الخميس، 17 سبتمبر 2009

أبو العينين شعيشع .. موهبته تغلبت على رغبة والدته


شهادة ميلاده تشير إلى أنه من مواليد 12 أغسطس/ آب عام 1922، ولكنه يعتبر أن تاريخ مولده الحقيقي بدأ مع تلاوته للقرآن الكريم.

ولد الشيخ أبو العنين شعيشع بمدينة "بيلا" في محافظة كفر الشيخ شمالي مصر، وهو الابن الـ12 وأصغر اخواته. وكان والداه لا يرغبان في إنجابه، حتى أن أمه حاولت أن تتخلص منه وهو جنين، لكن الله كتب له أن يخرج للدنيا ويكون أمنا وطمأنينة للأسرته كلها.
رحل والده قبل أن يطمئن على مستقبل أبنائه، وتركهم صغارا في مراحل مختلفة تحتاج إلى ولي أمر يتولى المسئولية كاملة. وهكذا أصبح الطفل العائل لهذه الأسرة مع أنه كما يقال "آخر العنقود".
كان يقلد مشاهير القراء
التحق أبو العنينين بالكتاب وهو في سن الـ6 وحفظ القرآن قبل سن الـ10. كما ألحقته أمه بالمدرسة الابتدائية لكي يحصل على شهادة كبقية المتعلمين من أبناء القرية، لكن موهبته تغلبت على رغبة الوالدة.
كان الشيخ أبوالعينين يخرج من المدرسة ويحمل المصحف إلى الكتّاب، وكان حريصا على متابعة مشاهير القراء بل ويقلدهم، ساعده على ذلك جمال صوته وقوته ورقة قلبه ومشاعره، وحبه الجارف لكتاب الله وكلماته، ما شجعه على القراءة بالمدرسة أمام المدرسين والتلاميذ كل صباح، وخاصة في المناسبات الدينية والرسمية التي يحضرها ضيوف أو مسئولون من مديرية التربية والتعليم، فنال إعجاب واحترام كل من يستمع إليه.
وكان ناظر المدرسة أول الفخورين به، وبنبوغه القرآني، ولاحظ أن هذا الطفل يعتز بنفسه كثيرا ويتصرف وكأنه رجل كبير، ولا تظهر عليه ميول اللهو واللعب والمزاح كغيره من أبناء جيله، فأشار على والدته بأن تذهب به إلى أحد علماء القراءات والتجويد، لعل ذلك يأتي بالخير والنعمة.

نقطة التحول
في عام 1936 دخل الشيخ أبو العينين دائرة الضوء والشهرة من أوسع أبوابها عندما أرسل إليه من قبل مدير مديرية الدقهلية لافتتاح حفل ذكرى الشهداء بمدينة المنصورة، و كان عمره وقتها 14عاما.
هذا الموقف كان نقطة تحول في حياته، ونقلة له من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضوج والمسئولية الكبرى، التي من خلالها سيواجه عمالقة، كان يطير فرحا عندما يستمع إليهم في.
والشيخ أبوالعينين شعيشع من الرعيل الأول من القراء، ورئيس المركز الدولي للقرآن الكريم بالقاهرة، ووكيل أول نقابة القراء، وقارىء السورة بمسجد عمر مكرم، وكان موفدا من قبل وزارة الأوقاف لإحياء شهر رمضان بتركيا.

قرأ بالمسجد الحرام والأقصى
سافر الشيخ أبوالعينين شعيشع إلى معظم دول العالم وقرأ بأكبر وأشهر المساجد في العالم أشهرها المسجد الحرام بمكة والمسجد الأقصى بفلسطين والأموي بسوريا ومسجد المركز الإسلامي بلندن.
وأسلم عدد غير قليل تأثرا بتلاوته. ولم يترك دولة عربية ولا إسلامية إلا وقرأ بها عشرات المرات على مدى مشوار يزيد على 60 عاما قارئا بالإذاعة.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق