الخميس، 13 مايو 2010

عماد حمدي ‮.. ‬برنس‮ ‬انتهي ممثلاً‮ ‬بـ اليومية




مات مجروحاً‮ ‬بغدر نادية الجندي‮.. ‬ورصيده ‮٠٢ ‬جنيهاً
لا أعرف تفسيراً‮ ‬أو مبرراً‮ ‬لشكل النهاية التي رحل عليها الفنان الكبير عماد حمدي‮.. ‬هل تآمر علي نفسه أم تآمرت عليه الظروف؟‮!!‬ البداية لامعة ومتدفقة‮.. ‬وجاءت النهاية‮ ‬غامضة ومحملة بأوجاع كثيرة‮.. ‬تخلي عنه الأصدقاء،‮ ‬وانطفأت من حوله الأضواء،‮ ‬وأفقده العمي الرؤية والإحساس بجمال الأشياء‮.‬ الغريب والمدهش أن الأدوار التي جسدها علي الشاشة تتشابك،‮ ‬وتتلاحم في تفاصيلها مع واقعه الحقيقي‮.. ‬ظهر شاباً‮ ‬مرغوباً‮ ‬من النساء،‮ ‬ويملأ المال جيوبه‮.. ‬وانتهي به الطريق في فيلم‮ »‬سواق الأتوبيس‮« ‬للمخرج عاطف الطيب مؤدياً‮ ‬دوررجل فقير‮ ‬يشتهي الموت واقفاً‮..‬،‮ ‬وقبل الرحيل‮ ‬يمنحه القدر فرصة التأمل واكتشاف زيف أشياء كثيرة‮..‬ التقيت نجل الفنان الكبير واسمه نادر عماد حمدي واكتشفت انه صحفي وكان لهذا أثر كبير في إجراء الحوار‮.. ‬فهو‮ ‬يدرك بحكم المهنة‮ ‬غريزة حب الفضول لذا تكلم بحرية وفتح خزائن أسرار والده‮.. ‬قال‮ »‬نادر‮« ‬كان والدي حنوناً‮ ‬وطيب القلب ورغم انفصاله عن أمي وأنا في الرابعة من عمري إلا أنه لم‮ ‬يبخل علىَّ‮ ‬ومنحني الدفء والحب‮.. ‬وواصل الابن حديثه قائلاً‮: ‬كان والدي‮ ‬يصطحبني معه إلي أماكن التصوير وكان‮ ‬يحرص علي تعليمي كل شيء ومن خلاله عشقت القراءة ووقعت في‮ ‬غرام السينما‮.‬ وعن حياة عماد حمدي الخاصة تحدث بصوت مخنوق بالدموع قائلاً‮: ‬في عام ‮٣٥٩١ ‬تزوج أبي وهو في الخامسة والأربعين من الفنانة القديرة شادية والتي كان عمرها آنذاك ‮١٢ ‬عاماً‮ ‬وانفصلا عام ‮٦٥٩١ ‬بعد زواج استمر ثلاث سنوات فقط‮.. ‬سألنا نادر‮.. ‬وهل كان الغرور وراء طلاقه لأمك فتحية الشريف،‮ ‬فيجيبني والدتي كانت ممثلة شهيرة جداً‮ ‬ويكفي انها كانت بطلة فرقة الريحاني،‮ ‬وفي الوقت الذي كانت فيه نجمة ومتوهجة كان والدي عماد حمدي موظف في استديو مصر‮.. ‬فالانفصال وقع لوجود خلاف في الطباع‮.. ‬ورغم الانفصال كان والدي‮ ‬يقدر أمي ويسأل عليها باستمرار‮.‬ ولم‮ ‬يكن لعماد حمدي أصدقاء كثيرون،‮ ‬وكانت صداقته محصورة في عدد محدود من أبرزهم‮: ‬مديحة‮ ‬يسري وهند رستم،‮ ‬ويضيف نادر وعندما مرض والدي في السنوات الأخيرة‮ ‬غاب عنه الأصدقاء ولم‮ ‬يتبق منهم الا المخلصون فقط‮..‬ قلت لابن صاحب الرقم القياسي في الأفلام الرومانسية‮.. ‬وماذا عن علاقتك بالفنانة شادية‮.. ‬وهل تتواصل معك‮..‬ الفنانة شادية كانت ومازالت رقيقة وطيبة القلب ورغم انني لست ابنها الا انها كانت تعاملني بلطف شديد ولا أبالغ‮ ‬اذا قلت انها كانت تسأل عن أمي دائماً‮ ‬وتحدثها‮.. ‬وعندماانفصلت عن والدي لم تقصر كصديقة وأخذت تسأل عنه وتعرض عليه المساعدة‮.‬ فهي انسانة نادرة الوجود وقلبها‮ ‬يتسع ليستوعب الجميع وعن ثروة والده قال بصوت حزين والدي كان بالغ‮ ‬الثراء عاش مرحلة من النجومية وكون ثروة كبيرة،‮ ‬أمتلك عقارات وأطياناً‮ ‬وكان لديه اسطبل‮ ‬يمرح فيه‮ »٥٣« ‬حصاناً‮.. ‬ولكن والدي الله‮ ‬يرحمه‮.. ‬كان‮ ‬ينفق المال بسخاء شديد علي عكس الفنان‮ ‬يحيي شاهين الذي كان‮ ‬يحذره ويقول له‮ »‬يجب أن تعمل حساب بكره‮.. ‬محدش عارف بكره فيه إيه‮« ‬ولم‮ ‬يستمع والدي لنصائح صديق عمره عاش‮ »‬برنس أصلي‮« ‬ومات فقيراً‮ ‬وانتهي به المطاف ممثلاً‮ ‬باليومية،‮ ‬وبعد الغني والثراء مات ورصيده في البنك‮ »٠٢« ‬جنيهاً‮ ‬فقط‮.‬ ويواصل نادر‮: ‬آخر أجر تقاضاه عماد حمدي في فيلم‮ »‬ثرثرة علي النيل‮« ‬كان‮ »٠٠٧« ‬جنيه فقط‮.. ‬وهو لا‮ ‬يتناسب مع تاريخه ولكن الحاجة وروعة الدور دفعتا والدي للقيام به وعندما توقفت معه عند محطة الفنانة نادية الجندي حكي نادر قصة زواجهما وخلافتهما مشيراً‮ ‬الي أن شقيقه هشام من نادية الجندي صديقه جداً‮ ‬وقريب منه‮.. ‬وأضاف نادر‮: ‬وقف أبي بجانبها وانتج لها أول فيلم من بطولتها ويحمل عنوان‮ »‬بمبة كشر‮« ‬والذي انطلق بها الي عالم النجومية والشهرة‮.. ‬ولكنها لم تقدر ذلك وبات الجميع‮ ‬يتهافت عليها وانفصلت عنه وشقت طريقها بعيداً‮ ‬عن والدي الذي منحها الفرصة والظهور‮. ‬ ‮* ‬وما حكاية الاكتئاب الذي اصابه بعد انفصاله عن نادية؟ ‮** ‬يصمت نادر قليلاً‮ ‬ثم‮ ‬يعود لأطراف الحديث‮: ‬والدي أصيب بالاكتئاب في آخر أيامه خاصة بعد رحيل شقيقه التوءم والذي كان‮ ‬يعمل سفيراً،‮ ‬فبعد وفاته فضل والدي العزلة ولم‮ ‬يخرج من الشقة لمدة ثلاث سنوات وأصيب خلال هذه المدة بالعمي وراح‮ ‬يصطدم بالأشياء‮.. ‬كانت أيامه الأخيرة مؤلمة ومحزنة،‮.. ‬الشيء الغريب انه خلال هذه الفترة لم ترفع نادية الجندي سماعة التليفون تسأل عنه ولم تأت لزيارته‮.. ‬بينما أمي التي انفصل عنها وعمري أربع سنوات جاءت لخدمته،‮ ‬وسألت الشيخ الشعراوي عن مدي شرعية ذلك وهي طليقته‮.. ‬فقال لها‮: ‬بأنه‮ ‬يجوز لانه بات مريضاً‮ ‬ولا حول له ولا قوة‮.‬ يلتقط نادر أنفاسه ويلقي بنظرة حزن وأسي علي صدره أمامه لوالده ويقول‮: ‬في آخر أيامه فقد بصره وزاره الشيخ الشعراوي لزيارته وطلب منه التماسك والرضا بقضاء الله وبعد هذه الزيارة أحس والدي بالراحة أياماً‮ ‬قليلاً‮ ‬ثم دخل‮ ‬غرفته وطلب مني عدم إزعاجه وبعد‮ ‬يومين لم‮ ‬يصدر عنه صوت واضطررت لفتح الباب ووجدته قد فارق الحياة معلناً‮ ‬نهاية انسان تآمرت عليه الظروف‮..‬
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق