الثلاثاء، 4 مايو 2010

تسويق الدراما .. مضمون لـ ٥ نجوم و الباقى تحسمه العلاقات


والمستقبل للشباب
واقعة التوقف المفاجئ لتصوير مسلسل «هز الهلال يا سيد» بعد إنفاق ٥ ملايين جنيه وتصوير ٥ ساعات بسبب عدم القدرة على تسويقه، أكدت أن «التسويق» يسيطر على الحياة الفنية والنجوم والمنتجين والاختيارات خاصة بعد تكرارها مع مسلسل «سمير ومراتاتو الكتير» والذى توقف بعد تصوير ٢٦ حلقة بسبب عدم تسويقه.



«المصرى اليوم» فتحت ملف التسويق ومشاكله، لتحديد معاييره، فهل تكون باسم النجم أم المخرج أم المؤلف أم بقوة الموضوع أم «بشطارة» المنتج وعلاقاته بالقنوات الفضائية وقدرته على تسويق بضاعته، وهل هناك نجوم أقوى من حسابات التسويق، وهل هناك نجوم «راحت عليهم» ولم تعد أسماؤهم دافعا لشراء الفضائيات لأعمالهم وبالتالى يدخل التليفزيون المصرى لشراء تلك الأعمال؟
أكد المنتج أمير شوقى أن نسبة ٩٠% من عملية التسويق تعتمدعلى علاقة المنتج بالمحطات الفضائية، وكلما كان المنتج أقوى نفوذاً كانت مسلسلاته أكثر تسويقا، أما اسم النجم فيتحكم فى التسويق بنسبة ١٠ فى المائة فقط، وقال: كل النجوم أصحاب الأسماء الكبيرة فى الدراما لم يبيعوا مسلسلاتهم بشكل واضح حتى الآن، وأمام حالة الكساد فى التسويق، يضطر التليفزيون المصرى لحفظ ماء وجه النجوم فيشتريها ليعرضها تحت كلمة حصريا، والحقيقة أنه يشترى ولا يدفع، بل يتعاقد مع أصحاب المسلسلات، ويؤجل الدفع «لحين ميسرة»، وأقولها صراحة، معظم النجوم الذين اشترى مسلسلاتهم التليفزيون المصرى لم يجدوا من يشترى أعمالهم من الفضائيات الخاصة.
أمير اعترف بأن هناك نجوما «راحت عليهم»، وهناك نجوما «لا تشكل أسماؤهم أى إغراء فى عملية التسويق، ومنتج أعمالهم يخسر كثيراً»، وقال: المنتج قد يدخل عملين أحدهما لنجم كبير، والآخر لممثل عادى، ويبيع المسلسلين كوحدة واحدة أو«بيعة» واحدة، وكل نجوم الجيل القديم «راحت عليهم» تسويقياً ما عدا أسماء محددة هى: نور الشريف والفخرانى ويسرا وليلى علوى، والمحطات الفضائية تبحث الآن عن الشباب، فلابد من التجديد الدائم وإحداث عنصر المفاجأة فى الدراما لنضمن التسويق.
أوضح المنتج تامر مرسى أن التسويق فى مصر يعانى من أزمة شديدة لأن كل قناة لها متطلباتها وذوقها وبالتالى يرتبط التسويق بقاعدة «القنوات عايزة إيه»، وقال: القنوات تفضل الموضوع الجديد، وأن يكون النجم غير محروق ومستهلك، لذلك حرصت على تقديم محمد فؤاد فى أول مسلسل له لأنى أعلم أن التسويق سينهال عليه، والعام القادم سأنتج لعادل إمام وتسويقه مضمون إلى حد كبير، لذلك لابد أن يراعى المنتج التجديد فيما يقدمه، وبصراحة المستقبل فى الدراما للنجوم الشباب، خاصة نجوم السينما منهم فأعمالهم عليها إقبال كبير من القنوات،
أما النجوم الكبار فراحت عليهم، ليس فقط لأنهم وجوه مكررة، بل لأنهم لم يطوروا أنفسهم وبالتالى لا تجد القنوات أى جديد حتى تشترى أعمالهم، كما أنهم يحصلون على أجور كبيرة تأكل معظم الميزانية، وتمنع المنتج من أن يطور الصورة ويسافر للتصوير فى الخارج ويستحدث تقنيات جديدة، لذلك تظهر الصورة فقيرة والمسلسلات تقليدية وهذا يضعف تسويقها.
حدد المنتج جمال العدل عدة عوامل يخضع لها التسويق، أهمها اسم النجم وجودة العمل والإنتاج والإخراج والنص، وقال: بنسبة كبيرة، يرتبط التسويق باسم النجم لأن هناك نجوما ينتظرهم الناس وترتبط أسماؤهم بالأعمال الضخمة والجودة، وهناك «ممثلين عمرهم ما كانوا بيوزعوا ولا اسماؤهم بتجيب فلوس»، لكن ربما يتم تحميل أعمالهم على أعمال نجوم آخرين لهم أسماء فى التوزيع.
دافع العدل عن التليفزيون المصرى فى اتهامه بشراء أعمال النجوم الذين لا يجدون تسويقا، وقال: التليفزيون المصرى قيمة كبيرة، وأنا بعت له مسلسل يسرا لأنى أتمنى أن تعود قيمة التليفزيون المصرى كما كانت، وتبقى الشاشة الأولى التى تجمع الوطن العربى، ولا أحد يجرؤ أن يقول إن يسرا لا تجد تسويقاً، فكنت أستطيع بيع المسلسل لعدد كبير من الفضائيات لكن «انا مبحبش أرخص النجم بتاعى وأنشره على كل الفضائيات طالما هناك شاشة محترمة وفى قيمة التليفزيون المصرى وتعوضنى ماديا».
يحيى شنب يرى أن اسم النجم هو رقم واحد فى العملية التسويقية، فكل محطة تسأل فى البداية من هو نجم المسلسل، بعدها يأتى الإنتاج والموضوع والإخراج، وقال: المنتج «الشاطر» يستطيع تسويق مسلسله بأغلى سعر ولأكبر عدد من المحطات ذات الجماهيرية، وهناك ممثلون بالفعل غير مطلوبين بالشكل الكامل فى التسويق، فى حين يحتفظ بعض النجوم الكبار بمكانة لا يمكن تهديدها فى العرض والتسويق مثل يسرا وليلى علوى ونور الشريف ويحيى الفخرانى.
أما يوسف عثمان، المشرف العام على الإنتاج بمدينة الإنتاج الإعلامى والذى قيل إنه رفض شراء مسلسل «هز الهلال يا سيد» مما عرضه لأزمة فى التسويق، فقد أكد أنه لم يرفض المسلسل لأنه ببساطة لم يعرض عليه أساساً فهو خارج خطة المدينة، وقال: ارتبطت المدينة بإنتاج كامل لخمسة أعمال هى: «أكتوبر الآخر» و«مصطفى مشرفة» و«بابا نور» و«اختفاء سعيد مهران» و«اغتيال شمس»، وهناك خمسة أعمال أخرى تشارك بنسبة فى إنتاجها مع منتجين آخرين.
عثمان لا يعتبر اسم النجم معياراً أول فى التسويق، وقال: هذه أكذوبة روجها النجوم وأثبتت كذبها بدليل أن هناك نجوماً كباراً ولهم أسماء رنانة لم يعد لهم أى أهمية فى التسويق لأنهم قدموا أعمالا فاشلة ولا يجدون الآن إلا التليفزيون المصرى لينقذهم فيشترى أعمالهم، لذلك فالمعيار الأول فى التسويق هو الموضوع ثم المخرج.


المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق