الخميس، 4 فبراير 2010

حسين فهمي‮ : ‬نستقبل نجوم الكرة مثل العائدين من الحرب‮


ونغلق الأبواب في وجه‮ »‬زويل‮« ‬و»البرادعي‮«!‬
شأن كل المصريين تفاعل ابن الأكابر حسين فهمي مع المنتخب الوطني لكرة القدم‮.. ‬وهتف بملء صوته تحيا مصر‮.. ‬وشأن كل إنسان يمتلك زمام الحكمة تساءل بينه وبين نفسه لماذا تحولت مباراة كرة القدم إلي معركة حربية؟‮.. ‬ولماذا تحولت الأعلام المصرية إلي مشاعل تضيء السماء‮.. ‬حاول الفنان أن يجد تفسيراً‮ ‬لحالة وطن اختزل أحلامه وطموحاته في انتصار داخل مباراة‮.. ‬حاول أن يهتدي إلي منطق يقرأ من خلاله القادم من رحم الغيب‮.‬ سألت حسين فهمي عن رأيه في الفنان الذي ينافق السلطة ويتمسح برجالها وأجاب قائلاً‮: ‬أنا ضد الفنان الذي ينافق السلطة طمعاً‮ ‬في منصب أو أي ميزة‮.. ‬فالفنان الجاد هو الذي يحترم جمهوره وله موقف ثابت لا يتغير مهما كانت المغريات،‮ ‬وعلي فكرة في الفترة الأخيرة كثر عدد الفنانين الذين يتمسحون بالسلطة‮.. ‬وهناك فنانون رأوا في المعارضة للسلطة شيئاً‮ ‬مبهراً‮ ‬واستغلوا ذلك في كسب ود الجمهور وإنه لشيء مدهش أن تري شخصاً‮ ‬يعارض النظام في النهار وينافقه في المناسبات وحفلات العشاء ليلاً‮.. ‬وواصل الفنان حسين فهمي كلامه قائلاً‮: ‬لو كنت أريد الاقتراب من السلطة لفعلت فهذا شيء سهل جداً‮.. ‬والحمد لله إنني مازلت احتفظ بقناعاتي وعندي مبدأ اتحرك عليه‮.‬ وحول رأيه في خروج الشعب المصري لمساندة المنتخب القومي لكرة القدم قال‮: ‬الإنسان المصري مهزوم من الداخل وعندما يطالع الصورة حوله يجدها كئيبة ومحبطة‮.. ‬وعندما يري المنتخب يلعب مع فريق منافس يجد في هذه الحالة فرصة للارتقاء بكيانه المهزوم‮.. ‬فالصورة يا عزيزي محبطة وأكبر دليل علي كلامي أنه لا يجد أي إنجازات أخري إلا في كرة القدم وهذا شيء مؤسف ومحزن‮.. ‬وتابع حسين فهمي أن مصر رفضت احتضان تجربة الدكتور أحمد زويل ولا تشعر بعظمة ومكانة الدكتور محمد البرادعي،‮ ‬فعندما يأتي المنتخب من الخارج يقابله المسئولون ويهتف له الشعب ولكن رجال العلم ونوبل يأتون ويرحلون ولا نشعر بوجودهم‮.‬ وبسؤال الفنان حسين فهمي عن هذه الحالة وأسبابها قال‮: ‬إن هزيمة الإنسان المصري من الداخل بدأت مع العصر الناصري فقد عانينا من هزائم أفقدتنا الثقة في أشياء كثيرة‮.. ‬ولك أن تتخيل أن حالة الانهيار التي يعيشها الوطن مستمرة من فترة حكم عبدالناصر وحتي هذه اللحظة،‮ ‬فالحكم الشمولي والهزائم المتكررة أجهضت أحلام وأحالت وطن باسم إلي وطن محدود الأماني مكسور الخاطر‮.‬ وحول رأيه في السادات أجاب‮: ‬أري محمد أنور السادات أعظم العظماء فعندما وقعت نكسة عام‮ ‬1967‮ ‬كنت أدرس في أمريكا وكان الأجانب يقولون‮: ‬إن الخروج من محنة النكسة وإعادة البناء يحتاج إلي‮ ‬30‮ ‬سنة كاملة ولكن السادات نجح بفضل الله في تجاوز المحنة وتحقيق النصر خلال سبع سنوات فقط وهذا شيء عظيم وجدير بالاحترام‮.‬ وبشأن المشهد السياسي ورؤيته للمستقبل قال‮: »‬إحنا رايحين للمجهول‮« ‬والسبب هو‮ ‬غياب المثل الأعلي‮.. ‬فنحن نعيش في مجتمع يستقبل نجوم الكرة وكأنهم عائدون من معركة حربية،‮ ‬وأنا بالمناسبة لا أقصد التقليل مما حدث ولكن أقصد القول‮: ‬إننا نقوم بتهميش قامات علمية أمثال‮ »‬زويل‮« ‬و»البرادعي‮« ‬ونصنع ضجيجاً‮ ‬وصخباً‮ ‬لانتصار في مباراة لكرة القدم‮.. ‬وواصل حسين فهمي كلامه قائلاً‮: ‬بالمناسبة ليست مصر وحدها التي تسير في طريق المجهول،‮ ‬فالعالم العربي كله يندفع إلي المصير نفسه‮.. ‬فكثيراً‮ ‬اسأل نفسي متي نستيقظ من الغيبوبة التي أصابتنا‮.. ‬وما الذي حدث لأبناء فلسطين واندهش من المصير الذي وصلت إليه قضية فلسطين التي ضحينا بعمرنا من أجلها‮.. ‬شيء محزن أن نبحث عن مصالحة بين أبناء الوطن والدم الواحد والعدو الغاصب يراقب وينظر إلينا بعين الشماتة والاستخفاف‮.‬ وبسؤال حسين فهمي في مسألة ترشيح البرادعي،‮ ‬قال‮: ‬أتوقع أن انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة ستكون مختلفة في ظل التطور الإعلامي والظروف الراهنة وأتصور أن ترشيح البرادعي للرئاسة فكرة جميلة لكن‮ »‬مش عملية‮« ‬فهو لا يمتلك أرضية سياسية مقنعة وأنا ضد القول‮: ‬إن رجل العلم لا يصلح للرئاسة لأن هناك سيناريست وصل إلي كرسي الحكم في بلغاريا ولكن البرادعي يحتاج وقتاً‮ ‬ولا ينتمي إلي حزب وطريقه‮ »‬مش مفروش بالورود‮«.‬ وبشأن أعماله الفنية المقبلة قال حسين فهمي‮: ‬بدأت تصوير مسلسل‮ »‬بابا نور‮« ‬وهو من تأليف كرم النجار وإخراج محمد عبدالعزيز ويشاركه البطولة علا‮ ‬غانم وزيزي البدراوي وعبدالرحمن أبوزهرة وأجسد فيه دور نائب رئيس حزب سياسي يفشل في الوصول إلي كرسي الرئاسة بسبب التربيطات ولذا يقرر أن يبتعد عن الحزب وينحاز لآلام الناس البسيطة‮.‬
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق