تراجعت الولايات المتحدة عن خطتها بنشر نظام دفاع صاروخي في وسط اوروبا كان قد اثار غضب روسيا بعد ان قلل البنتاجون من تهديد حدوث اي هجوم صاروخي ايراني حسب ما افاد مسؤولون .
واعلن رئيس الوزراء التشيكي يان فيشر في وقت سابق أمس الخميس ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ابلغه في اتصال هاتفي اجراه ليل الاربعاء الخميس ان واشنطن عدلت عن مشروع نشر الدرع المضادة للصواريخ في تشيكيا وان الرسالة نفسها ابلغت الى بولندا.
وكان من المقرر بناء قاعدة رادار في جمهورية تشيكيا ونشر صواريخ معترضة في بولندا بموجب تلك الخطة التي عارضتها روسيا وقالت انها تمثل تهديدا مباشرا على امنها.كانت الادارة الاميركية السابقة قالت انها ستنشر الدرع الصاروخية لصد اي تهديد من دول "مارقة" مثل ايران.
وقال جيف موريل المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية ان "النظام السابق كان يستند الى اعتقاد بان ايران مصممة على تطوير برنامج للصواريخ البالستية العابرة للقارات".
ومن المقرر ان يعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس هذا التغيير الاستراتيجي رسميا الخميس.
كانت ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش امرت بنشر الدرع الصاروخية.الا ان روسيا حذرت من انها ستوجه صواريخها الى وسط اوروبا لانها تعتبر الدرع تهديدا مباشرا لها وامر اوباما باجراء مراجعة للدرع فور تسلمه مهام منصبه في يناير/كانون الثاني.
وقال رئيس الوزراء التشيكي ان "الرئيس اوباما اتصل بين بعد منتصف ليل الاربعاء ليبلغني ان حكومته تخلت عن نيتها بناء قاعدة للرادار على الاراضي التشيكية".
ومن جهته، عبر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الخميس عن تقديره لقرار للولايات المتحدة بتعديل خطط نظام الدفاع الصاروخي في اوروبا، وقال ان موسكو مستعدة لمزيد من الحوار.وقال ميدفيديف في كلمة نقلها التلفزيون الوطني "نثمن النهج المسئول للرئيس الامريكي تجاه تنفيذ اتفاقاتنا."، واضاف "انا مستعد لمواصلة الحوار."وقال الرئيس الروسي انه سيبحث الدفاع الصاروخي مع الرئيس الامريكي باراك اوباما اثناء اجتماع في نيويورك يوم 23 سبتمبر/ايلول.وقال ميدفيديف "سنعمل سويا لصياغة اجراءات فعالة لمواجهة اخطار الانتشار الصاروخي.. اجراءات ستسمح لنا بالاخذ في الاعتبار مصالح وبواعث قلق جميع الاطراف وضمان توفير الامن بالتساوي لكل الدول في الساحة الاوروبية."
وقال مصدر في الخارجية الروسية الخميس ان روسيا تملك كافة الاسباب للاعراب عن ارتياحها لتخلي واشنطن عن مشروع الدرع الصاروخية الامريكية في اوروبا وذلك في حال تأكدت معلومات صحافية بهذا الشأن.
ونقلت وكالة انترفاكس عن هذا المصدر قوله "اذا كانت لدى الولايات المتحدة فعلا النية في التخلي عن خططها بنشر مكونات الدرع الصاروخية في بولندا وتشيكيا، فهذا نبأ سار بداهة".
ونقلت وكالة ايتار-تاس من جهتها عن مصدر في الخارجية الروسية قوله "نحن ننتظر تأكيدا رسميا من واشنطن. وفي حال تم اتخاذ مثل هذا القرار فان مخاوف الجانب الروسي تكون قد اخذت في الاعتبار وسيكون من شأن ذلك الاسهام في تطوير العلاقات الروسية الامريكية".
الجمهوريون ينتقدون اوباما
وفي سياق متصل، انتقد الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي بشدة الرئيس باراك اوباما الخميس بسبب الغاء الخطط الخاصة بالدرع الدفاعية الصاروخية الطويلة المدي في اوروبا، واتهموه بالتراجع امام موسكو.
وقال النائب هوارد ماكيون في مؤتمر صحفي مع جمهوريين اخرين "الادارة ترضخ للطلبات الروسية، وتكافئ روسيا على سياساتها واجراءاتها المثيرة للخلافات".
ورفض البيت الابيض انتقاد الجمهوريين، وقال ان قرار اوباما يقوم على اساس تقييمات استخباراتية اظهرت ان الأنظمة الاقصر مدى تعد افضل وسيلة للتصدى للتهديد الصاروخي الباليستي الايراني، وقال المتحدث روبرت جيبس " هذا الامر لا علاقة له بروسيا ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق