم نلحظ أن أيا منهما يهتم كثيراً‮ ‬لأمر سماح‮ »‬مي سليم‮«! ‬وأن النبوي فاز بالفتاة من البداية وبدون أي مجهود يذكر،‮ ‬وهرب معها الي أوكرانيا،‮ ‬يعني هو المنتصر في تلك المعركة الساذجة،‮ ‬يبقي السقا هو مَنْ‮ ‬يحمل له مشاعر الغل والحقد،‮ ‬وليس العكس،‮ ‬ومع ذلك فإن الأحداث التي يقدمها السيناريو تقوم علي أن علي أو خالد النبوي هو اللي بيحقد علي السقا،‮ ‬رغم أن السقا هو الطرف المهزوم‮! ‬يعيش يوسف مع والده‮ »‬صبري عبد المنعم‮« ‬الذي يعنفه دائما،‮ ‬ويتهمه بالفشل والصياعة،‮ ‬وتحاول شقيقته‮ »‬منة فضالي‮« ‬أن تخفف عنه هي وشقيقة اخري،‮ ‬ولكن يوسف يقرر السفر للخارج بحثا عن فرصة عمل،‮ ‬غير أن صديقه علي يقوم بالابلاغ‮ ‬عنه،‮ ‬ليتم ضبطه في شقة تدار للعب القمار،‮ ‬ويسافر علي أو خالد النبوي الي أوكرانيا مع سماح التي كانت تعمل راقصة في إحدي فرق الفنون الشعبية‮!‬ ويتزوجها هناك،‮ ‬بعد أن أنجب منها إبنهما مصطفي،‮ ‬وتقع سماح في دائرة الادمان،‮ ‬ويستغلها يوسف أقصي درجات الاستغلال،‮ ‬ليحقق بها بعض المكاسب،‮ ‬ويستخدم‮ »‬علي‮« ‬ذكاءه وحيلته في التقرب لأحد رجال المافيا،‮ ‬ليصبح بعد فترة وجيزة ساعده اليمني‮ ‬الذي يعتمد عليه في تصريف الامور،‮ ‬أما يوسف‮ »‬السقا‮« ‬فبعد خروجه من السجن،‮ ‬يسعي للسفر للخارج،‮ ‬وتقوده أحلامه الي تركيا،‮ ‬ولايجد أمامه إلا بعض الاعمال الخطرة،‮ ‬ليكسب قوته،‮ ‬ويتعرف علي شاب عربي‮ »‬نضال الشافعي‮« ‬يفتح له بعض الأبواب المغلقة،‮ ‬في عالم تجارة المخدرات‮! ‬وبعد مرور سنوات يصل فيها خالد النبوي الي مكانة متميزة في المجتمع الاوكراني،‮ ‬بعد أن يقوم بتطليق سماح‮ »‬مي سليم‮« ‬والاحتفاظ بابنه منها،‮ ‬ثم يتزوج ابنة أحد الوزراء ويصل طموحه إلي حد،‮ ‬ترشيح نفسه للبرلمان،‮ ‬ويلتقي يوسف بالمصادفة بحبيبته السابقة سماح،‮ ‬في إحدي‮ ‬صالات الاستربتيز،‮ ‬ويصدمه الحال الذي وصلت اليه،‮ ‬ويقرر أن يتزوجها‮!‬ طبعا لابد وأن تتوقع لقاء ثأريا بين الصديقين اللدودين السقا والنبوي،‮ ‬ويحدث هذا فعلا بعد أن تقوم إحدي الجهات باختطاف ابن خالد النبوي وطلب فدية،‮ ‬ويتدخل السقا لاسترجاع الطفل بلا خسائر،‮ ‬وتحدث معركة يتطاير خلالها الرصاص،‮ ‬ويقع النبوي صريعا‮ »‬في مشهد سييء لا يظهر فيه أي بقعة دم‮« ‬ويوصي السقا برعاية ابنه،‮ ‬اما السقا فيعود إلي زوجته سماح التي كانت تعاني آلام الوضع،‮ ‬ليجدها قد ماتت وأنجبت له طفلا،‮ ‬فيعود بالطفلين الي حضن مصر‮! ‬ مثل ماحدث بالضبط في فيلم حرب أطاليا،‮ ‬الذي أخرجه أحمد صالح أيضا،‮ ‬فإن التصوير في الخارج بين تركيا وأوكرانيا،‮ ‬لم يخدم الفيلم فالمتفرج لايعنيه التصوير في الدول الأوروبية وتقديم مشاهد سياحية،‮ ‬لتركيا أو أوكرانيا،‮ ‬المهم أن يكون الصراع بين الابطال منطقيا،‮ ‬وكذلك رسم الشخصيات،‮ ‬وسوف تلحظ أيضا أن فيلم‮ »‬الديلر‮« ‬يعيد بعض اجواء ومواقف سبق وان شاهدتها في افلام مصرية أو أجنبية،‮ ‬مثل علاقة النبوي وزوجته سماح‮ »‬مي سليم‮« ‬التي أدمنت المخدرات وأصبحت حالتها الصحية تهدد حملها وهو مايجعل نفس المشاهد تقريبا تقفز الي ذهنك من فيلم‮ »‬الامبراطور‮« ‬ولكن بفرق أن الموقف كان بين أحمد زكي،‮ ‬ورغدة،‮ ‬وهناك موقف منقول بحذافيره من فيلم‮ »‬رسائل الي الاب يعقوب‮«‬،‮ ‬عندما تقوم منه فضالي بقراءة خطاب وهمي لوالدها الذي أصيب بالعمي حزناً‮ ‬علي سفر ابنه يوسف أو السقا‮! ‬ومع ذلك‮ ‬سوف تلحظ أن هناك جهودا فردية لبعض ابطال الفيلم‮ ‬للارتفاع بمستوي الأداء،‮ ‬وكان‮ »‬نضال الشافعي‮« ‬أحد مفاجآت‮ »‬الديلر‮« ‬في شخصية الشاب العربي الذي يتاجر في المخدرات وتحيط به المخاطر من كل جانب،‮ ‬ولكنه رغم ذلك يعمل علي حماية صديقه المصري‮ »‬يوسف‮«‬،‮ »‬مي سليم‮« ‬في ظهورها الاول علي شاشة السينما تتمتع بأداء تلقائي وحضور يمكن استغلاله في ادوار قادمة أما خالد النبوي فقد كان نقطة الاشعاع في الفيلم بقدرته المتفردة علي التلون والابتكار والتقمص،‮ ‬الذي دفعه لتعلم اللغة الروسية ليلقي خطبة حماسية بين الجماهير الأوكرانية،‮ ‬حتي تظنه أنه مواطن أوكراني فعلا أو أمضي نصف حياته هناك،‮ ‬وفرق شاسع بين أدائه في المرحلة الاولي وهو يعيش في إحدي الحارات الشعبية المصرية وغاية أمنياته أن ينصب علي هذا أو ذاك،‮ ‬أو يكيد لخصمه السقا،‮ ‬وبين أدائه وهو يحاول التقرب لرجل المافيا ليصبح واحدا من رجاله المقربين،‮ ‬ثم تغير نمط الأداء وقد أصبح صاحب نفوذ ويستعد للقفز الي مكانة متميزة في عالم السياسة!أما السقا فهو لايزال يجري ويقفز فوق الأسطح بمهارة عالية رغم زيادة وزنة بشكل ملحوظ‮!‬
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق