مات مجروحاً بغدر نادية الجندي.. ورصيده ٠٢ جنيهاً
لا أعرف تفسيراً أو مبرراً لشكل النهاية التي رحل عليها الفنان الكبير عماد حمدي.. هل تآمر علي نفسه أم تآمرت عليه الظروف؟!! البداية لامعة ومتدفقة.. وجاءت النهاية غامضة ومحملة بأوجاع كثيرة.. تخلي عنه الأصدقاء، وانطفأت من حوله الأضواء، وأفقده العمي الرؤية والإحساس بجمال الأشياء. الغريب والمدهش أن الأدوار التي جسدها علي الشاشة تتشابك، وتتلاحم في تفاصيلها مع واقعه الحقيقي.. ظهر شاباً مرغوباً من النساء، ويملأ المال جيوبه.. وانتهي به الطريق في فيلم »سواق الأتوبيس« للمخرج عاطف الطيب مؤدياً دوررجل فقير يشتهي الموت واقفاً..، وقبل الرحيل يمنحه القدر فرصة التأمل واكتشاف زيف أشياء كثيرة.. التقيت نجل الفنان الكبير واسمه نادر عماد حمدي واكتشفت انه صحفي وكان لهذا أثر كبير في إجراء الحوار.. فهو يدرك بحكم المهنة غريزة حب الفضول لذا تكلم بحرية وفتح خزائن أسرار والده.. قال »نادر« كان والدي حنوناً وطيب القلب ورغم انفصاله عن أمي وأنا في الرابعة من عمري إلا أنه لم يبخل علىَّ ومنحني الدفء والحب.. وواصل الابن حديثه قائلاً: كان والدي يصطحبني معه إلي أماكن التصوير وكان يحرص علي تعليمي كل شيء ومن خلاله عشقت القراءة ووقعت في غرام السينما. وعن حياة عماد حمدي الخاصة تحدث بصوت مخنوق بالدموع قائلاً: في عام ٣٥٩١ تزوج أبي وهو في الخامسة والأربعين من الفنانة القديرة شادية والتي كان عمرها آنذاك ١٢ عاماً وانفصلا عام ٦٥٩١ بعد زواج استمر ثلاث سنوات فقط.. سألنا نادر.. وهل كان الغرور وراء طلاقه لأمك فتحية الشريف، فيجيبني والدتي كانت ممثلة شهيرة جداً ويكفي انها كانت بطلة فرقة الريحاني، وفي الوقت الذي كانت فيه نجمة ومتوهجة كان والدي عماد حمدي موظف في استديو مصر.. فالانفصال وقع لوجود خلاف في الطباع.. ورغم الانفصال كان والدي يقدر أمي ويسأل عليها باستمرار. ولم يكن لعماد حمدي أصدقاء كثيرون، وكانت صداقته محصورة في عدد محدود من أبرزهم: مديحة يسري وهند رستم، ويضيف نادر وعندما مرض والدي في السنوات الأخيرة غاب عنه الأصدقاء ولم يتبق منهم الا المخلصون فقط.. قلت لابن صاحب الرقم القياسي في الأفلام الرومانسية.. وماذا عن علاقتك بالفنانة شادية.. وهل تتواصل معك.. الفنانة شادية كانت ومازالت رقيقة وطيبة القلب ورغم انني لست ابنها الا انها كانت تعاملني بلطف شديد ولا أبالغ اذا قلت انها كانت تسأل عن أمي دائماً وتحدثها.. وعندماانفصلت عن والدي لم تقصر كصديقة وأخذت تسأل عنه وتعرض عليه المساعدة. فهي انسانة نادرة الوجود وقلبها يتسع ليستوعب الجميع وعن ثروة والده قال بصوت حزين والدي كان بالغ الثراء عاش مرحلة من النجومية وكون ثروة كبيرة، أمتلك عقارات وأطياناً وكان لديه اسطبل يمرح فيه »٥٣« حصاناً.. ولكن والدي الله يرحمه.. كان ينفق المال بسخاء شديد علي عكس الفنان يحيي شاهين الذي كان يحذره ويقول له »يجب أن تعمل حساب بكره.. محدش عارف بكره فيه إيه« ولم يستمع والدي لنصائح صديق عمره عاش »برنس أصلي« ومات فقيراً وانتهي به المطاف ممثلاً باليومية، وبعد الغني والثراء مات ورصيده في البنك »٠٢« جنيهاً فقط. ويواصل نادر: آخر أجر تقاضاه عماد حمدي في فيلم »ثرثرة علي النيل« كان »٠٠٧« جنيه فقط.. وهو لا يتناسب مع تاريخه ولكن الحاجة وروعة الدور دفعتا والدي للقيام به وعندما توقفت معه عند محطة الفنانة نادية الجندي حكي نادر قصة زواجهما وخلافتهما مشيراً الي أن شقيقه هشام من نادية الجندي صديقه جداً وقريب منه.. وأضاف نادر: وقف أبي بجانبها وانتج لها أول فيلم من بطولتها ويحمل عنوان »بمبة كشر« والذي انطلق بها الي عالم النجومية والشهرة.. ولكنها لم تقدر ذلك وبات الجميع يتهافت عليها وانفصلت عنه وشقت طريقها بعيداً عن والدي الذي منحها الفرصة والظهور. * وما حكاية الاكتئاب الذي اصابه بعد انفصاله عن نادية؟ ** يصمت نادر قليلاً ثم يعود لأطراف الحديث: والدي أصيب بالاكتئاب في آخر أيامه خاصة بعد رحيل شقيقه التوءم والذي كان يعمل سفيراً، فبعد وفاته فضل والدي العزلة ولم يخرج من الشقة لمدة ثلاث سنوات وأصيب خلال هذه المدة بالعمي وراح يصطدم بالأشياء.. كانت أيامه الأخيرة مؤلمة ومحزنة،.. الشيء الغريب انه خلال هذه الفترة لم ترفع نادية الجندي سماعة التليفون تسأل عنه ولم تأت لزيارته.. بينما أمي التي انفصل عنها وعمري أربع سنوات جاءت لخدمته، وسألت الشيخ الشعراوي عن مدي شرعية ذلك وهي طليقته.. فقال لها: بأنه يجوز لانه بات مريضاً ولا حول له ولا قوة. يلتقط نادر أنفاسه ويلقي بنظرة حزن وأسي علي صدره أمامه لوالده ويقول: في آخر أيامه فقد بصره وزاره الشيخ الشعراوي لزيارته وطلب منه التماسك والرضا بقضاء الله وبعد هذه الزيارة أحس والدي بالراحة أياماً قليلاً ثم دخل غرفته وطلب مني عدم إزعاجه وبعد يومين لم يصدر عنه صوت واضطررت لفتح الباب ووجدته قد فارق الحياة معلناً نهاية انسان تآمرت عليه الظروف..
لا أعرف تفسيراً أو مبرراً لشكل النهاية التي رحل عليها الفنان الكبير عماد حمدي.. هل تآمر علي نفسه أم تآمرت عليه الظروف؟!! البداية لامعة ومتدفقة.. وجاءت النهاية غامضة ومحملة بأوجاع كثيرة.. تخلي عنه الأصدقاء، وانطفأت من حوله الأضواء، وأفقده العمي الرؤية والإحساس بجمال الأشياء. الغريب والمدهش أن الأدوار التي جسدها علي الشاشة تتشابك، وتتلاحم في تفاصيلها مع واقعه الحقيقي.. ظهر شاباً مرغوباً من النساء، ويملأ المال جيوبه.. وانتهي به الطريق في فيلم »سواق الأتوبيس« للمخرج عاطف الطيب مؤدياً دوررجل فقير يشتهي الموت واقفاً..، وقبل الرحيل يمنحه القدر فرصة التأمل واكتشاف زيف أشياء كثيرة.. التقيت نجل الفنان الكبير واسمه نادر عماد حمدي واكتشفت انه صحفي وكان لهذا أثر كبير في إجراء الحوار.. فهو يدرك بحكم المهنة غريزة حب الفضول لذا تكلم بحرية وفتح خزائن أسرار والده.. قال »نادر« كان والدي حنوناً وطيب القلب ورغم انفصاله عن أمي وأنا في الرابعة من عمري إلا أنه لم يبخل علىَّ ومنحني الدفء والحب.. وواصل الابن حديثه قائلاً: كان والدي يصطحبني معه إلي أماكن التصوير وكان يحرص علي تعليمي كل شيء ومن خلاله عشقت القراءة ووقعت في غرام السينما. وعن حياة عماد حمدي الخاصة تحدث بصوت مخنوق بالدموع قائلاً: في عام ٣٥٩١ تزوج أبي وهو في الخامسة والأربعين من الفنانة القديرة شادية والتي كان عمرها آنذاك ١٢ عاماً وانفصلا عام ٦٥٩١ بعد زواج استمر ثلاث سنوات فقط.. سألنا نادر.. وهل كان الغرور وراء طلاقه لأمك فتحية الشريف، فيجيبني والدتي كانت ممثلة شهيرة جداً ويكفي انها كانت بطلة فرقة الريحاني، وفي الوقت الذي كانت فيه نجمة ومتوهجة كان والدي عماد حمدي موظف في استديو مصر.. فالانفصال وقع لوجود خلاف في الطباع.. ورغم الانفصال كان والدي يقدر أمي ويسأل عليها باستمرار. ولم يكن لعماد حمدي أصدقاء كثيرون، وكانت صداقته محصورة في عدد محدود من أبرزهم: مديحة يسري وهند رستم، ويضيف نادر وعندما مرض والدي في السنوات الأخيرة غاب عنه الأصدقاء ولم يتبق منهم الا المخلصون فقط.. قلت لابن صاحب الرقم القياسي في الأفلام الرومانسية.. وماذا عن علاقتك بالفنانة شادية.. وهل تتواصل معك.. الفنانة شادية كانت ومازالت رقيقة وطيبة القلب ورغم انني لست ابنها الا انها كانت تعاملني بلطف شديد ولا أبالغ اذا قلت انها كانت تسأل عن أمي دائماً وتحدثها.. وعندماانفصلت عن والدي لم تقصر كصديقة وأخذت تسأل عنه وتعرض عليه المساعدة. فهي انسانة نادرة الوجود وقلبها يتسع ليستوعب الجميع وعن ثروة والده قال بصوت حزين والدي كان بالغ الثراء عاش مرحلة من النجومية وكون ثروة كبيرة، أمتلك عقارات وأطياناً وكان لديه اسطبل يمرح فيه »٥٣« حصاناً.. ولكن والدي الله يرحمه.. كان ينفق المال بسخاء شديد علي عكس الفنان يحيي شاهين الذي كان يحذره ويقول له »يجب أن تعمل حساب بكره.. محدش عارف بكره فيه إيه« ولم يستمع والدي لنصائح صديق عمره عاش »برنس أصلي« ومات فقيراً وانتهي به المطاف ممثلاً باليومية، وبعد الغني والثراء مات ورصيده في البنك »٠٢« جنيهاً فقط. ويواصل نادر: آخر أجر تقاضاه عماد حمدي في فيلم »ثرثرة علي النيل« كان »٠٠٧« جنيه فقط.. وهو لا يتناسب مع تاريخه ولكن الحاجة وروعة الدور دفعتا والدي للقيام به وعندما توقفت معه عند محطة الفنانة نادية الجندي حكي نادر قصة زواجهما وخلافتهما مشيراً الي أن شقيقه هشام من نادية الجندي صديقه جداً وقريب منه.. وأضاف نادر: وقف أبي بجانبها وانتج لها أول فيلم من بطولتها ويحمل عنوان »بمبة كشر« والذي انطلق بها الي عالم النجومية والشهرة.. ولكنها لم تقدر ذلك وبات الجميع يتهافت عليها وانفصلت عنه وشقت طريقها بعيداً عن والدي الذي منحها الفرصة والظهور. * وما حكاية الاكتئاب الذي اصابه بعد انفصاله عن نادية؟ ** يصمت نادر قليلاً ثم يعود لأطراف الحديث: والدي أصيب بالاكتئاب في آخر أيامه خاصة بعد رحيل شقيقه التوءم والذي كان يعمل سفيراً، فبعد وفاته فضل والدي العزلة ولم يخرج من الشقة لمدة ثلاث سنوات وأصيب خلال هذه المدة بالعمي وراح يصطدم بالأشياء.. كانت أيامه الأخيرة مؤلمة ومحزنة،.. الشيء الغريب انه خلال هذه الفترة لم ترفع نادية الجندي سماعة التليفون تسأل عنه ولم تأت لزيارته.. بينما أمي التي انفصل عنها وعمري أربع سنوات جاءت لخدمته، وسألت الشيخ الشعراوي عن مدي شرعية ذلك وهي طليقته.. فقال لها: بأنه يجوز لانه بات مريضاً ولا حول له ولا قوة. يلتقط نادر أنفاسه ويلقي بنظرة حزن وأسي علي صدره أمامه لوالده ويقول: في آخر أيامه فقد بصره وزاره الشيخ الشعراوي لزيارته وطلب منه التماسك والرضا بقضاء الله وبعد هذه الزيارة أحس والدي بالراحة أياماً قليلاً ثم دخل غرفته وطلب مني عدم إزعاجه وبعد يومين لم يصدر عنه صوت واضطررت لفتح الباب ووجدته قد فارق الحياة معلناً نهاية انسان تآمرت عليه الظروف..
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق