الجمعة، 5 فبراير 2010
حسين فهمي : نستقبل نجوم الكرة مثل العائدين من الحرب
ونغلق الأبواب في وجه »زويل« و»البرادعي«!
شأن كل المصريين تفاعل ابن الأكابر حسين فهمي مع المنتخب الوطني لكرة القدم.. وهتف بملء صوته تحيا مصر.. وشأن كل إنسان يمتلك زمام الحكمة تساءل بينه وبين نفسه لماذا تحولت مباراة كرة القدم إلي معركة حربية؟.. ولماذا تحولت الأعلام المصرية إلي مشاعل تضيء السماء.. حاول الفنان أن يجد تفسيراً لحالة وطن اختزل أحلامه وطموحاته في انتصار داخل مباراة.. حاول أن يهتدي إلي منطق يقرأ من خلاله القادم من رحم الغيب. سألت حسين فهمي عن رأيه في الفنان الذي ينافق السلطة ويتمسح برجالها وأجاب قائلاً: أنا ضد الفنان الذي ينافق السلطة طمعاً في منصب أو أي ميزة.. فالفنان الجاد هو الذي يحترم جمهوره وله موقف ثابت لا يتغير مهما كانت المغريات، وعلي فكرة في الفترة الأخيرة كثر عدد الفنانين الذين يتمسحون بالسلطة.. وهناك فنانون رأوا في المعارضة للسلطة شيئاً مبهراً واستغلوا ذلك في كسب ود الجمهور وإنه لشيء مدهش أن تري شخصاً يعارض النظام في النهار وينافقه في المناسبات وحفلات العشاء ليلاً.. وواصل الفنان حسين فهمي كلامه قائلاً: لو كنت أريد الاقتراب من السلطة لفعلت فهذا شيء سهل جداً.. والحمد لله إنني مازلت احتفظ بقناعاتي وعندي مبدأ اتحرك عليه. وحول رأيه في خروج الشعب المصري لمساندة المنتخب القومي لكرة القدم قال: الإنسان المصري مهزوم من الداخل وعندما يطالع الصورة حوله يجدها كئيبة ومحبطة.. وعندما يري المنتخب يلعب مع فريق منافس يجد في هذه الحالة فرصة للارتقاء بكيانه المهزوم.. فالصورة يا عزيزي محبطة وأكبر دليل علي كلامي أنه لا يجد أي إنجازات أخري إلا في كرة القدم وهذا شيء مؤسف ومحزن.. وتابع حسين فهمي أن مصر رفضت احتضان تجربة الدكتور أحمد زويل ولا تشعر بعظمة ومكانة الدكتور محمد البرادعي، فعندما يأتي المنتخب من الخارج يقابله المسئولون ويهتف له الشعب ولكن رجال العلم ونوبل يأتون ويرحلون ولا نشعر بوجودهم. وبسؤال الفنان حسين فهمي عن هذه الحالة وأسبابها قال: إن هزيمة الإنسان المصري من الداخل بدأت مع العصر الناصري فقد عانينا من هزائم أفقدتنا الثقة في أشياء كثيرة.. ولك أن تتخيل أن حالة الانهيار التي يعيشها الوطن مستمرة من فترة حكم عبدالناصر وحتي هذه اللحظة، فالحكم الشمولي والهزائم المتكررة أجهضت أحلام وأحالت وطن باسم إلي وطن محدود الأماني مكسور الخاطر. وحول رأيه في السادات أجاب: أري محمد أنور السادات أعظم العظماء فعندما وقعت نكسة عام 1967 كنت أدرس في أمريكا وكان الأجانب يقولون: إن الخروج من محنة النكسة وإعادة البناء يحتاج إلي 30 سنة كاملة ولكن السادات نجح بفضل الله في تجاوز المحنة وتحقيق النصر خلال سبع سنوات فقط وهذا شيء عظيم وجدير بالاحترام. وبشأن المشهد السياسي ورؤيته للمستقبل قال: »إحنا رايحين للمجهول« والسبب هو غياب المثل الأعلي.. فنحن نعيش في مجتمع يستقبل نجوم الكرة وكأنهم عائدون من معركة حربية، وأنا بالمناسبة لا أقصد التقليل مما حدث ولكن أقصد القول: إننا نقوم بتهميش قامات علمية أمثال »زويل« و»البرادعي« ونصنع ضجيجاً وصخباً لانتصار في مباراة لكرة القدم.. وواصل حسين فهمي كلامه قائلاً: بالمناسبة ليست مصر وحدها التي تسير في طريق المجهول، فالعالم العربي كله يندفع إلي المصير نفسه.. فكثيراً اسأل نفسي متي نستيقظ من الغيبوبة التي أصابتنا.. وما الذي حدث لأبناء فلسطين واندهش من المصير الذي وصلت إليه قضية فلسطين التي ضحينا بعمرنا من أجلها.. شيء محزن أن نبحث عن مصالحة بين أبناء الوطن والدم الواحد والعدو الغاصب يراقب وينظر إلينا بعين الشماتة والاستخفاف. وبسؤال حسين فهمي في مسألة ترشيح البرادعي، قال: أتوقع أن انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة ستكون مختلفة في ظل التطور الإعلامي والظروف الراهنة وأتصور أن ترشيح البرادعي للرئاسة فكرة جميلة لكن »مش عملية« فهو لا يمتلك أرضية سياسية مقنعة وأنا ضد القول: إن رجل العلم لا يصلح للرئاسة لأن هناك سيناريست وصل إلي كرسي الحكم في بلغاريا ولكن البرادعي يحتاج وقتاً ولا ينتمي إلي حزب وطريقه »مش مفروش بالورود«. وبشأن أعماله الفنية المقبلة قال حسين فهمي: بدأت تصوير مسلسل »بابا نور« وهو من تأليف كرم النجار وإخراج محمد عبدالعزيز ويشاركه البطولة علا غانم وزيزي البدراوي وعبدالرحمن أبوزهرة وأجسد فيه دور نائب رئيس حزب سياسي يفشل في الوصول إلي كرسي الرئاسة بسبب التربيطات ولذا يقرر أن يبتعد عن الحزب وينحاز لآلام الناس البسيطة.
الوفد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق