الخميس، 29 مارس 2012

أحمد حلمي : إللي هيقف في طريقي فضيحتـــه هتبقي بجلاجل !


هو حالة فنية استثنائية, يختار دائما أن يعزف علي وتر يختلف عن السائد, وأن يمتع جمهوره بقيمة فنية تحمل رسالة إنسانية, فهو يري أن تغيير الانسان للأفضل هو الطريق الأسرع والأسلم لتغيير المجتمع كله, كلمنا أحمد حلمي لنهنئه علي اختيار الناس له كأفضل ممثل خلال 2011 , فرحب بأن يجري حوارا مع " الشباب " بعد فترة طويلة من الصمت الاعلامي.


كيف تري اختيار الناس لك كأفضل ممثل في 2011 ؟ !


هذا هو المقياس الأساسي ودائما الصعوبة في أن يكون اختيار الناس مرة واحدة , عندما يتكرر هذا الاختيار تري أنك علي الطريق المضبوط , وإنه ليس اختيارا بالصدفة , وعندما يحدث في سنة ألا يختارك الناس يجب أن تقف وقفة مع نفسك وتسأل : هناك شيء خطأ , لماذا لم يخترني الناس كأفضل ممثل أو لم يختاروا فيلمي أفضل فيلم؟ أو لماذا تراجع ترتيبي , لماذا اختاروني الثاني ولم يختاروني الأول؟ وهناك من لا يصبح في قائمة الاختيار نهائيا , وهذه كارثة كبري , وأعتقد أن هذه الاستفتاءات لها الأهمية رقم 1 عند الفنان لأن هذا الجمهور هو من ينجح الفنان أو يجلسه في بيته .


الناس الذين اختاروك قالوا إنك تقدم في كل فيلم فكرة غير متوقعة , كيف تختار موضوعات أفلامك؟


دائما عيني علي الناس لأني أقدم شيئا لهم , لا أقدم عملا لنفسي سأشاهده في المنزل , ثم إن هناك قواعد عامة , فكرة الإحساس , الذي يلمس أي شخص سواء كان مثقفا أو أميا , أي شخص تعرض لحكاية حب , تعرض لمشكلة في حياته , يعرف كيف يحزن ويفشل , هذه أحاسيس عامة , عندما تسير وراء هذه الأحاسيس العامة في اختيار موضوع يشعر به كل الناس تعلم أنك وصلت للهدف الصحيح , حكايتي غير حكاية غيري ولكني مشترك معه في الإحباط أو في النجاح , عندما يري الإنسان شخصا غيره نجح نجاحا رهيبا , حصل علي جائزة نوبل , والثاني أمي لن يحصل عليها أبدا , ولكن الطقوس المحيطة تجعله يشعر بمعني النجاح , ويقيسه أنه يستطيع تصليح سيارة في الورشة الخاصة به , هذا هو معني النجاح عنده , مادامت الأحاسيس العامة ليست مغربة فسيشعر بها كل الناس .






حلمي


ولكن في فيلم إكس لارج قدمت شخصية معاكسة لك تماما , بالتأكيد أنت لم تشعر من قبل بمشاعر الرجل البدين؟ !


في البداية الواحد يبحث عن الجديد , ما الجديد الذي لم أقدمه من قبل شكلا وموضوعا , فعندما جاءت فكرة تقدم شخصا بدينا ذهبت إلي فكرة أن هذا البدين بالتأكيد عنده جانب كبير من حياته يعاني منه , وهو الجانب النفسي , ليست فقط الجوانب المتعلقة بعدم قدرته علي ارتداء البنطلون أو الجلوس جيدا أو النوم , ولكن هناك جزء نفسي في تعاملاته مع البشر , وهذا الجزء غالبا لا يظهره , فطبعا هو مادة ثرية أن يشعر به الناس والأهم من ذلك ألا تظهر شخصيته بالسلب , وإنما بالإيجاب .


لكن البدين دائما كان يظهر في السينما بشخصية تثير السخرية ؟ !


نعم , ولكن أين الجانب الإنساني؟ , أين أمنياته في الحب؟ أين مشاعره وأفكاره إنه من الصعب أن يجد فتاة جميلة تعجب به , هو عنده جانب كبير في حياته كان يجب أن نتعرض له كبني آدام , مش تخين والسلام , بالمناسبة إنه ' تخين والسلام ' هو الطريق الأسهل , سكة التريقة علي الأشخاص أو العاهات هي الطريق الأسهل , ولكن هذا لم يكن هدفي , لأنه في النهاية بني آدم , بعدين من الأشياء التي أسعدتني أني رأيت أناسا قرروا يخسوا بعد الفيلم , هذه الأشياء تشعرني أن الفن رسالة تساعد علي التغيير وهذا يجعلني في قمة السعادة , أني غيرت شخصا للأحسن .


2011 التي فزت فيها بأحسن ممثل وفاز فيلمك بأحسن فيلم , وفازت بطلة فيلمك أيضا بأحسن ممثلة , كيف تري هذا العام فنيا؟


في البداية أنا سعيد جدا بفوز دنيا سمير غانم بأحسن ممثلة , وفي العام الماضي فازت إيمي بأحسن ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم ' عسل أسود ', فأنا سعدت جدا أن وشي حلو عليهما , أما بالنسبة للفن , فهو هيمشي زي ما هو , الناس مخدوعة ومتخيلة أن الفن سيتغير بين يوم وليلة , وهذا غير حقيقي , لا يصح أن تقلب الهرم , اليوم من عليه المسئولية الأولي هم الصناع , فكيف سيكون العلاج؟ هل بمعالجة الصناع أم بمعالجة الجمهور؟ الأفضل والأقل عددا هم الصناع , والموضوع ليس حربا لأن كل واحد حر , ولكن بنوع من انواع التوعية , أنا فنان أستطيع تقديم الهابط والجيد , لا تلم الناس أو تقف لهم إذا دخلوا الفيلم الهابط , لا , اذهب لمن قدم الفيلم الهابط وقل له ' إحنا عاوزين نبقي أحسن ونقدم حاجات حلوة ', ولازم يكون عندك نوع من الإدراك إنه ممكن يكون مش فاهم إن ما يقدمه ' هابط ' , لأنه متخيله عادي وحلو بدليل إن الناس بتدخله .


ولكن ألا تري أن 2012 الخوف علي مستقبل السينما كصناعة في ظل وضع سياسي جديد ممكن أن يكون معاكسا لها؟


أنا لست خائفا علي مستقبل السينما , نحن الآن في مجتمع مفتوح وعندما يكون هناك أي تصرف غير حضاري أو غير مواكب للعصر الذي نعيش فيه ستجد فضيحة بجلاجل , أنا متخيل لو جاء شخص ومنعني من تقديم فني , في ثانية ممكن أخلي فضيحته في العالم العربي والشرق الأوسط بلا حدود , هو يكبت حريتي , ونفس الشيء عنده وعندي , هذا الكلام كان ممكن يحدث زمان , الآن الأمر مختلف , تستطيع أن تصرخ وتقول ان هذا ضد الحريات فستجد الدنيا كلها قامت , وأعتقد أنه مهما حصل فالسينمائيون والملحنون والكتاب والموسيقيون لن يسمحوا بأن نعود للوراء خطوة , لأنه لايصح أن يكون الشباك بعد 30 سنة يفتح ويدخل النور وتأتي أنت لتمنع هذا النور عني كفنان , إحنا ما صدقنا , ولا أقصد إننا ' ما صدقنا ننحرف ', نحن أخذنا حريتنا في الكلام بحرية وديمقراطية , وأي حد هيمشي بالعكس لن أتواني أن أصنع له عملا فنيا كاملا أكرس فيه جهدي في إظهار هذا الكبت الذي من الممكن أن يحدث .


أنت كفنان يحرص علي أن يكون له دور في مجتمعه , حتي أن هناك كثيرين ذهبوا لميدان التحرير وقت الثورة بعدما شاهدوك هناك , ما الذي تنوي فعله في المرحلة القادمة التي يمكن أن يتشكل فيها المجتمع بشكل جديد؟


أنا مؤمن جدا بأن يقوم كل واحد بدوره ووظيفته , أنا مثل المدرس أو الطبيب , المدرس لو درس بجدية وضمير واهتم بتعليم الطالب ليصبح أفضل لنفسه وبلده , مش فكرة إنه بيدلق الحصة , وهكذا الطبيب , أنا مؤمن بأن الفن هو مرآة المجتمع وهو القادر علي تغيير مجتمع بأكمله وليس بتقديم مانشيت صحفي داخل فيلم , لكن بشكل غير مباشر ومؤثر , هنا دوري , دور المطرب أن إزاي أغنيته تشحن الناس , النهاردة لما محمد منير يقدم أغنية يسمعها 50 مليون واحد في مصر , ما الفرق بين أن يشحن بها 50 مليون واحد في مصر أو أن محمد منير ينزل التحرير لأن فيه 400 ألف واحد؟ أيهما أكثر تأثيرا؟ الأغنية طبعا , هذا هو الفارق , الميدان يحتاج لثائر , شخص يستطيع لم الناس حوله ومتحدث لديه حجة سياسية جيدة , أنا كنت أري دوري في هذه المنطقة , أنا فعليا نزلت بعد أن كلمني أكثر من صديق في توقيت حرج قبل التنحي , كلموني وقالوا لي :' لو جيت ناس كثيرة ستتشجع وتنزل ', , فلما طلب مني هذا الطلب قلت له : يعني وجودي سيجعل هناك ناس أكثر؟ فقالوا لي :' نعم ', فقلت حاضر ونزلت , في توقيت نحتاج لزيادة الأعداد والضغط من أجل الرحيل , فمن هنا نزلت , إنما لو هناك أيام أخري فأري أن تاثيري في مناطق أخري أكثر .


أفهم من كلامك أن فيلمك القادم قد يحتوي علي رسالة سياسية؟


والله علي حسب , لكني أحب الشغل علي الرسائل الإنسانية أكثر , لأن المجتمع لو تغير السياسة ستتغير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق