السؤال: هل يدل الاستثناء الوارد في قوله تعالي: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاپإبليس أبي واستكبر وكان من الكافرين" آية رقم 34 من سورة البقرة علي أن إبليس من الملائكة؟
** يجيب الشيخ ابراهيم سيد الشافعي وكيل أول المنطقة الأزهرية بدمياط بقوله: قال بعض المفسرين: إن إبليس من الملائكة ولذلك صح استثناؤهپمنهم. وأن الأمر كان موجهاً إليه كما هو موجه إلي الملائكة بدليل قوله تعالي في سورة ص: "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي" آية رقم .75
والصحيح أن إبليس لم يكن من الملائكة وإنما كان من الجن والأدلة علي ذلك هي:
1 أن الاستثناء في قوله تعالي: "إلا إبليس أبي" الآية 34 من سورة البقرة هو من قبيل الاستثناء المنقطع بمعني أن يكون المستثني ليس بعضاً من المستثني منه أو فرداً من أفراده فإبليس لم يكن من الملائكة.
قال ابن كثير في تفسيره: إن الله تعالي لما أمر الملائكة بالسجود دخل إبليس في خطابهم لأنه وإن لم يكن من عنصرهمپإلا أنه قد تشبهپبهم وتوسم بأفعالهم ج 1 ص.79
وقد صرح القرآن بأن إبليس من الجن في قوله تعالي: "... إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه" آية رقم 50 من سورة الكهف. وعنصر الجن غير عنصر الملائكة.
2 كما صرح القرآن بأن لإبليس ذرية "... أفتتخذونه وذريته..." نفس الآية السابقة. والملائكة ليس لهم ذرية. لأنهم لا يتناكحون ولا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة.
3 كذلك صرح القرآن بأن خلق إبليس من نار.. قال تعالي علي لسان إبليس: "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" آية رقم 12 من سورة الأعراف والملائكة خلقت من نور فقد ورد في صحيح مسلم: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار پالحديث في كتاب الزهد باب : في أحاديث متفرقة برقم .2996
4 إبليس عصي الله تعالي بترك السجود لآدم. والملائكة لا يعصون الله قال تعالي: "... لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" آية رقم 6 من سورة التحريم وعلي ذلك فالاستثناء في قوله تعالي "إلا إبليس" الآية 34 من سورة البقرة وأمثاله في القرآن لا يدل علي أن إبليس من الملائكة.
المصدر: مجلة "عقيدتي"المصرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق