السبت، 19 سبتمبر 2009

فوازير رمضان .. تندثر ولم تستطع حتى هيفاء وهبي إنقاذها



قبيل حلول شهر رمضان أعلن عن عودة "فوازير رمضان" بعد أن توقفت منذ عقد تقريبا، على أن تقدمها هيفاء وهبي، إلا أن المشروع توقف وتم الإعلان عن إلغاء فوازير رمضان. وسواء كان السبب هو الفشل في تسويق فوازير هيفاء في القنوات الفضائية وشاشات التليفزيون العربية – كما ذكرت بعض الصحف، – أو لانسحاب وهبي منها لضيق الوقت لديها - كما صرحت هي – أو لفرار الشركات المعلنة من المسلسلات الدرامية ورغبتها جميعا في الإعلان وقت إذاعة الفوازير – كما تردد – في النهاية الفوازير ألغيت ولم تستطع حتى هيفاء وهبي إنقاذها.
لكن السؤال هل السبب وراء اختفاء فوازير رمضان – بشكلها المعروف – يرجع إلى عدم وجود نجمة استعراضية لديها قدرات وموهبة كما كان لدى نجمتي الفوازير نيللي وشريهان؟ أم أن انتشار الألغاز والفوازير طوال أيام العام من خلال مسابقات الاتصال على "0900" وكرومبو وغيرها أفقدت الفوازير بريقها وأزهقت تشوق الجماهير لفكرة الفزورة عموما؟!

تحتاج نبضا عصريا
الناقد الفني طارق الشناوي قال إن فوازير رمضان اختفت لأنها تفتقد مخرجا مبدعا يستطيع مخاطبة الجمهور بنبض عصري.
وأضاف الشناوي أنه ما من مخرج استطاع أن يضيف أو ينعش نبض الفوازير بعد رحيل المخرج المبدع فهمي عبد الحميد، الذي ارتبطت به فوازير رمضان، خاصة مع تزامنها للتليفزيون الملون، وظهور التقنيات الحديثة للصورة – في وقتها – والكروما (الخدع) والتي استطاع عبد الحميد توظيفها لخدمة فوازير رمضان.
وقال إنه "بغياب فهمي عبد الحميد انتهى الأمر ولم توجد إضافة من أي مخرج، سواء من تلامذته أو حتى من مخرجين كبار- وربما لا يعلم كثيرون أن من بين هؤلاء المخرج محمد خان - حاولوا جميعا تقديم الفوازير وفشلوا."
وأكد أن المشكلة ليست في صعوبة العثور على نجمة استعراضية لبطولة الفوازير، مشيرا إلى تجربتي الفنانتين الدارستين والمحترفتين لفن الاستعراض نيللي كريم ونادين، حيث لم تلقيا النجاح الذي حققته فوازير فهمي عبد الحميد.
ورفض طارق الشناوي فكرة أن تكون فوازير ومسابقات كرومبو وما هي على شاكلتها أثرت على فوازير رمضان وسببت اختفاءها.
وقال إنه "لن توجد فوازير رمضان من غير مخرج مبدع مثل فهمي عبد الحميد"، مضيفا أن عودة فوازير رمضان تشترط مخرجا يقدمها بنبض عصري – على حد تعبيره – ودراما عصرية وبصورة تخاطب جمهور هذه الأيام.\
نيللي وشريهان
الفوازير ورمضان كلمتان ارتبطا ببعضهما بعد النجاح الهائل الذي حققته "فوازير رمضان" منذ عام 1975 وعلى مدى نحو 15 عاما، أبدع خلالها المخرج الراحل فهمي عبد الحميد في إخراج عمل استعراضي مبهر، جمع فيه بين ألوان الفنون من رقص وغناء ودراما وألغاز وتصوير وخدع ومؤثرات صوتية ومرئية وجرافيك وتصميم ديكور وملابس في تشكيل فني متناسق أطلق عليه "فوازير رمضان".
ولم يكن فهمي عبد الحميد أول مخرج للفوازير، بل سبقه في ذلك المخرج محمد سالم الذي أبدع أيضا مع ثلاثي أضواء المسرح (سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد) وقدموا فوازير رمضان في منتصف الستينيات – بالأبيض والأسود - وكانت ناجحة جدا، حتى تأثرت برحيل الضيف أحمد عام 1970.
فوازير رمضان حققت لبطلتيها نيللي وشريهان نجومية لم يحظ بها غيرهما، حتى أن شوارع القاهرة كانت تكاد تخلو من المارة عند إذاعة الفوازير بعد الإفطار. عبد الحميد بدأ مشوار الفوازير مع نيللي عام 1975 واستمرا معا لمدة 7 أعوام متتالية.
ومنذ العام 1981 اتجه عبد الحميد لشكل آخر من الفوازير استعان فيها بسمير غانم، وابتكرا فكرة جديدة جذبت الصغار والكبار من خلال تقديم شخصية فطوطة، واستمرت هذه الفوازير ناجحة لـ3 أعوام.
وفي عام 1985 أسند عبد الحميد بطولة فوازير رمضان لشريهان التي تألقت بدورها وحققت شعبية كبيرة من خلال الفوازير ومن ثم "ألف ليلة وليلة" واستمرت حتى وفاة المخرج فهمي عبد الحميد في 16 يناير/ كانون الثاني 1990
ولا تزال فوازير "الخاطبة" وعروستي" وغيرها لنيللي وكذلك ألف ليلة وليلة وشخصيات "فاطيمة وحليمة وكريمة" و"عروسة البحور" لشريهان عالقة بالأذهان بمجرد ذكر فوازير رمضان.
ومع وفاة المخرج فهمي عبد الحميد جرت بعض المحاولات لإخراج فوازير رمضان إلا أنها لم تحقق نفس النجاح، حتى أن شريهان كررت تجربة الفوازير في عام 1993 إخراج وائل نجل فهمي عبد الحميد، وامتنانا للمخرج الراحل كانت تختتم تيتر الفوازير وهي تقول "يا أيها الملك السعيد مولايه جمهور الشاشة مع كل ليلة ويوم جديد أقرا التحية لأبوفاشا ولفهمي عبدالحميد". كما عادت نيللي أيضا للفوازير مع مخرجين آخرين منهم جمال عبد الحميد، إلا أن فوازير رمضان اختفت وراح بريقها رغم التطور التقني والفني للفيديو والجرافيك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق