السبت، 19 يونيو 2010

العاملون فى "ماسبيرو" يتهمون الاتحاد بتوجيه الأموال للمباريات والمسلسلات


١٢٠ مليون جنيه لشراء مباريات كأس العالم ٢٠١٠، وحوالى ٢٠٠ مليون جنيه لشراء مسلسلات رمضان، خبرين انتشر تداولهما بشدة بين العاملين فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فلا حديث لهم إلا عن الأموال الطائلة التى دفعها التليفزيون فى الفترة الأخيرة، وعلموا بها من وسائل الإعلام، رغم أن لديهم مستحقات مالية لم يصرفوها، ومع قرب حلول شهر رمضان وما يسمعونه عن مصروفات ماسبيرو التى تقدر بالملايين، خرج الكثير منهم عن صمتهم، وخلعوا رداء الانتظار لحين ميسرة، وقرروا المطالبة بحقوقهم لأنهم الأولى.
«المصرى اليوم» التقت عددا من العاملين الغاضبين فى بعض قنوات التليفزيون واستمعت إلى شكواهم، واحتفظت بأسمائهم التى طلبوا عدم ذكرها خوفا من تعرضهم لأى أذى، وبناء على طلب أمن التليفزيون بعدم الإدلاء بأى تصريحات للصحافة.
فى القناة الثالثة أعلن ٢٥ من العاملين عن غضبهم لعدم صرف مستحقاتهم المالية عن شهرى أبريل ومايو، مؤكدين أنه منذ التطوير الذى شهده التليفزيون ومستحقاتهم متأخرة، وقالوا: بعد أن فاض بنا الكيل ذهبنا إلى مرفت الزينى، مدير عام الشؤون المالية، للمطالبة بمستحقاتنا، فوعدتنا بالرد فى اليوم التالى وحتى الآن لم ترد، فذهبنا إلى د.هانى جعفر، رئيس القناة السابق، فقال لنا: وأنا هعملكم إيه؟ فلم نجد طريقة إلا اللجوء إلى مكتب الوزير، وبالطبع منعنا الأمن من الدخول، وأمرنا بفض التجمهر لأنه ضد القانون، وأضافوا: لا نعرف ما السبب فى هذا التأخير.. هل التهمت مباريات كأس العالم ومسلسلات رمضان كل الميزانية؟ أم هناك اختلاسات تم التعتيم عليها؟
أحد العاملين فى القناة أكد أنهم فى ظل محدودية رواتبهم، فإنهم لديهم أسر مسؤولين عنها، وقال: بدلا من استعانة التليفزيون بنجوم يقدمون برامج مقابل ملايين الجنيهات مثل محمود سعد ود.علاء صادق، عليهم أن يصرفوا مستحقات العاملين «الغلابة».
الأمر نفسه تكرر بين العاملين فى القناة الثانية، الذين قالوا: ذهبنا بشكوانا إلى شافكى المنيرى، رئيس القناة، فقالت لنا: «زيى زيكم.. الأزمة علىّ وعليكم.. إذهبوا إلى مدير عام الشؤون المالية لحل مشكلتكم». وقال أحد العاملين فى القناة: القناة تنهار والمسؤولين لا يشعرون بنا والتليفزيون «فيه فلوس» بدليل أنه يدفع كثيرا لمنافسة القنوات الخاصة، فكل هذا يأتى على حسابنا، فمثلا سمعنا أن التليفزيون اشترى مسلسل «الجماعة» بـ٢١ مليون جنيه، وهو مبلغ يحل كل مشاكل العاملين ويتبقى منه.
عاملو القناة الثانية أكدوا أنهم منذ اعتصام مارس ٢٠٠٩ يرفض الأمن أى تجمع أو تجمهر، ولذلك لا يعرفون كيفية المطالبة بمستحقاتهم، لأنهم يصطدمون بأمن التليفزيون، وأكدوا أنهم لا يثيرون مشاكل بسبب منصب أو ترقية، فكل ما يهمهم هو الحصول على حقوقهم.
فى قطاع القنوات المتخصصة لا يختلف الحال كثيرا، فهم لم يتقاضوا مستحقاتهم منذ ٣ أشهر، ففى قناتى «نايل لايف» و«نايل دراما» سيطرت حالة غضب على العاملين، وكانوا ينوون تنظيم اعتصام لكنهم تراجعوا لاقتناعهم بعدم جدواه، وقالوا لـ«المصرى اليوم»: معظمنا مستاء مما يحدث فى ماسبيرو، كما أننا نشعر بعجز تجاه المسيطرين على التليفزيون من الخارج، فمعظم العاملين فى قناة «نايل لايف» صحفيون من الخارج تربطهم علاقات طيبة بـدينا رامز، رئيس القناة، وهذا الحال جعلنا نجلس فى بيوتنا، لأن كرامتنا منعتنا من تكرار المطالبة بالعمل والحقوق المالية.
وأكد العاملون فى قناة «نايل دراما» أنه فى الوقت الذى تصرف معظم الجهات الحكومية مكافآت للعاملين فيها احتفاء بشهر رمضان، فإنهم لا يسعدون بهذا الشهر، لأنهم لا يصرفون حقوقهم قبل حلوله بشهرين وبعده بشهر، وقالوا: من المفترض أن نكون حاليا مشغولين بالإعداد لبرامج شهر رمضان، ولكن ما يحدث أن القناة تشترى برامج جاهزة من الخارج وتدفع فيها أموالاً كثيرة ونحن بلا عمل، والهدف من ذلك تسريحنا.
المشكلة التى تواجه العاملين فى كل قطاعات التليفزيون أن السنة المالية ستنتهى فى ٣٠/ ٦ ويتردد فى كواليس ماسبيرو أن من لم يحصل على مستحقاته قبل انتهاء السنة المالية لن يستطيع صرفها.
فى القناة «التعليمية» انشغل معظم العاملين بالحديث عن المستحقات المتأخرة، ووقعوا على مذكرة رفعوها إلى مكتب الوزير، بعد أن تجمهروا فى القناة رافضين محاولات تهدئتهم.
أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أكد أن مباريات كأس العالم ليست السبب، لأن الدولة هى التى دفعت ثمنها، بالإضافة إلى الإعلانات، وقال: المفروض أن العاملين على علم بذلك، أما مسلسلات رمضان فليس صحيحا أننا اشتريناها بـ٢٠٠ مليون جنيه، كما أننا دائما نغطى مسلسلات رمضان بالإعلانات، فالعام الماضى حققنا منها أرباحا كبيرة، إلى جانب أننا لم ندفع ثمن المسلسلات كاملا بل تم تقسيطه على دفعات.
وأكد «الشيخ» أنه دخل شريكا فى إنتاج عدد كبير من المسلسلات هذا العام مع القطاع الخاص، وسيتم عرضها على التليفزيون المصرى وتسويقها إلى قنوات أخرى وعائدها سيستفيد به التليفزيون، كما أن التليفزيون يشترى مسلسلات للعرض طول العام وليس فى رمضان فقط.
وأشار الشيخ إلى أنه لا يجد مبررا لشكوى العاملين فى التليفزيون، خاصة أن رواتبهم تضاعفت فى الفترة الأخيرة، وقال: إذا كانوا غاضبين من تزايد أعداد الصحفيين فى التليفزيون، سأقلل أعدادهم فى الفترة المقبلة.

المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق