السبت، 6 فبراير 2010

أجمل نساء السينما العالمية ‮.. ‬في الفيلم الاستعراضي‮ "تسعة‮"


تحفة فنية‮.. ‬تجاهلها الجمهور المصري
بدأ عرض فيلم‮ »‬تسعة‮« ‬أو‮ ‬NINE‭" ‬‮ ‬بالقاهرة في الأسبوع الماضي،‮ ‬ولم يشعر به أحد،‮ ‬نظراً‮ ‬لانشغال الجماهير ووسائل الإعلام بمتابعة مباريات كأس أفريقيا،‮ ‬وفيلم‮ »‬تسعة‮« ‬من التحف السينمائية التي يجتمع لها كل عناصر الإبداع،‮ ‬وهو مأخوذ عن الفيلم الإيطالي‮ »‬ثمانية ونص‮« ‬الذي أخرجه الراحل فريدركو فلليني عام‮ ‬1963‭ ‬وكان في حينه حدثاً‮ ‬فنياً‮ ‬استحق اهتمام نقاد السينما وجمهورها،‮ ‬ولعب بطولته مارشيللو ماستروياني،‮ ‬وطبعا عنوان الفيلم‮ » ‬ثمانية ونص‮« ‬يثير دائما الفضول لمعرفة معناه أو لماذا أطلق‮ »‬فلليني‮« ‬علي فيلمه هذا الرقم البعض كان يعتقد في البداية أن‮ »‬فلليني‮« ‬الذي كتب أيضا قصة الفيلم كان يقصد عدد النساء اللائي ارتبط بهن في حياته وظهرن في فيلمه،‮ ‬ولكن حكاية‮ »‬النص‮« ‬تنفي هذا التفسير وتضربه في مقتل‮! ‬والحكاية كما فسرها فلليني نفسه في أحد لقاءاته الصحفية،‮ ‬أنه كان بصدد التفكير في موضوع فيلم جديد،‮ ‬وكان هذا الفيلم هو الثامن الذي يقوم بإخراجه،‮ ‬بالاضافة لعدد قليل من الأفلام التسجيلية اعتبرها تساوي نصف فيلم سينمائي طويل،‮ ‬فأطلق علي الفيلم‮ »‬ثمانية ونص‮«‬،‮ ‬وتم تصويره بالأبيض والأسود،‮ ‬وهو دراما فانتازيا،‮ ‬تعبر عن حالة من التوتر العصبي تنتاب مخرجا سينمائيا شهيرا وهو يبحث عن موضوع جديد لفيلمه،‮ ‬وتحت ضغط جهة الإنتاج،‮ ‬تنتاب المخرج حالة هلاوس،‮ ‬وتختلط أحداث الحاضر بالماضي،‮ ‬ليستعرض فترات من طفولته ومراهقته تلك التي أثرت في تكوينه النفسي وسلوكه الإاتماعي،‮ ‬كما يستعرض علاقته بوالدته التي كانت تسرف في حبه وتدليله،‮ ‬وعلاقته برجال الدين،‮ ‬والسياسة،‮ ‬ثم علاقته بالنساء التي بدأت بتجربة الجنس للمرة الأولي وهو لايزال في سن المراهقة عندما اجتمع مع أصدقائه علي بائعة هوي عجوز،‮ ‬سمحت لهم بالفرجة فقط دون ان يجرؤ أي منهم علي الاقتراب منها‮! ‬كانت نهاية الفيلم البديعة التي قدمها فلليني كواحدة من أهم اللوحات التشكيلية السينمائية،‮ ‬عندما يجمع المخرج في مشهد واحد كل الشخصيات التي التقاها في مشوار حياته سواء التي رحلت عن الدنيا أو التي لاتزال علي قيد الحياة،‮ ‬وكان فيلمه الرائع‮ »‬ثمانية ونص‮« ‬عن استدعائه لذكريات متفرقة حدثت له علي امتداد سنوات عمره التي وصلت للخامسة والأربعين عندما قام بإخراج هذا الفيلم الذي أصبح من أهم كلاسيكيات السينما الإيطالية‮! ‬وبعد وفاة فلليني في أكتوبر‮ ‬1993،‭ ‬قامت مسارح برودواي بأمريكا بتقديم معالجة موسيقية استعراضية لأحداث فيلم‮ »‬ثمانية ونص‮« ‬وأطلقت علي تلك المسرحية اسم‮ »‬تسعة‮«‬،‮ ‬وزيادة الرقم تعني إضافة الموسيقي والغناء علي الأحداث التي قدمها فلليني في فيلمه الشهير،‮ ‬وفي مطلع العام الماضي‮ ‬2009،‮ ‬فكر المخرج‮ »‬روب مارشال‮« ‬في تحويل المسرحية الغنائية إلي فيلم سينمائي،‮ ‬يحمل نفس الاسم‮ »‬تسعة‮« ‬ويضم مجموعة من نجوم السينما العالمية يمثلون أكثر من خمس جنسيات،‮ ‬بطل الفيلم‮ »‬دانييل داي لويس‮« ‬من أصل أيرلندي،‮ ‬نيكول كيدمان‮ »‬أستراليا‮«‬،‮ ‬بينلوب كروز‮ »‬أسبانيا‮«‬،‮ ‬ماريون كوتيللار‮ »‬فرنسا‮«‬،‮ ‬صوفيا لورين‮ »‬إيطاليا‮«‬،‮ ‬كيت هندسون‮ »‬أمريكا‮«‬،‮ ‬وقد قام المخرج بنفسه بتصميم الرقصات،‮ ‬كما شارك في كتابة كلمات الأغاني،‮ ‬ويقوم كل نجوم الفيلم بالغناء بأصواتهم الحقيقية،‮ ‬حيث يتحول الحوار في الكثير من مقاطع الفيلم الي أغنية تعبر عن الحالة أو الموقف،‮ ‬وقد تم ترشيح أغنية‮ »‬تصرف كرجل إيطالي‮« ‬التي تؤديها ستاسي فيرجسون،‮ ‬لجائزة جولدن جلوب،‮ ‬ومن المتوقع أن يتم ترشيحها للأوسكار مع الأغنية التي أدتها الامريكية‮ »‬كيت هدسون‮« ‬سينما إيطاليانو‮! ‬طبعا الفيلم كله يشهد حالة من التمجيد للسينما الإيطالية ونجومها ومخرجيها،‮ ‬وتدور الأحداث في نفس الفترة الزمنية التي انطلقت فيها أحداث فيلم ثمانية ونصف وهي نهاية الخمسينيات من القرن الفائت،‮ ‬وتبدأ احداث فيلم‮ »‬تسعة‮« ‬بحصار من رجال الصحافة للمخرج السينمائي الشهير‮ »‬جيدو كونتيني‮« ‬طبعاً‮ ‬ملاحظ أن الاسم،‮ ‬له نفس وزن اسم فريدريكوفلليني‮! ‬ويلعب دور‮ »‬جيدو‮« ‬الممثل العبقري‮ »‬دانيل داي لويس‮« ‬الحاصل علي أوسكار مرتين الأولي عن فيلم قدمي اليسري،‮ ‬والثانية عن فيلم‮ »‬سوف تكون هناك دماء‮«‬،‮ ‬المهم أن جيدو يهرب من المؤتمر الصحفي الذي أعده منتج فيلمه الجديد،‮ ‬ويترك روما،‮ ‬ويذهب إلي قرية صغيرة،‮ ‬معتقدا أنه أصبح بعيدا عن عيون الناس،‮ ‬والسبب الذي أدي الي هروب،‮ ‬جيدو بهذا الشكل،‮ ‬أنه لم يكتب سيناريو الفيلم الذي كان من المفروض أن يقوم بتصويره بعد أيام قليلة،‮ ‬رغم أن الشركة المنتجة وضعت له ميزانية ضخمة،‮ ‬وحددت أبطاله معتمدة علي كذبة أطلقها المخرج،‮ ‬وهي أنه قد انتهي من كتابة سيناريو الفيلم،‮ ‬ولأن حياة‮ »‬جيدو‮« ‬عبارة عن سلسلة من المغامرات النسائية،‮ ‬التي لا تعرف قيودا أو نهاية،‮ ‬فهو يتصل بعشيقته‮ »‬بينلوب كروز‮« ‬ويخبرها عن مكان وجوده،‮ ‬وضمانا للسرية،‮ ‬يحجز لها حجرة،‮ ‬بسيطة في بانسيون قريب من محطة القطار،‮ ‬حيث لا يمكن أن يخطر ببال مخلوق أن المخرج الشهير،‮ ‬يقيم في هذا البنسيون المتواضع،‮ ‬ولكن الغريب أن الدنيا كلها تعرف مكانه،‮ ‬ويفاجأ بالمنتج وطاقم الفيلم قد جاءوا خلفه وعرفوا مكانه،‮ ‬ويحاول أن يبحث عن أي خيوط توصله لموضوع فيلم يصلح لتصويره،‮ ‬يسقط مصابا بأزمة صحية،‮ ‬تسلمه لحالة من الهلاوس،‮ ‬حيث يستدعي ذكريات طفولته مع أمه‮ »‬صوفيا لورين‮« ‬التي رحلت عن الدنيا،‮ ‬ولكنها لم تفارق خياله،‮ ‬فهو يحدثها طوال الوقت كما لو كانت لاتزال علي قيد الحياة،‮ ‬فرغم عدد النساء اللائي ارتبط بهن،‮ ‬إلا أنه لم يجد من تدلله وتغفر له أخطاءه مثلها،‮ ‬إن مشكلة جيدو الحقيقية أنه لم يبرح مرحلة الطفولة،‮ ‬التي تتجلي في رغبته بالهرب من المسئولية،‮ ‬تمرده علي أي نوع من السلطة يمكن أن يقيد أفكاره وجنونه وجنوحه،‮ ‬قد عاش جيدو في صدام مع رجال الدين،‮ ‬نظرًا علي مهاجمتهم الدائمة لموضوعات أفلامه التي تخلع عن المجتمع ورقة التوت،‮ ‬وتظهر سوءاته ومفاسده،‮ ‬وفي واحد من أهم مشاهد الفيلم وأقواها تأثيراً،‮ ‬يلتقي المخرج‮ »‬جيدو‮«‬،‮ ‬ببابا الفاتيكان،‮ ‬وبعض رجال الكنيسة في أحد فنادق روما،‮ ‬ويفاجأ بأحدهم يطلب منه مشاهدة بعض أفلامه،‮ ‬ولما تبدو الدهشة علي وجه المخرج،‮ ‬ويقول لسائله‮ ‬،لقد كنت أعتقد أن رجال الكنيسة،‮ ‬يكرهون أفلامي،‮ ‬فيقول له رجل الدين،‮ ‬بل نحن نحبها جدا،‮ ‬ولكننا نضطر لمهاجمتها علي الملأ،‮ ‬لأنك تعري خطايا المجتمع،‮ ‬ولكن أعترف لك أن البابا أيضا يحترم الجيد من أفلامك،‮ ‬فهي ترفع رأس إيطاليا بين بقية الشعوب‮!!! ‬ من خلال علاقته بزوجته الجميلة‮ »‬ماريون كوتيلار‮« ‬التي ضحت بمستقبلها الفني لتتزوجه،‮ ‬وعلاقته بنجمته المفضلة وملهمته‮ »‬نيكول كيدمان‮«‬،‮ ‬ومصممه أزياء افلامه‮ »‬جودي دينش‮« ‬التي يعتبرها صديقته وكاتمة أسراره،‮ ‬وعلاقته بصحفية في إحدي المجلات النسائية‮ »‬كيت هدسون‮«‬،‮ ‬وعشيقته‮ »‬بينلوب كروز‮« ‬ووالدته الراحله صوفيا لورين،‮ ‬ومن خلال استدعائه لأهم أحداث طفولته وصباه،‮ ‬يغزل المخرج جيدو،‮ ‬أحداث فيلمه الجديد‮! ‬تلعب الاستعراضات الغنائية الراقصة دوراً‮ ‬محورياً‮ ‬في التعبير عن أحداث الفيلم،‮ ‬الذي يضم عشرة استعراضات،‮ ‬بواقع استعراض واحد لكل نجمة من نجمات الفيلم،‮ ‬تشرح من خلاله طبيعة علاقتها به‮! ‬المخرج روب مارشال،‮ ‬الذي سبق أن قدم الفيلم الغنائي الاستعراضي شيكاغو الذي لعبت بطولته‮ »‬كاترين زيتا جونز‮«‬،‮ ‬ورينيه زيلويجر،‮ ‬يعود ليقدم تحفته الجديدة تسعة،‮ ‬وهو ليس فيلما يدور حول علاقات عاطفية لمخرج سينمائي،‮ ‬ولكنه يستعرض من خلال تلك العلاقات،‮ ‬حقائق إنسانية مرتبطه بمفهوم الدين،‮ ‬وعلاقته بالفن والسياسة والإاتصاد‮! ‬وأنا أتابع أحداث الفيلم سرحت بخيالي وسألت روحي هل ممكن أن تقدم السينما المصرية فيلماً‮ ‬يجمع عشرة نجمات دفعة واحدة،‮ ‬ولكني فقت بسرعة وأدركت إن الحكاية مستحيلة،‮ ‬لأنها لو حدثت فسوف ينتهي الفيلم‮ ‬حتماً‮ ‬بمجزرة نسائية‮!‬
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق