السبت، 19 يونيو 2010

منتخب الماكينات .. متعدد الثقافات


فى الصورة لوف يصافح أوزيل
لم يصعد الأتراك إلى كأس العالم، ولكنهم قد يشعرون بأن واحدا منهم ينعم بالتواجد العالمى، عبر المنتخب الألمانى، إنه مسعود أوزيل الذى ساهم فى الفوز على أستراليا بأربعة أهداف نظيفة فى الجولة الأولى من مباريات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا. والشىء مثله قد يقال بالنسبة للعديد من الدول الأخرى، استنادا إلى أن التوليفة الجديدة للمنتخب الألمانى مليئة بالنجوم المنحدرين من دول أخرى، لتتواصل النزعة التى لم تسبق أن وصلت إلى ما هى عليه فى مونديال جنوب أفريقيا.
وانعكس تزايد الطبيعة متعددة الثقافات لألمانيا والمستوى الاحترافى للعبة فى البلاد على فريق المدرب يواخيم لوف، مثلما كان الحال فى الفريق الألمانى للشباب تحت ٢١ عاما، الذى توج بلقب كأس الأمم الأوروبية العام الماضى فى الوقت الذى كان يحمل فيه سامى خضيرة شارة قيادة الفريق.
وخطا خضيرة إلى المنتخب الألمانى الأول وكذلك الحال بالنسبة لأوزيل ٢١ عاما الذى أدهش مدربه فى فيردر بريمن توماش شاف بالمستوى الرائع الذى قدمه فى مباراة ألمانيا أمام أستراليا فى ديربان.
ولد أوزيل فى مدينة جيلسنكيرشن الصناعية، لأبوين تركيين، وبدأ مسيرته فى نادى شالكه قبل أن ينتقل بشكل مثير للجدل إلى بريمن، ليتهم اللاعب ووالده بالجشع.
وفى سن العشرين ظهر للمرة الأولى فى صفوف المنتخب الإسبانى العام الماضى، قبل أن يفضل اللعب لبلد منشئه بدلا من بلد عائلته.
وعلى الفور لوحظ أن أوزيل لاعب مبدع كانت ألمانيا تبحث عنه لمجاورة مايكل بالاك فى خط الوسط، ولكن أداءه لم يكن دائما ثابتا ويمكن أن ينحرف خارج المباراة.
وتمكن أوزيل من الازدهار فى مركز لاعب الارتكاز فى منتصف الملعب تحت قيادة يواخيم لوف، الذى يتبع حاليا طريقة ٤/٥/١، مع وجود باستيان شفاينشتايجر وخضيرة فى منتصف الملعب فى ظل غياب بالاك المصاب، فيما يلعب لوكاس بودولسكى فى الناحية اليسرى، والشاب الآخر توماس مولر فى الناحية اليمنى.
وحصل بودولسكى، صاحب الهدف الأول لألمانيا فى مباراة أستراليا، على جائزة رجل المباراة، ولكن أوزيل الذى خرج فى الدقيقة ٧٣ تلقى إشادة كبيرة، واعتبره الكثيرون الرجل الحقيقى للمباراة. وتميز أوزيل ببراعته فى استخدام الكرة وتحركاته وسط الدفاع الأسترالى الهش، الأمر الذى كان مؤثرا للغاية لتحقيق الفوز. وقال تيم كاهيل، لاعب خط الوسط الأسترالى: «أعتقد أن عنصر الحسم كان أوزيل».
وأوضح كاهيل: «إنه لاعب رائع وبالطبع فإنه سيحقق أشياء رائعة للفريق، الطريقة التى يفتح بها الدفاعات هى علامة مسجلة له».
ولاحظ آخرون أن أوزيل ربما يكون لاعبا لم يعرفه الكثيرون قبل المونديال، وقال المدافع الإنجليزى جيمى كاراجر: «الفريق الألمانى كان مذهلا، يواخيم لوف قام بمهمة رائعة ومسعود أوزيل كان مبهرا».
وأشاد المهاجم الألمانى ميروسلاف كلوزه، المولود فى بولندا، الذى يعد واحدا من الجيل السابق للاعبين ذوى الخلفية الأجنبية، بالتأثير الذى أحدثه أوزيل. وقال: «دائما ما بحثنا عن الرقم ١٠ الساحق ووجدناه الآن.. مسعود ترك بصمته فى الفريق الألمانى، إنه مكسب حقيقى لنا».
وأعرب لوف عن سعادته بتطور أداء أوزيل، ولكنه حذر من أن الطريق نحو العظمة الحقيقية، طويل وصخرى». وأضاف لوف: «أن تكون لاعبا من طراز عالمى يتطلب الكثير من التطور والحاجة إلى الثبات عبر أعوام عديدة، ولكن مسعود بلا شك لديه ما يكفى لتحقيق النجومية».
وهناك ١١ من أصل ٢٣ لاعبا بقائمة المنتخب الألمانى، إما ولدوا خارج ألمانيا أو ولدوا فى ألمانيا ولديهم تجربة مع الهجرة، وهو مثل العدد الذى شارك فى صفوف المنتخب الألمانى الذى توج بلقب كأس الأمم الأوروبية للشباب تحت ٢١ عاما فى العام الماضى.
وأغلب الجيل الصغير من اللاعبين ولد ونضج فى ألمانيا، بمن فى ذلك أوزيل وخضيرة ومدافعا هامبورج جيرومى بواتينج ودينيس اوجو، وهما أيضاً من نتاج المنتخب الألمانى للشباب تحت ٢١ عاما.
وأشار لوف إلى اللاعبين أمثال أوزيل، والمهاجم المولود فى البرازيل، كاكاو «باعتبارهما أحد أركان الأمة ومع وضع النسر على قميصهما فإنهما يقدمان أقصى ما بوسعهما لألمانيا حتى إن كانت لهما جذور مختلفة». وأضاف: «فى بلدان أخرى من الطبيعى للاعبين الأجانب أن يتم دمجهم داخل الفريق، إنها أيضا رسالة، ليست فقط لكرة القدم ولكن للحياة بشكل عام، تركز على أننا يمكننا العيش معا ونحقق الأشياء الرائعة سويا».
من جانبه، قال خضيرة، لاعب خط وسط شتوتجارت، المنحدر من أم ألمانية وأب تونسى: «رغم أصولى التونسية فإننى أعتبر نفسى مواطنا ألمانيا منذ زمن بعيد.. والدى أيضا فخور لأننى ألعب باسم ألمانيا». وأكد أوجو، المولود فى كارلسروه لأب نيجيرى، أن قرار اللعب فى ألمانيا بلد منشئه كان قراراً سهلاً.
وكذلك لم يكن بواتينج، المولود فى برلين من أم ألمانية وأب غانى، لديه أى شك فى انتمائه لألمانيا، ولكن أخاه غير الشقيق الذى شارك أيضاً مع المنتخب الألمانى تحت ٢١ عاما، تحول الآن إلى صفوف المنتخب الغانى.
المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق