السبت، 19 سبتمبر 2009

الذهب الصيني يغزو الأسواق المصرية


شهدت أسعار الذهب والمشغولات الذهبية في مصر ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالاشهر الماضية نتيجة ارتفاع الاسعار في البورصات العالمية‏.‏ معظم العاملين في هذا المجال يتوقعون حالة من الركود التي لازمت السوق خلال العام الماضي لتستمر هذا العام برغم قدوم موسم الأعياد الذي كان يتواكب معه أغلب المناسبات السعيدة الخاصة بالأسر المصرية من خطوبة أو زواج‏,‏ ولعل تواكب شهر رمضان المعظم مع العيد‏,‏ ومع دخول المدارس‏,‏ وهو ما أطلق عليه المصريون اسم مثلث الرعب قد اثقل كاهل أي أسرة مصرية اقدم أحد ابنائها علي الارتباط ليتم إرجاء تلك المناسبات في الوقت الراهن‏,‏ ولتستبدل السيدات متعة شرائهن للمشغولات الذهبية بالذهب الصيني الذي غزا الأسواق أخيرا وأصبح أيضا بديلا للشبكة في الأماكن الشعبية وما بين ابناء الطبقات الدنيا كان هذا التحقيق‏.‏عاودت أسعار المشغولات الذهبية في السوق المصرية ارتفاعاتها‏,‏ وذلك في ظل التحسن الملحوظ لسعر المعدن الأصفر في الأسواق العالمية‏,‏ حيث حققت الأونصة في أسواق السلع عالميا ارتفاعا لتصل إلي نحو‏1008‏ دولارات وقفز سعر الجنيه الذهب في السوق المحلية ليصل إلي‏1224‏ جنيها‏,‏ ولقد حقق سعر جرام الذهب عيار‏24‏ زيادة ليصل إلي‏174,80‏ جنيه‏,‏ كما ارتفع سعر الجرام عيار‏21‏ ليصل إلي‏153‏ جنيها‏,‏ وليصل أيضا العيار‏18‏ إلي‏131,20‏ جنيه‏.‏ من ناحية أخري برغم انخفاض القوة الشرائية بعد الطفرات في اسعار الذهب فإن مجلس الذهب العالمي قد رجح مواصلة نمو الطلب علي المعدن النفيس بقوة في مصر خلال السنوات الخمس المقبلة وسط نمو اقتصاد البلاد التي هي أكثر الدول العربية سكانا وتطور قطاع السياحة‏,‏ وهو ما اثبتته الأرقام في عام‏2007‏ حيث كانت مصر الأفضل أداء في الربع الأخير من عام‏2007‏ برغم ما شهدته أسعار الذهب من ارتفاع وتقلب‏.‏وحققت أسعار الذهب مكاسب في ظل موجة مشتريات للمعدن النفيس باعتباره ملاذا آمنا بسبب اضطرابات سوق الائتمان والمخاوف حول وضع الاقتصاد الأمريكي‏,‏ أما بالنسبة للارقام الخاصة بعام‏2008‏ فلقد اعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع مبيعات الذهب في مصر بنسبة‏10%‏ خلال الربع الثاني من‏2008‏ مقارنة بالفترة نفسها قبل عام‏,‏ برغم تراجع استهلاك المعدن الاصفر في عدد من الدول ذات الاستهلاك الكثيف للذهب في المنطقة‏,‏ فقد خسرت الامارات‏11%‏ من مبيعاتها‏,‏ والسعودية‏15%‏ فيما تراجع استهلاك باقي دول الخليج‏24%,‏ وذكرت العديد من المصادر الاقتصادية من بينهم مذكرة لبنك يو بي اس العالمي ان السنوات المقبلة ستشهد ارتفاعا غير مسبوق لاسعار الذهب‏,‏ وبعض المصادر ذكرت ان الارتفاع الذي سيحدث قد يصل إلي الفين وخمسمائة دولار للاونصة‏,‏ كما ان الارتفاع سيحدث علي مراحل حتي يصل إلي ذروة ارتفاعه المرحلة الاولي عام‏2009‏ و‏2010‏شبكة ذهب‏..‏ شبكة ألماظ‏.‏من جانبه أوضح ممدوح عبد الونيس‏..‏ خبير الذهب والمجوهرات بمنطقة ميدان الجامع أن سعر جرام الذهب عيار‏18‏ يتراوح ما بين‏175‏ ــ‏210‏ جنيهات‏,‏ كما ارتفع الذهب عيار‏21‏ ليتراوح ما بين‏175‏ و‏200‏ جنيه‏,‏ وأكد أن السوق المصرية قد شهدت ظاهرة جديدة منذ العام الماضي تمثلت في اقتحام ربات البيوت مجال الاستثمار في الذهب وشرائه‏,‏ ثم بيعه‏,‏ وساعد في هذا التحول المتلاحق في أسعار الذهب عالميا ومحليا‏,‏ واعتباره أداة آمنة للاستثمار تستغل وقت الأزمات‏,‏ كما ان التجربة تبرهن علي أن الذهب يحتفظ بقيمته ويرتفع بشكل أسرع من أي شيء آخر‏,‏ ومن ناحية أخري اضاف ممدوح عبد الونيس ان موسم الأعياد هذا العام متوقع ان يشهد انخفاضا في معدلاته الشرائية بنسبة‏25%‏ نتيجة ارتفاع أسعار الذهب‏,‏ ونتيجة لخروج أغلب الأسر المصرية من عدة مواسم دفعة واحدة فمن موسم المصايف إلي شهر الصوم‏,‏ ومن عيد الفطر لتوقيت دخول المدارس‏,‏ لذا فضل الغالبية العظمي تأجيل زواج أو خطوبة ابنائهم للشهور المقبلة‏,‏ وحول الأكثر طلبات من العرائس والعرسان فإن الغالبية العظمي من الطبقة المتوسطة بفضلون الأطقم الذهب‏,‏ والتي تتراوح ما بين‏10‏ و‏15‏ و‏20‏ الف جنيه تقريبا‏(‏ من‏ 100‏ ــ‏200‏ جرام‏)‏ حيث الأسعار المعقولة بالإضافة لتعدد القطع به‏,‏ كما أن الغالبية العظمي حتي علي مستوي المحافظات يفضلون شراء الشبكة الذهب ذات الماركات الشهيرة مثل لازوردي‏,‏ ايجيبت جولد‏,‏ طيبة وداماس لاحتفاظها بنفس القيمة في حالة البيع ولجودة المتوسطة مقارنة بالذهب الأبيض الذي لا يطلبه الا أبناء الطبقة الراقية‏.‏أما بالنسبة لزبائن الطبقة الراقية وفوق المتوسطة‏,‏ فأوضح امين عاطف واصف احد اشهر تجار الذهب والفضة بمنطقة وسط البلد انهم يفضلون الذهب الأبيض والخاتم الألماس‏,‏ والذي يتراوح سعره من‏25‏ إلي‏45‏ الف جنيه‏,‏ وقد يصل إلي‏100‏ و‏250‏ الف جنيه‏,‏ وذلك بالطبع حسب مكانة العروس وإمكانات العريس‏,‏ فسعر القيراط قد يصل إلي‏45‏ الف جنيه في حالة إن كان الحجر نقيا بدون شوائب أو عيوب‏,‏ وهو ما يعلمه اصحاب الطبقة الراقية جيدا من ناحية اللون فإن الحجر‏(‏ اتش‏)‏ يعتبر الأكثر تداولا من‏(‏ الجي‏)‏ الذي يعتبر الأغلي‏,‏ كما ان درجة النقاء تتفاوت ما بين عدة درجات لها اسماء معروفة ما بين في في اس‏,2‏ في في اس‏,1‏ في اس‏,1‏ و في اس‏2‏ ويتحكم في سعر الفص أيضا شكل القطع إن كان مستديرا ام مربعا ام بيضاويا بالإضافة إلي اللون والوزن ودرجة النقاء‏,‏كما ذكرنا‏,‏ ومع كل حجر ماس شهادة نوعية مثبت فيها تفاصيل اللون والنوع والصفاء والوزن والحجم والقياس مع أرقام لها مدلولات عالمية ترمز إلي الحجر وتفاصيله‏,‏ وهذه الشهادة ضرورية جدا لمعرفة هوية الحجر ونقائه‏,‏ وهي التي تحدد كل العوامل المؤثرة في ثمنه‏,‏ واضاف امين واصف ان في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المشغولات الذهبية‏,‏ تألقت الفضة بأشكالها المنافسة للذهب الأبيض والألماس في أوساط الطبقة الدنيا‏,‏ واكتفت المقبلات علي الزواج بالفضة المستوردة حيث لا مجال الآن للتفريق بين الفضة والذهب الأبيض من حيث التصميم والشكل‏,‏ فقد اختلفت أشكال الفضة الآن عن الماضي‏,‏ فأصبحت أكثر جمالا وجاذبية وبأسعار في متناول الجميع حيث يتراوح سعر الجرام ما بين‏15‏ ــ‏18‏ ــ‏20‏ جنيها‏.‏حكاية الذهب الصينيويكتسح ما يسمي بالذهب الصيني حاليا الأسواق مسببا العديد من المشكلات برغم أن رفيق العباسي رئيس الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية قد صرح من قبل بأن الذهب عيار‏12‏ وعيار‏14‏ هو طريقة جديدة ومبتكرة للغش التجاري‏,‏ والأرجح أن هذا الذهب ليس صينيا بل هو ذهب مصري قامت الورش بتصنيعه واطلق عليه الناس هذا الاسم‏,‏ وأوضح العباسي أن سعر الذهب يحسب بطريقة خاصة فكل جرام من الذهب يوجد فيه‏125‏ من الألف ليست ذهبا فالذهب عيار‏14‏ به‏14‏ جزء ذهب مقابل‏10‏ أجزاء من النحاس والذهب عيار‏12‏ به‏12‏ جزء ذهب مقابل‏12‏ جزء نحاس‏,‏ في حين أن الذهب الخالص أو ما يسمي السبائك الذهبية‏,‏ تكون خالية من الشوائب‏,‏ وتكون من العيار‏24‏ قيراط‏,‏ ولكن لا يمكن أن نستخدم السبائك بنفس عيارها الــ‏24‏ قيراط في صنع الحلي الذهبية لانها ستكون طرية ولينة‏,‏ فيضاف إليه نحاس أو فضة ويقل عياره وتركيزه ويصبح عيار‏22‏ أو‏21‏ قيراط بعد اضافة النحاس أو الفضة وبمقاييس وأوزان معروفة فهي معادلة يعرفها الذين يقومون علي صناعة هذه الحلي‏,‏ أو يضاف إليه مزيد من النحاس أو الفضة ويقل تركيزه ويصبح عياره‏18‏ قيراط‏...‏وإذا أضفنا المزيد من النحاس أو الفضة يقل أيضا تركيزه ويصبح عيار‏14‏ أو عيار‏9‏ من جانبه أوضح أحمد الجوهري صائغ ان هذا النوع من الذهب في الأساس اختراع مصري‏,‏ حيث كان معروفا منذ سنوات بالنحاس المطلي بماء الذهب باسم ذهب القشرة ولكن الذهب الصيني يختلف كثيرا عنه إذ يتميز بجودة تصميمه حيث تم طلاؤه الكترونيا مما جعل هناك صعوبة في التعرف عليه‏,‏ برغم كل هذا كان ما يطلق عليه الذهب الصيني وسيلة لبعض النساء لاستخدامه كاكسسوار لاقترابه من حيث الشكل من العديد من المشغولات الذهبية وبشكل متقن ولرخص سعره‏,‏ كما كان وسيلة لشراء شبكة معقولة الثمن خاصة في الأماكن الشعبية وما بين الطبقات الدنيا حيث لا يتجاوز سعر الطقم الــ‏80‏ جنيها‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق