يتهيأ المنتخب البرازيلى لتحقيق الفوز بلقب كأس العالم للمرة السادسة فى تاريخه، لكنه ربما لا يهتم بشكل كبير بتقديم عروض جيدة فى كأس العالم ٢٠١٠ المقامة حالياً بجنوب أفريقيا.
ويبدو أن تقديم العروض الجميلة، مثل التى قدمها المنتخب البرازيلى بجهود النجوم بيليه وجيرزينيو وريفيلينيو خلال الفوز بلقب كأس العالم ١٩٧٠ بالمكسيك، لا يتصدر أولويات كارلوس دونجا، المدير الفنى الحالى للمنتخب البرازيلى. وقال توستاو، وهو أحد لاعبى المنتخب البرازيلى الفائز بكأس العالم ١٩٧٠، «كرة القدم البرازيلية التى أبهرت العالم بلمساتها وتمريراتها وقدرتها على السيطرة على مجريات اللعب فى المباريات لم تعد موجودة الآن»، ووصف سقراط، الذى كان قائداً للمنتخب البرازيلى فى كأس العالم ١٩٨٢، طريقة لعب المنتخب البرازيلى الآن بأنها إهانة للثقافة البرازيلية، بينما تعكس نتائج المنتخب البرازيلى إيمان مدربه دونجا بأن العمل الجاد والانضباط يسفران عن نتائج جيدة.
لذلك لم يكن غريباً أن تظهر السعادة على دونجا بالأداء الفعال للمنتخب البرازيلى فى الفترات الأخيرة من مباراته أمام نظيره الكورى الشمالى التى انتهت بفوز البرازيل ٢/١ فى أولى مباريات الفريقين.
قال دونجا «٤٦ عاماً» عشية تلك المباراة: «ليس المهم أن تروق لأحد أو لا.. المهم هو ما يحدث على أرض الملعب»، وأضاف: «الأمر كله يتعلق بالفاعلية». واعترف بأن المباراة لم تكن سهلة أمام منتخب كوريا الشمالية، وبعد الأداء المتواضع الذى شهده الشوط الأول من المباراة، تقدم منتخب البرازيل بهدفى مايكون وايلانو قبل أن يرد المنتخب الكورى بهدف متأخر سجله «جى يون نام» ليضعف بريق الفوز البرازيلى.
وتخطى دونجا بذلك الحاجز الأول، ولكن الفوز الذى حققه المنتخب البرازيلى فى الليلة الباردة باستاد «إليس بارك» فى جوهانسبرج أمام المنتخب الكورى الشمالى، الذى أثبت أنه فريق مكافح ومنافس قوى- لن يخفف من حدة الانتقادات التى توجه إلى دونجا فى البرازيل.
وشحذت وسائل الإعلام البرازيلية السكاكين للرجل الذى كان قائداً للمنتخب البرازيلى الفائز بلقب كأس العالم ١٩٩٤، وربما تحصل على الفرصة لاستخدامها فى حالة عدم تحسن أداء الفريق فى مباراته المقبلة أمام كوت ديفوار أو المباراة التالية أمام البرتغال فى الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات الدور الأول.
ولم يعد المنتخب البرازيلى بملامحه القديمة تحت قيادة دونجا، حيث أصبحت الجلسات التدريبة أمراً سرياً وغالباً ما تقام دون جماهير، وهو ما يعد شيئاً لا يمكن تصوره بالنسبة لفريق ظل يمارس تدريباته دائماً فى هدوء نفسى أمام الجماهير ويتحدث لاعبوه بحرية أمام وسائل الإعلام والجماهير البرازيلية.
وجاء عصر دونجا بمثابة صدمة لقنوات تليفزيونية مثل «جلوبو»، التى كانت تتمتع بسهولة الوصول إلى حجرات تغيير ملابس اللاعبين، لكن الآن يشترط دونجا على لاعبيه عدم إجراء أى حوار مع وسائل الإعلام دون إذنه. ويتردد أن المهاجم روبينهو خالف تلك التعليمات هذا الأسبوع بالتحدث إلى قناة جلوبو، واعتذر لزملائه فى اجتماع عقد خصيصاً لذلك.
وتبدو العلاقة بين المنتخب البرازيلى ووسائل الإعلام متوترة فى الوقت الحالى، وفيما يبدو أمراً مألوفاً فى كرة القدم البرازيلية واجه دونجا هجوماً قوياً من بعض النجوم السابقين، وإن كان الأسطورة بيليه مؤيداً له. وقال صحفى برازيلى يتابع المنتخب فى بطولات كأس العالم: «لن أقول إنها عقلية الاقية لأن بعض الفرق أكثر انغلاقاً، ولكنه بالنسبة للبرازيل يعد انغلاقاً».
ولم يعتن دونجا بشكل كبير بالحديث عن «اللعبة الجميلة»، وأكد أنه منذ توليه تدريب المنتخب البرازيلى عقب كأس العالم ٢٠٠٦ التى خرجت البرازيل منها على يد فرنسا، سجل الفريق البرازيلى ١٠٠ هدف، ولاشك فى أن المنتخب يقدم أداء فعالاً، ولكن هذا الأداء ليس الذى اعتاد العالم أن يشاهده من منتخب السامبا، كما أنه لا يشبع طموح الجماهير البرازيلية المهووسة بكرة القدم.
ورغم أن المنتخب البرازيلى لا يضم سوى عدد محدود من النجوم البارزين، يعتقد دونجا أن لديه فريقاً قادراً على إحراز لقب كأس العالم للمرة السادسة فى تاريخ البطولة، ويأمل أن يطبق اللاعبون طريقته. وقاد دونجا المنتخب البرازيلى للفوز بلقبين قبل أن يقوده لنتائج جيدة فى تصفيات كأس العالم.
المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق