نجاد: مستعدون لارسال اليورانيوم للخارج لتخفيف النزاع
قالت ايران انها أجرت تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ محلي الصنع قادر على حمل قمر صناعي الى مدار حول الارض في خطوة من شأنها أن تزيد قلق القوى الغربية بشأن برنامجها النووي.
وأكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان اطلاق الصاروخ تقدم كبير سيساعد على كسر "نظام الهيمنة العالمي".
وفي اشارة الى خصوم ايران قال "مجال كسر النظام العالمي المهيمن هو ساحة العلوم والتكنولوجيا." وكان قد تحدث بلهجة أكثر ميلا للتصالح أمس الثلاثاء قائلا ان ايران مستعدة لارسال اليورانيوم المخصب الى الخارج في تخفيف على ما يبدو لموقفها في النزاع النووي.
وتعتقد القوى الغربية أن ايران تسعى لصنع قنابل نووية ويزيد قلقها أن تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى المستخدمة في اطلاق الاقمار الصناعية يمكن استخدامها أيضا في اطلاق رؤوس حربية. وتقول ايران ان برنامجها النووي لا يهدف الا لتوليد الكهرباء.
وقال أحمدي نجاد متحدثا في حفل الكشف عن انجازات تكنولوجية في مجال الاقمار الصناعية والفضاء ان ايران تأمل في ارسال بشر الى الفضاء قريبا.
وعرضت قناة (برس تي في) الرسمية الايرانية لقطات لصاروخ ينطلق من منصة اطلاق في منطقة صحراوية مخلفا وراءه ذيلا من الدخان الكثيف. وأضافت أن الصاروخ محلي الصنع من طراز كاوشجر - 3 ويحمل "كائنات حية".
وأذاعت وكالة أنباء الطلبة الايرانية ان كبسولة الصاروخ عادت بنجاح الى الارض مع ركابها وهم فأر وديدان وسلحفتان.
وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن ان تجربة اطلاق الصاروخ تأتي في اطار سلسلة تجارب مماثلة وليس لها أهمية خاصة تتجاوز غيرها.
وأضاف أن هذه التجارب "تساهم في قدرات ايران الصاروخية لكنها لا تنبيء بأي قدرة في مجال الصواريخ العابرة للقارات أو أي شيء قادر على تهديد أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة."
وأفادت مصادر غربية في مجال مكافحة الانتشار النووي أيضا بأن كاوشجر - 3 ليس نظاما عسكريا ولا يمثل تهديدا.
والصاروخ الذي يعمل بالوقود السائل جهاز لاختبار الانظمة الفضائية يرتفع عادة الى حوالي 100 كيلومتر عن سطح الارض قبل أن يهبط بمظلة.
وفى أول رد فعل على قيام ايران باطلاق صاروخ، قال البيت الابيض إن هذا يشكل "عملا استفزازيا" بعد ان اثار بعض المراقبين مخاوف من ان امكانية استخدامه لاطلاق صواريخ بالستية اضافة الى اطلاق اقمار صناعية.
وأوضح بيل بيرتون نائب المتحدث باسم البيت الابيض ان ادارة الرئيس باراك اوباما التي يوجد بينها وبين طهران خلاف بسبب برنامجها النووي لا تزال تتحقق من انباء هذا الاطلاق، الا انه اضاف ان اقدام ايران على هذه الخطوة هو "عمل استفزازي.
وأفاد تقدير أمريكي روسي في مايو/أيار 2009 بأن ايران لا يزال أمامها ما بين 6 و 8سنوات قبل أن تتمكن من صنع صاروخ قادر على حمل رأس نووي زنة ألف كيلوجرام مسافة ألفي كيلومتر.
وقالت ايران في ديسمبر كانون الاول انها اختبرت اطلاق صاروخ مطور طويل المدى من طراز سجيل2. وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انذاك ان اطلاق الصاروخ مبعث قلق بالغ ويبرز الحاجة الى تشديد العقوبات المفروضة على ايران.وجاء في تقرير لوزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" الاثنين ان ايران وسعت قدراتها الصاروخية وباتت تمثل تهديدا كبيرا لقوات الولايات المتحدة والدول الحليفة في منطقة الشرق الاوسط.
ولم يشر نجاد الى الخلاف النووي في حديثه الأبعاء، وكان قد قال أمس الثلاثاء ان ايران مستعدة لارسال اليورانيوم المخصب الى الخارج مقابل وقود نووي. وبدا لاول مرة أنه يتخلى عن شروط طهران القائمة منذ وقت طويل لابرام اتفاق مع القوى العالمية.
وصرح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في تركيا الاربعاء بأن طهران تدرس عرض المبادلة.وقال في مؤتمر صحفي في أنقرة "صيغة المبادلة تبعث على مزيد من الثقة مقارنة بالصيغ الاخرى. ولهذا السبب يجب أن نبقي هذه الصيغة على الطاولة."
وأضاف أن ايران تجري محادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة في فيينا.
وقال "أعتقد أن المناقشات ستساعد في ايجاد صيغة".وقالت الولايات المتحدة انه اذا كانت ايران جادة في قبول ارسال اليورانيوم المخصب الى الخارج فعليها ان تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة.
وقالت روسيا انها سترحب بقرار ايراني بشأن التخصيب.
ويعتقد محللون ان ايران تحاول كسب الوقت بسبب العقوبات التي تلوح في الافق حتى تتفادى المزيد من الضغوط الداخلية. وذكروا ان أحمدي نجاد يؤيد الاتفاق لانه يريد كسب بعض الشرعية بعد انتخابات الرئاسة التي فجرت احتجاجات مناهضة لحكومته العام الماضي.
وقال فولكر بيرتيس مدير المعهد الالماني للشؤون الامنية والدولية لهيئة الاذاعة النمساوية "أو.ار.اف" يريد أحمدي نجاد صفقة.. يريد اتفاقا ما مع المجتمع الدولي وخصوصا مع الولايات المتحدة لان من الواضح أنه يعتقد أنه سيتمكن من استغلال أي نجاح في السياسة الخارجية في تعزيز مركزه داخليا.
وأضاف "الاتفاق لا يبرم لمجرد أن الرئيس قال ان ايران مستعدة لاتفاق... هذا مجرد علامة على أن ايران مستعدة للعودة الى طاولة المفاوضات."
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاسبوع الماضي ان الحكومات الاجنبية تتحرك نحو الاجماع على فرض عقوبات جديدة على ايران فيما يتصل ببرنامجها النووي.
ايجى نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق