قالت: »اللي يجيب سيرة أبويا حامسح به البلاط«
هذه الجملة التي تحمل قدرا واضحا من التهديد و"الردح" اللي علي أصله، لم تصدر من بت "بيئة" طالعة من حارة شعبية أو عشوائية ولكنها جاءت علي لسان سيدة ألمانية تخطت السبعين من عمرها هي الست "جينا "،التي ظهرت فجأة وأعلنت من خلال مهرجان القاهرة السينمائي الذي أقيم في عام 2007 أنها ابنة أشهر ممثل كوميدي ظهر في تاريخ السينما المصرية والعربية أقصد طبعاً "نجيب الريحاني"! وبغض النظر عن صدق ما أعلنته "جينا" أو كذبه، فإن ظهورها علي غفلة، وبعد ما يقرب من ستين سنة علي وفاة نجيب الريحاني، كان لابد أن يصاحبه كم هائل من علامات الاستفهام، أولها لماذا؟ لماذا في هذا الوقت بالذات قررت "جينا"وهي كما قلنا سيدة في الثانية والسبعين من عمرها أن تعلن عن شخصيتها، وأين كانت طوال هذه السنوات؟ وكيف أثبتت بالبراهين القاطعة انها ابنة الريحاني فعلا، والسؤال الاهم: متي أنجبها؟! ولماذا أخفي خبر وجود ابنة له، أثناء حياته، ولماذا لا توجد صور تضمه معها أو مع أمها الراقصة الالمانية التي عاشت في الاسكندرية في العشرينيات من القرن الماضي؟! والسؤال المحرج الذي لم يسأله أحد للسيدة جينا هل هي ابنة شرعية للريحاني، ولا مؤاخذة؟ طبعا من حقك أن تسأل إيه اللي فتح سيرة جينا وأم جينا في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا قالت ماقالته وهو انها حاتمسح البلاط بأي حد يجيب سيرة والدها بسوء! والحكاية بدأت فور الاعلان عن نية إحدي شركات الإنتاج تقديم مسلسل تليفزيوني عن حياة نجيب الريحاني ليذاع في شهر رمضان القادم إن شاء الله علي أن يقوم ببطولته الممثل السوري عابد الفهد،ويقوم بكتابة السيناريو محمد الغيطي،وكعادة كل ورثة الشخصيات العامة بدأت "جينا "،تبحث عن الكاتب وعن شركة الإنتاج ،لتعلن لهما غضبها من عمل مسلسل عن حياة والدها، دون الرجوع إليها بصفتها الشخص الوحيد الباقي من عائلة الريحاني! ويبدو أن أيا منهما الكاتب وشركة الإنتاج لم يهتم لغضبها أو تهديدها بوقف المسلسل!! ولذلك فكرت في اللجوء للصحافة حتي يكون التهديد علنيا، وعلي رؤوس الأشهاد! وفي حوار معها أجرته جريدة »صوت الأمة«، قالت "جينا"، كلاماً يفطس من الضحك، وسوف تكتشف من حوارها أنها ولدت في عام 1938 في باريس، حيث كانت والدتها الألمانية الأصل تعمل خياطة في إحدي الفرق المسرحية، وعندما قابلها نجيب الريحاني استأنف علاقته معها التي انقطعت لأكثر من ستاشر سنه ،لأنها كانت تعمل راقصة في إحدي مسرحيات الريحاني والكلام علي لسان "جينا" أن والدتها عاشت مع الريحاني لمدة ثلاثة سنوات، في شقة بمصر الجديدة، وانها تركت مصر دون أن تخبره، وبعدها تزوج من بديعة مصابني، وعاش معها سنوات ،ولما سافر الي باريس عاد والتقي بمدام لوسي، والدة جينا،التي تفسر عدم زواج الريحاني بوالدتها، بأنه كان لا يزال زوجا لبديعة مصابني، وأن طلاق المسيحيين كان مستحيلا، وهو مايعني أن مدام لوسي أنجبت، من الريحاني "لوصح كلام جينا" بدون زواج رسمي! وانها أنجبت ابنتها في عام 1938 وأخبرت الريحاني بمولد ابنتها، ولكنه لم يعلن عن ذلك خوفا من غضب زوجته بديعة مصابني! واضح أن الريحاني لم يسافر مرة أخري لباريس ،ولكن مدام لوسي هي التي حضرت لمصر مع طفلتها،وقابلت الريحاني في زيارة خاطفة ،ثم سافرت ولم تعد مرة أخري نظرا لاندلاع الحرب العاليمة الثانية التي انتهت في عام 1945 وإذا علمنا أن الريحاني توفي عام 1949 يبقي معني كده أنه لم يلتق "بجينا" إلا مرة واحدة وهي طفلة تحملها أمها علي ذراعها!! يبقي " جينا "عرفت كل تفاصيل حياة الريحاني منين؟ وكيف تعتبر نفسها هي الوحيدة التي تحمل معلومات عن حياته وسيرته الذاتية ! طبعا بما أنها قررت الإفصاح عن شخصيتها كان من السهل جدا ،أن تقرأ عشرات الكتب والتفاصيل عن حياة أشهر ممثل كوميدي ظهر علي شاشة السينما المصرية، والأهم من ذلك أن ظهور" جينا" وحكايتها لتلك التفاصيل "اللي ماتشرفش أي فنان أو إنسان عادي" هي اللي بتسيء لسيرة الريحاني، وأن أي كاتب درامي حايقول إيه أكتر من اللي قالته، لو في نيته التشهير والإساءة لتاريخ الريحاني؟ حقيقي العقل زينة والسكوت من ذهب!.
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق