أزمة الجمعية التأسيسية «محلك سر»

فى الوقت الذى تفاقمت فيه أزمة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، بتوالى الانسحابات من الجمعية، والتى كان أبرزها انسحاب «الأزهر» منها، انتهى اجتماع المجلس العسكرى أمس برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان مع رموز القوى السياسية والأحزاب، بإصدار بيان تعهد فيه الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب «الحرية والعدالة»، بسحب عشرة أعضاء من الجمعية من المنتمين للحزب، واستبدالهم بـ«الاحتياطى» من غير المنتمين للتيار الإسلامى، مع تشكيل لجان نوعية داخل الجمعية التأسيسية لـ«التخديم» على عملية مناقشة المواد، فيما رفض أحزاب التجمع والمصريين الأحرار والعدل والسلام هذا الخيار.
وحاول المجلس العسكرى خلال الاجتماع، وهو الثانى خلال ٤٨ ساعة مع ممثلى القوى السياسية المختلفة، احتواء الأزمة والوصول الى توافق حول تشكيل الجمعية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، لـ«المصرى اليوم»: «رفضنا بيان (الحرية والعدالة) لأنه لا يحقق لنا الحد الأدنى من المطالب فى ظل اعتراضنا على الأسلوب والإجراءات التى تم بها اختيار الجمعية التأسيسية». وأضاف أن هذه الأحزاب تنتظر حكم المحكمة الإدارية بشأن عدم دستورية تشكيل الجمعية.
إلى هذا، أعلنت مشيخة الأزهر انسحابها من الجمعية التأسيسية، احتجاجا على عدم «تمثيله تمثيلا مناسبا». وقرر أعضاء مجمع البحوث الإسلامية فى اجتماعهم أمس برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، سحب الدكتور نصر فريد واصل، ممثل الأزهر بالجمعية.
كما انسحب من الجمعية المستشار نبيل ميرهم، رئيس مجلس الدولة الأسبق، ومجدى شنودة، محامى البابا شنودة، وقال الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريرك، إن «ميرهم» و«شنودة» لا يمثلان الكنيسة، وإنهما يعبران عن شخصيهما فقط، مؤكداً أن الكنيسة لم ترسل لأى جهة أى ممثلين عنها فى الجمعيةا.
فى سياق متصل، حمّل الدكتور عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة السلفى، مسؤولية أزمة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور على حزب «الحرية والعدالة»، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وقال: «عليه أن يجد حلاً فورياً لإنهاء تلك الأزمة التى صنعها بنفسه، فهو الذى حضَّر العفريت وعليه أن يصرفه».
فى المقابل اعتبر الدكتور ماجد خلوصى، عضو الجمعية التأسيسية للدستور، نقيب المهندسين، أن انسحاب القوى السياسية من الجمعية التأسيسية «فرار من الواجب الوطنى وميدان المعركة».




المصدر : المصري اليوم