الجمعة، 30 مارس 2012

نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي‏:‏ جاهزون لتطوير علاقاتنا مع القاهرة ومصر ستعود لقيادة الأمة العربية


يخطو نوري المالكي رئيس وزراء العراق ببلاده وسط أجواء نارية علي طريق صعب مليء بالمشكلات والأزمات والتوترات والاحتقانات الداخلية‏ التقيته في حوار لـ الأهرام بمكتبه في بغداد قبل ساعات من انطلاق القمة العربية التي يؤكد انها ستكون نقطة تحول في تاريخ العراق مابعد التغيير, الرجل تحدث أيضا بوضوح في العديد من الموضوعات فإلي تفاصيل الحوار:

نحن علي بعد ساعات قليلة من انعقاد القمة العربية المقررة في بغداد, هناك بعض أصوات ربطت حضورها ومشاركتها في القمة بموقف العراق من قضايا معينة علي سبيل المثال العلاقة مع ايران ورؤيتكم للمشهد السوري.. هل هناك شروط من دول عربية أو اعتذارات؟
{ القمة العربية استحقاق عراقي وقرار عربي تم اتخاذه بالإجماع خلال قمة سرت 2010 وعقد القمة في موعدها يمثل إنجازا تاريخيا سيسهم في استعادة العراق دوره المؤثر في المنطقة والاستعدادات بلغت مداها الكامل من كل النواحي, جاهزون لإقامة قمة متميزة من كل الوجوه لم تشترط أي دولة عربية أي شرط وكل الدول العربية اعلنت موافقتها للمشاركة والحضور ولا يوجد أي رفض أو اعتذار من أي دولة عربية والجميع يعلم علاقتنا مع ايران وهي علانية ليس بها اي غموض, كذلك رؤيتنا للمشهد السوري بوضوح وصراحة ولم نسمع عن أي تعليقات علي المستوي الإعلامي أو السياسي.
< تؤكدون وضوح رؤيتكم للأزمة السورية.. البعض يري موقفكم يشوبه الكثير من الغموض وعدم الوضوح هل هناك املاءات خارجية؟
{ موقف العراق سليم ومستقل وجرئ في خضم علاقات العراق الدولية والإقليمية والعربية قرارنا لديه استقلالية تامة وليست هناك اي إملاءات خارجية.
دعمنا وندعم المبادرة العربية لكننا نختلف في بعض التفاصيل وهي تسليح المعارضة ودعوة مجلس الأمن لضرب سوريا, مبدأ التدخل في شئون الدول أو النيابة عنه عمل غير جيد وهذا ماعانينا منه في العراق لنقف جميعا مع الشعب السوري في مطلبه ولكن عبر الحوار وألا نتجه الي اتجاهات استدراج الجهد العسكري الدولي لضرب سوريا لان ماحدث في العراق كارثة نتمني ألا تحدث في دولة أخري.
< لكن الوضع في سوريا بات مأزوما والبعض يتهمكم بدعم النظام خشية سقوطه وإبدال حكومة سنية به ممايربك التوازن الإقليمي لكم.. هل اصبحتم ممرا لتهريب السلاح إلي سوريا؟
{اعود مرة اخري الي مخاوفنا نخشي ان يجرنا التغيير الي ماهو اعقد مماهو عليه الوضع الحالي لا سيما اذا كان فيه مايوحي بالتدخلات لدول لها مصالح معينة والحركة الداخلية محتقنة بخلفيات طائفية وتكون مدعاة لاستقطاب طائفي وحرب أهلية وتستدعي هذه الحرب تدخل قوات أجنبية واذا اشتعلت هذه الحرب ستنتقل مباشرة الي العراق وستؤثر علي استقراره ووحدته, لانريد جماعات ارهابية علي حدودنا لن نسمح بان تكون أرض العراق أو سماؤه ممرا للسلاح في أي اتجاه ومن أي مصدر, والعراق ماض في تطبيق سياسته القائمة علي تجفيف منابع العنف والسلاح بصورة عامة وتحديدا بالنسبة للحالة السورية وقد أبلغنا دول الجوار بصرامة موقفنا تجاه هذه القضية.
< كيف تري المشهد العراقي الحالي؟
{ العراق يدخل الآن مرحلة جديدة ويقف علي عتبة تحول كبير بعد التخلص من النظام البائد والسعي الي تأسيس مجتمع ديمقراطي حر وها هو المواطن العراقي يشهد الفارق بين ما كان عليه من انعدام الحريات السياسية والاجتماعية والفكرية والشخصية وما أصبح فيه من تعزيز حريته واستقلاله وسيادته والتحكم في قراره والعمل علي بناء الوطن المستقل واقامة الدولة العصرية الحديثة.
< كيف تري التحديات الماثلة خاصة في الجانب الأمني والعملية السياسية؟
{ نعم التحديات كبيرة وجسيمة وأبرزها التحديات الأمنية والإقليمية والسياسية لكن الأوضاع تتطور إلي الأفضل والأحسن في اتجاهات متعددة تحديدا حماية وحفظ السيادة والمحافظة علي الوحدة الوطنية وتوظيف الثروة العراقية في خدمة البلاد والشعب, نحن في طريقنا إلي إغلاق كل الملفات العالقة, لانزال في احتياج التركيز علي مفردتين هما الأمن والاستقرار السياسي, وهما متبادلتان في الادوار فلا امان مع عدم استقرار سياسي أصبح لدينا خبرة كبيرة في النواحي الأمنية وأجهزة الشرطة والجيش, واستطعنا ان نقضي علي كثير من العمليات الإرهابية ونبسط الأمن في ربوع البلاد لكننا نحتاج الي مزيد من الجهد والعمل.
< دعنا نتحدث عن التحدي الثاني وأعني الأزمة السياسية المنفجره حاليا علي خلفية الملاحقة القضائية ضد نائب الرئيس طارق الهاشمي والتي يصفها البعض بأنها قد تعصف بالعملية السياسية؟
{ هذه مبالغات وتضخيم, ليس لدينا أزمة نحن لدينا مشكلة واعطني أي بلد عربي أو اسلامي لا يوجد به مشكلة ما يميزنا عن غيرنا ان الدستور لدينا قائم قطعنا شوطا كبيرا في طريقنا للاستقرار السياسي مررنا بانتخابات متعددة شفافة ونزيهة اختلفنا واتفقنا كانت هناك تعقيدات لكننا نسير علي الطريق السليم نحن في بدايات الديمقراطية لدينا سلطات تنفيذية وتشريعية وقضاء مستقل لكن للأسف هناك البعض لم يتمكن من الارتقاء إلي مستوي النظام الديمقراطي ولم يتحمل المشاركة في العملية السياسية ولايزال يتغذي علي النظرة الطائفية.
< دعني اعد الي النقطة الأمنية ليدفعني الحديث عن التفجيرات الأخيرة التي شهدها العراق وهناك من يربطها بشئون داخلية تكمن في رد فعل لإعلان موعد محاكمة الهاشمي البعض يري أنكم افتعلتم هذه القضية؟
{ قد يكون هذا أحد الأسباب والدوافع للقيام بمثل هذه الأعمال الإجرامية لإعطاء رسالة عن عدم الاستقرار علي أعتبار أن رجلا في منصب مهم يعتقل ويحال للمحاكمة غيابيا بتهم جنائية خطيرة فطبيعي يراد أن يعطي لها بعد سياسي أو تبعث برسالة الي الخارج بان هذه تمثل أعمق أزمة في الساحة العراقية والواقع ليس هكذا والقضية هي قضائية جنائية وهي من أبرز القضايا التي لم يكن فيها تحقيق من رجال الأمن أبدا حتي يقال إن الأمن رتبها وقد تسلمها القضاء منذ البداية وعثر علي سيارة مفخخة للتفجير وأمسك المنفذين واعترفوا وسجلت الاعترافات واصبحت القضية قضائية بها دلالاتها مايبعد أي احتمال سياسي.
< لكن نجاحكم الأمني يظل منقوصا بسبب المخاوف جراء تأزم الحالة بين العرب والأكراد التي قد تجر إلي انفصال إقليم كردستان عن بقية العراق كما حدث في جنوب السودان؟
{ الحالة العراقية تختلف عن الحالة السودانية التي لها شأن خاص وخلفه دول بينما اقليم كردستان له شأن خاص ويحيط به دول والاكراد اصبحوا يدركون جيدا ان قوتهم ومصلحتهم ومستقبلهم مع العراق الموحد وليس مع غيرهم لان مايحصلون عليه في العراق لم يحصل عليه أكراد تركيا ولا سوريا ولا إيران, نعم هناك مشاكل قائمة لابد بين الإقليم ومحافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالي لكننا سنضعها علي طاولة الحل وفق الدستور والموضوع مطروح أمام مجلس النواب لإيجاد حل لهذه المحافظات التي يتوزع بها الأكراد والعرب لكن الانفصال صعب ولا يخدم الأكراد.
< دعني أصل الي خاتمة الحوار وأعني العلاقات المصرية العراقية كيف تري أبعاد هذه العلاقات وكيف يمكن تطويرها؟
{ مصر هي قلب العروبة النابض وهي الشقيقة الكبري بالفعل لا بالقول فقط هي دولة أساسية ومحورية في المنطقة لها تاريخ طويل سياسيا وحضاريا وثقافيا هي رمانة الميزان, قوتها من قوة العرب نتمني لها مزيد الأمن والاستقرار لتعود بكل عافية لقيادة الأمة العربية, كانت هناك بعض قضايا عالقة من النواحي المالية وقد انتهت أزمة مايعرف بالحوالات الصفراء وأرسلنا الأموال إلي أصحابها نعلم أنها حقوق المواطنين بسطاء ونحن معهم نرحب بالعمالة والشركات المصرية لاعادة تعمير العراق فهم الأفضل والأحسن والأقرب للشعب العراقي ونحن جادون وجاهزون لتطوير وتجديد ودفع العلاقات الثنائية إلي الأمام نمد أيدينا بكل حب ومودة واخاء, ونعلم جيدا ان الاخوة في مصر يبادلوننا نفس المشاعر والاحساس.


المصدر : الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق