الجمعة، 14 مايو 2010
رئيس هيئة قصور الثقافة : العروض مجانية بدون شباك تذاكر
ولن تتكرر محرقة بني سويف
يختلف الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة عن غيره من الذين شغلوا هذ المنصب بشيء بالغ الأهمية.. فهو ذو عقل متعدد النوافذ والأبواب.. ولديه إصرار علي تحقيق أحلامه مهما كان الواقع محبطاً وغامضاً.. والحقيقة ان الرجل يبذل جهداً كبيراً لإعادة الحياة إلي هيئة قصور الثقافة..
ومن الصعب ان يتم ضبطه بالسير عكس الاتجاه. في الفترة الأخيرة اتخذ الدكتور أحمد مجاهد قرارات أحدثت ارتباكاً لدي البعض وأحدثت أيضا ارتياحاً لدي كثيرين .. وتغير موقعه مرات عديدة فتارة تجده في موقف الدفاع وتارة أخري تجده يحتل منصة الهجوم.. حول إعادة طبع »ألف ليلة وليلة« والمؤامرات التي يتعرض لها والمهرجانات الفنية التي يتم تنظيمها تحت رعاية الهيئة.. أجرينا مع »مجاهد« هذا الحوار.
في العام الماضي فشلت القافلة الثقافية في اختراق خصوصية أهالي »سيدي براني« وقام الأهالي بإلقاء الطوب علي القافلة.. بعد ذلك لم تحاول إعادة التجربة.. بماذا تفسر ذلك؟
- حدث ذلك بالفعل وتم إلقاء الطوب علي القافلة الثقافية.. ولكني لم استسلم ووضعت خطة لاختراق هذه المجتمعات الحدودية وأكبر دليل علي كلامي هو عودة القافلة الثقافية من حلايب وشلاتين منذ أيام قليلة.. لقد بذلت جهدا لدراسة طباع سكان هذه المجتمعات وبدأت التعامل معهم بشكل يكسبنا حبهم وودهم
وأين تكمن الصعوبات في اختراق هذه المجتمعات الحدودية؟
- اختراق المجتمعات الحدودية شيء صعب جداً.. فقد اكتشفت ان لهذه المجتمعات خصوصية ثقافية وأن التعامل مع سكانها بمنطق تصدير فكر العاصمة لهم يحدث لديهم حالة من الرفض.. ويدفعهم لعدم التجاوب.. ولذا تغيرت خطة الاختراق وبدأنا نتعامل معهم علي أساس أنهم شريك رئيسي يعتد به في تكوينه الثقافة المصرية وأن هذه المجتمعات بؤرة عطاء وليست بؤرة أخذ فقط.
ألا تري ان الوجوه التي تغني في مهرجان الموسيقي ثابتة ولا تتغير؟
- يجب أن تدرك أن هيئة قصور الثقافة ليست الأوبرا.. وتعلم ان الذين يقومون بالغناء من النجوم إما متطوعون وأما حاصلون علي أجور رمزية.. فنحن لا نملك شباك تذاكر وما نقدمه عمل مجاني.. وعموماً فقد نجحنا في جذب نجوم كبار مثل محمد الحلو ونادية مصطفي وهاني مهني.
تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب التجديد لموظفين تمت احالتهم للمحكمة التأديبية بعد محرقة بني سويف؟
- في البداية أقول ان محرقة بني سويف لن تتكرر وبالفعل تعرضت للهجوم واللوم ولكن هذا في النهاية قرار إداري وأمر الفصل فيه خاص بالنائب العام وقرار المد للموظفين ليس قضية رأي حتي تأخذ كل هذا القدر من الهجوم..
وأين هؤلاء الكتاب الشرفاء الذين أثاروا هذا الموضوع من قصة »ألف ليلة وليلة« ولماذا لم يظهر واحد منهم لإعلان موقفه؟..
ان هذا الاختفاء يؤكد ان الموضوع شخصي ولا يتعلق بالقضايا الكبري.. أين هؤلاء الشرفاء من قضايا مصادرة التراث؟
ما هي حقيقة العاصمة الثقافية؟
- وافق الفنان فاروق حسني وزير الثقافة علي فكرة العاصمة الثقافية.. فسوف يتم اختيار محافظة كل عام لتكون عاصمة للثقافة المصرية وسوف نبدأ تنفيذ الفكرة خلال أيام وتم اختيار بني سويف لهذا العام وسوف تشارك الهيئة بالعديد من الأنشطة الثقافية والفنية.
وماذا عن جوائز مجلة الثقافة الجديدة وجوائز مؤتمر أدباء مصر؟
- قرر الوزير أيضاعمل جوائز بقيمة 250 ألف جنيه لدعم مؤتمر أدباء مصر ويتم منح هذه الجوائز كالآتي 50 ألفا في مسابقة الشعر العامي و50 ألفا للفصحي ثم الرواية والقصة والمسرحية.. كما منح الوزير أيضا مجلة الثقافة الجديدة جوائز أدبية بقيمة 60 ألف جنيه سنويا.
تردد أن مهرجان التحطيب لم تتم إقامته هذا العام؟
- هذا الكلام لا يمت للحقيقة بصلة فقد عاد المهرجان بعد عشر سنوات من التوقف.. ولكنه سوف يعود بعيدا عن العنف وبصيغة تضمن له الاستمرار والإبهار أيضاً وأذكر أننا في افتتاح »ليالي المحروسة« رمضان الماضي استقبلنا فنانين من حلايب وشلاتين وأقمنا معرض فنون تشكيلية للفنان الفاضل خالد وكانت هذه هي المرة الأولي التي يعرض خلالها أعمال فنية لموهوبين قادمين من حلايب وشلاتين.. والحقيقة ان محافظ البحر الأحمر ساهم في تمويل الفكرة ودعمها بمبلغ قدره مائة ألف جنيه.
بماذا تعني أن الثقافة اختيار؟
- أقصد من كلامي ان الجزء الثقافي الذي تقدمه الوزارة يدخل في إطار الثقافة الاختيارية.. فقد يشتري مواطن كتابا ويرفض الآخر. فكل إنسان حر.. ولكن هناك جزءا إجباريا ومؤثرا في التكوين الثقافي للمواطن يتمثل في التعليم الأساسي والتعليم الجامعي.. كما ان هناك مكونا ثقافيا آخر يأتي إلي المواطن مجاناً وهو الإعلام.. وبالتالي فالثقافة ليست مسئولية وزارة الثقافة وحدها.
هل أنت راضي عن دور هيئة قصور الثقافة؟
- بكل تأكيد فنحن نعمل بروح الفريق والهدف الوصول للمواطن والنهوض بوعيه.. ويكفي القول ان وزارة الثقافة صاحبة المبادرات التنويرية ولعل آخرها إعادة إصدار »ألف ليلة وليلة«.. الكارثة اننا نقوم بهذا العمل الإبداعي ونجد مدرسا في مدرسة أو أستاذا في جامعة يتهمنا بالفسق والفجور.. وحيال هذه النوعية تقف وزارة الثقافة عاجزة.
حدثنا عن تفاصيل »ألف ليلة وليلة؟
- لسنا في موقف دفاع.. ويجب أن نكون في موقف حوار وعليك أن تعلم ان الذين طالبوا بمصادرة »ألف ليلة وليلة« لم يلجأوا للحوار وقدموا بلاغا للنائب العام.. وهذا التصرف وضعنا في موقف دفاع وسمة هذا الموقف الضعف دائماً حتي في كرة القدم: لذا قررت المبادرة بالهجوم وقمت بإعادة طبع »ألف ليلة وليلة« مذيلة بحكم المحكمة.. وعلي فكرة تطالبني شركة التوزيع بالموافقة علي طبع عشرة آلاف نسخة بعد نفاد كل ما تم طبعه وهذا هو رهاني دائماً.
الوفد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق