الأربعاء، 12 مايو 2010

حلمي‮ ‬بكر ‮: ‬القطاع الاقتصادي‮ ‬باع شيئاً‮ ‬لا‮ ‬يملكه


بيع التراث الغنائي‮ ‬إلي‮ »‬روتانا‮«.. ‬باطل
لاتزال قضية بيع تراثنا الغنائي‮ ‬من خلال العقد الذي‮ ‬تم توقيعه بين القطاع الاقتصادي‮ ‬التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون،‮ ‬وشركة روتانا والتي‮ ‬فجرتها الوفد الأسبوع الماضي،‮ ‬ونشرت صورة من ذلك العقد تشغل الرأي‮ ‬العام،‮ ‬وخاصة أهل المغني‮ ‬من كبار الملحنين‮. ‬الذين‮ ‬يرون أن الأمر‮ ‬يعد جريمة في‮ ‬حق الوطن،‮ ‬لأن هذا التراث ملك للشعب والدولة،‮ ‬وليس من حق أحد التفريط فيه‮. ‬وأن بيع الألف ساعة‮ ‬غنائية مقابل ثلاثة ملايين جنيه‮ ‬يعد باطلاً‮. ‬لان دولة ماسبيرو ليس لها حق البيع لأن هناك أصحاباً‮ ‬أصليين لهذه الأغاني‮ ‬وهم المؤلفون والملحنون أو ورثتهم،‮ ‬إلي‮ ‬جانب أن أغاني‮ ‬أم كلثوم سواء المسجلة علي‮ ‬أسطونات أو الحفلات المصورة هي‮ ‬ملك للورثة فقط،‮ ‬ولا‮ ‬يحق لأحد الاقتراب منها إلا من خلالهم أو من لديه توكيل منهم بالتصرف‮. ‬كل هذه الأمور تقول أن هذا العقد باطل‮.‬ الموسيقار الكبير حلمي‮ ‬بكر قال عن هذه الأزمة‮: ‬ليس بيع الأغاني‮ ‬فقط‮ ‬غير القانوني‮ ‬لكن أيضا بيع الأفلام باطل‮. ‬لأن معظم الأفلام القديمة بها أعمال‮ ‬غنائية،‮ ‬والذين باعوا الأفلام لا‮ ‬يملكون حق البيع عن المؤلفين،‮ ‬والملحنين،‮ ‬ولا المطربين،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فهو بيع منقوص‮. ‬لان ألحان عبدالوهاب،‮ ‬وغيره من الملحنين هي‮ ‬حق أصيل له،‮ ‬ولورثته من بعده‮. ‬وبالتالي‮ ‬يجوز إبرام عقد حق استغلال لفترة محددة بالزمن‮. ‬لكن البيع كاملا‮ ‬يعد باطلا‮. ‬أما بالنسبة للأغاني‮ ‬التي‮ ‬باعها القطاع الاقتصادي‮ ‬لروتانا أو لغيرها فهو‮ ‬غير جائز‮ ‬100٪‮ ‬لانهم باعوا مصنفات‮ ‬غنائية لا‮ ‬يملكونها بالمرة‮. ‬وليس معني‮ ‬انني‮ ‬أهديتهم أغنية لي‮ ‬ان‮ ‬يقوموا ببيعها‮. ‬فهل‮ ‬يمكن ان أستضيف أحداً‮ ‬في‮ ‬منزلي‮ ‬ثم أجده‮ ‬يقوم ببيعه؟ أمر‮ ‬غير منطقي،‮ ‬وغير مقبول‮.‬ وقال حلمي‮ ‬بكر‮: ‬هناك حلول كثيرة للطعن في‮ ‬هذا العقد من الناحية القانونية منها قيام الورثة بإنذار الشركة التي‮ ‬اشترت والمطالبة بدخول القطاع الاقتصادي‮ ‬لدعمهم،‮ ‬وإذا رفضوا‮ ‬يدخلونه كخصم‮. ‬وأضاف بكر أن هذه الخطوات من الممكن ان‮ ‬يتخذها الورثة عن طريق جمعية المؤلفين والملحنين باعتبارها الخلف للمؤلف والملحن بحكم القانون‮. ‬وذلك بتقديم شكوي،‮ ‬لان الجمعية لا تستطيع ان تتحرك بدون شكوي‮ ‬من الورثة‮. ‬وقال بكر‮. ‬للأسف الشديد تراثنا الغنائي‮ ‬أصبح الآن في‮ ‬كل المحطات التليفزيونية،‮ ‬والإذاعات بدون ان نعلم كيف‮ ‬يحدث هذا لانه اعتداء صارخ علي‮ ‬حقوق الملكية‮.‬ وجاء الوقت لكي‮ ‬نقول لهؤلاء الذين سهلوا عملية خروج هذا التراث‮: ‬قفوا‮. ‬ويؤسفني‮ ‬ان أقول ان جزءاً‮ ‬كبيراً‮ ‬من هذه الأغاني‮ ‬خرجت علي‮ ‬أنها أشرطة منتهية الصلاحية‮. ‬أي‮ ‬بالبلدي‮ »‬روبابيكيا‮« ‬كما قلتم في‮ ‬الوفد‮ ‬يوم الأحد الماضي‮. ‬وأشار بكر‮: ‬ليس الأغاني‮ ‬فقط هي‮ ‬التي‮ ‬خرجت لكن الأذان بصوت كبار الشيوخ تم تهريبه أيضاً‮. ‬لذلك أطالب أجهزة الدولة ان تتدخل،‮ ‬وتبحث كيف حدث هذا‮. ‬لان بعض الموظفين في‮ ‬ماسبيرو تصرفوا وكأنهم ملاك لهذا التراث،‮ ‬وهو أمر مستفز لا‮ ‬يليق بنا كدولة رائدة في‮ ‬كل مجالات الفنون‮.‬ وفي‮ ‬النهاية ذهب بكر إلي‮ ‬أقصي‮ ‬ما‮ ‬يمكن ان‮ ‬يكون بالعقد وهو الإذعان الذي‮ ‬يعطي‮ ‬للمنتج أو لأي‮ ‬جهة حق التصرف في‮ ‬العمل الغنائي‮. ‬رغم ان المؤلف والملحن وقع عليه لكنه أيضاً‮ ‬من الناحية القانونية‮ ‬غير صالح‮. ‬لان هناك حدوداً‮ ‬للتنازل‮.‬ أما الموسيقار محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين فيري‮ ‬ان الجمعية لها حق تحصيل الأداء العلني‮ ‬عن كل مرة بث‮.‬ أما فيما‮ ‬يتعلق بعملية البيع فلا‮ ‬يجوز لأي‮ ‬جهة التصرف إلا بعد العودة للمالك‮. ‬مشيرا إلي‮ ‬أنه صاحب كل أغاني‮ ‬فايزة أحمد‮. ‬والعقد الموقع بينه وبين صوت الفن‮ ‬يمنحه‮ ‬60٪‮ ‬من الأرباح،‮ ‬وللشركة‮ ‬40٪‮. ‬وبالتالي‮ ‬لو ان القطاع الاقتصادي‮ ‬باع أعمال فايزة فهو هنا تعد علي‮ ‬ملكية الآخر دون وجه حق‮. ‬ومن حقي‮ ‬ان أعود عليهم قضائيا‮. ‬وبالتالي‮ ‬أي‮ ‬مصنف فهو إما ملك للشركة أو للأفراد ومن حق أي‮ ‬شخص ان‮ ‬يطالب بحقه‮.‬

الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق