الأربعاء، 12 مايو 2010

محمد سعد‮ ‬يشعل الحرب بين أباطرة التوزيع السينمائي


‮"‬السبكي‮" ‬يدير السينما المصرية‮.. ‬والقوي العظمي‮ "‬عزيز قوم ذل‮"
تعد السينما المصرية لعبة تكتلات كما كنا نراها،‮ ‬ولم تدع الأزمات للكبار شيئاً‮ ‬من الهيبة التي مكنتهم طويلاً‮ ‬من التحكم في مصائر المبدعين،‭ ‬كما لم‮ ‬يعد استياؤنا من تطبيق نظريات الاحتكار المحرمة عالميا بنفس الحدة التي كان عليها خلال السنوات السابقة،‮ ‬لأن محتكري السوق السينمائي ببساطة،‭ ‬لا‮ ‬يمكن ان تنظر اليهم في الوقت الحالي إلا بإشفاق شديد حتي أننا قد لا نجد ما‮ ‬يقال عن أحوال صناع السينما أكثر من وصفهم بـ"عزيز قوم ذل‮". ‬ والغريب ان صناع السينما ما زالوا‮ ‬يتمسكون بموسم الصيف باعتباره الموسم الاكثر جدوي من حيث الإيرادات لانهم‮ ‬يراهنون علي اوقات الفراغ‮ ‬التي تدفع الشباب لارتياد دور العرض السينمائي للبحث عن الترفيه لا البحث عن فن السينما في حد ذاته‮. ‬لأن السينما المصرية المعاصرة لم تصنع جمهورها حتي الآن ولكنها لجأت لوسائل الغواية المصورة التي تلعب علي رغبات الجمهور معتمدة تارة علي بهجة الكوميديا وتارة اخري علي إثارة الاكشن أو إثارة‮ ‬غرف النوم كل حسب طريقته في اجتذاب جمهور‮ ‬غير حقيقي لسينما لا تقترب من الواقع إلا للمتاجرة به في كثير من الأحيان‮. ‬ ورغم قوة تكتلات الإنتاج والتوزيع السينمائي وسطوة الكيانات الكبيرة التي تحكمت طويلا في مجريات السوق بعيداً‮ ‬عن فكرة تكافؤ الفرص التي تمنح المنتج الفرد القدرة علي المنافسه إلا ان الأزمة الاخيرة التي ارتفعت حدتها مع إصرار الجهات الإنتاجية الكبيرة علي نفس الأساليب العشوائية بالاضافة للعمل في جزر منعزلة مع استمرار الحرب المعلنة بين جبهتي الانتاج والتوزيع الكبيرتين التي تمثلهما المجموعة الفنية المتحدة والشركة العربية تؤكد ان كلتا القوتين خسرت الحرب كما خسرت ملايين الجنيهات نتيجة انخفاض الإيرادات بانخفاض عدد نسخ الأفلام بعد فصل التوزيع وهو ما أدي لاسترداد الإنتاج الفردي قوته مع تشاحن الكيانات الكبيرة وغياب دور‮ ‬غرفة صناعة السينما‮ . ‬ وقد‮ ‬يكون تراجع الإنتاج السينمائي للقوي الإنتاجية الكبيرة‮ ‬يعيد صياغة منظومة السينما المصرية ويضعها علي الطريق الصحيح لان اقتصار هذه الجهات علي التوزيع‮ ‬ينفي عنها تهمة الاحتكار التي التصقت بها خلال السنوات العشر الأخيرة ولكن مساوئها هي قلة الإنتاج الذي قد لا‮ ‬يزيد هذا العام علي‮ ‬خمسة وعشرين فيلما معظمها مؤجل من العام الماضي نظراً‮ ‬لضعف القدرة الإنتاجية للمنتجين الأفراد وهم قلائل أيضاً‮. ‬ويبدو ان الصراع الذي اشتعل بين جبهتي الإنتاج والتوزيع بسبب خلافهما علي توزيع فيلم‮ "‬كركر‮" ‬للكوميديان محمد سعد والذي ظفرت به اسعاد‮ ‬يونس سيشتعل مرة اخري للسبب نفسه بعد اتفاق المنتج أحمد السبكي مع المجموعة الفنية المتحدة علي توزيع فيلم‮ "‬8‮ ‬جيجا‮" ‬ومحاولة اسعاد الحصول علي توزيع الفيلم وهو ما أعلنته بشكل‮ ‬غير مباشر بعد عقدها لاجتماع مع بطل الفيلم محمد سعد ومخرجه أشرف فايق ومنتجه كريم السبكي خلال العرض الخاص لفيلم‮ "‬تلك الأيام‮" ‬وسط العديد من وسائل الإعلام‮. ‬ والمؤكد ان إسعاد‮ ‬يونس تسعي لإنزال خسائر فادحة بالمجموعة الفنية المتحدة هذا الموسم بعد حيازتها لكثير من الأوراق الرابحة في لعبة التوزيع اهمها أفلام الأخوين محمد وأحمد السبكي‮ "‬نور عيني‮" ‬و"ولاد البلد‮" ‬و‮"‬8‭ ‬جيجا‮" ‬في حالة حصولها عليه بالإضافة للعديد من الأفلام المؤجلة في الوقت الذي لا تمتلك فيه شركات المجموعة الفنية اكثر من فيلم‮ "‬عسل أسود‮" ‬لأحمد حلمي و"ابن القنصل‮" ‬لأحمد السقا والفيلمين‮ ‬ينتجهما وليد صبري بمشاركة كامل ابو علي ويحيي شنب أي ان إيراداتهما موزعة علي أطراف من خارج التكتل ولكن نجومية ابطالهما ترفع مؤشر نجاحهما جماهيريا وهو ما‮ ‬يعوض بعض الخسائر الناتجة عن بطالة شركاتها‮. ‬والصراع المرتقب علي فيلم محمد سعد الذي بدأ بالفعل في الغرف المغلقة‮ ‬يؤكد ان الأخوين أحمد ومحمد السبكي هما من‮ ‬يديران السينما المصرية حالياً‮ ‬بعد ان أصبحت جهات التوزيع تتهافت علي أفلامهما قليلة التكلفة طمعاً‮ ‬في جزء من ملايينها الكثيرة فإذا كانت جهات الانتاج والتوزيع السينمائي الكبيرة تصر علي الاستمرار في عشوائيتها فبدلا من الصراع للاستفادة من ايرادات افلام السبكي عليهم دراسة توليفة أفلامهم ومحاولة تقليدها لتحقيق إيرادات تغطي تكلفة الافلام بعيداً‮ ‬عن الاعتماد علي القنوات الفضائية التي ساهمت في صنع ازمة السينما المصرية‮.‬

الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق