الخميس، 6 مايو 2010

الفرق بين سوزان تميم اللبنانية و سوزان بويل الإنجليزية‮ !!!‬


حقق الألبوم الأول للمغنية البريطانية سوزان بويل مبيعات وصلت الي أكثر من تسعة ملايين نسخة في قارتي أوروبا وأمريكا فقط،‮ ‬وذلك حسب بيان صدر الاسبوع الماضي عن‮ »‬الاتحاد الدولي لصناعة الصوتيات‮«‬،‮ ‬وبذلك تفوقت‮ »‬سوزان بويل‮« ‬بألبومها الذي يحمل اسم‮ »‬حلمت حلمًا‮« ‬علي كل الألبومات الصادرة معها في نفس الفترة الزمنية،‮ ‬وهي نهاية عام‮ ‬2009،‮ ‬ومنها آخر ألبومات ملك البوب الراحل مايكل جاكسون،‮ ‬وغيره من نجوم الغناء الذين يعشقهم الشباب مثل بيونسيه،‮ ‬وبينك،‮ ‬وريكي مارتن،‮ ‬وقد يبدو الخبر ليس به مايدعو للدهشة‮!
‬ولكن إذا عرفت من هي‮ »‬سوزان بويل‮« ‬فسوف تدرك أن الخبر يستحق منك،‮ ‬أن تفتح فاهك من الدهشة‮! ‬سوزان بويل سيدة تخطت الخمسين،‮ ‬قليلة الحظ جدًا من الجمال،‮ ‬ولا تحمل أية مؤشرات أو ملامح أنوثة،‮ ‬عاشت طوال عمرها في الظل،‮ ‬في منطقة تبعد كثيرا عن لندن،‮ ‬وكان النشاط الوحيد الذي تقوم به،‮ ‬هو الذهاب للكنيسة للغناء مع فريق الكورال المصاحب لها،‮ ‬وفي يوم ما من عام‮ ‬2009،‮ ‬قررت سوزان بويل أن تستجيب لنداء‮ ‬غريب،‮ ‬يلازمها ويحاصرها،‮ ‬وقررت أن تشارك في برنامج‮ »‬المواهب البريطانية‮«‬،‮ ‬وهو برنامج شهير يقوم بعمل مسابقة لاكتشاف الموهوبين في فنون الغناء والرقص والعزف الموسيقي،‮ ‬وتصل جائزته الي نصف مليون جنيه استرليني ويشاهده،‮ ‬عشرات الملايين داخل بريطانيا وخارجها،‮ ‬وكانت العقبة أمام سوزان بويل،‮ ‬للمشاركه في هذا البرنامج انها لاتجد ملابس مناسبة،‮ ‬ترتديها عندما تظهر علي المسرح أمام جمهور يصل لعدة آلاف ولجنة تحكيم اشتهرت بقسوتها،‮ ‬وتهكمها علي المتسابقين الذين لايحققون نجاحاً،‮ ‬ولكن سوزان بويل تصرفت في هذا الموضوع علي أية حال ودبرت فستانا بسيطا،‮ ‬وشكله مضحك،‮ ‬لانها لم تجد‮ ‬غيره،‮ ‬ولم تفكر في صباغة لون شعرها الذي‮ ‬غزاه الشيب،‮ ‬ويبدو أنها لم يكن لديها أي ثقة في النجاح،‮ ‬كل ما أرادت أن تقوم به هو ان تغني أمام أكبر عدد من الناس،‮ ‬وعندما جاء دورها وظهرت فعلا علي المسرح،‮ ‬شعرت بهمهمات في أرجاء المكان،‮ ‬وكأن الجميع يحبسون ضحكات مكتومة،‮ ‬وسألها أحد أفراد لجنة التحكيم وأكثرهم قسوة وسلاطة لسان واسمه‮ »‬سيمون‮«‬،‮ ‬هيه حاتغني لنا إيه ياحلوة؟؟ فردت عليه سوف أغني مقطعا من المسرحية الغنائية‮ »‬البؤساء‮«‬،‮ ‬باسم‮ »‬لقد حلمت حلماً‮«‬،‮ ‬فابتسم متهكما،‮ ‬وقال لها مامعناه،‮ ‬طب‮ ‬غني وخلصينا،‮ ‬وانطلقت موسيقي الاغنية،‮ ‬وانطلق معها صوت سوزان بويل،‮ ‬وظهرت الدهشة والمفاجأة علي الجميع سواء الذين يجلسون في القاعة أو الذين يتابعون البرنامج علي الهواء،‮ ‬فهي‮ ‬ذات صوت ملائكي عذب،‮ ‬ساحر،‮ ‬زلزل المكان وارتفع الصياح والتهليل والتصفيق،‮ ‬وتغير حال سوزان بويل في ثوان،‮ ‬فلم تعد تلك المرأة المجهولة،‮ ‬التي تعيش في منزل متواضع مع قطها العجوز،‮ ‬وتحصل من الدولة علي معاش بطالة،‮ ‬ولم يمر في حياتها رجل،‮ ‬ولاحتي ليستغلها ويضحك عليها،‮ ‬فجأة وبعد مايزيد علي‮ ‬خمسين عاما من سوء الحظ،‮ ‬أصبحت سوزان بويل اشهر امرأة في العالم،‮ ‬وتسابقت الصحف والمجلات علي وضع صورها في الصفحات الاولي‮! ‬حدث هذا في نهاية العام الماضي،‮ ‬وتبعه عقد وقعته سوزان بويل،‮ ‬مع إحدي شركات إنتاج الالبومات الغنائية،‮ ‬برقم يفوق الخيال،‮ ‬ولم تتمكن السيدة المسكينة من احتمال كل تلك المتغيرات المفاجئة في حياتها،‮ ‬فأصابتها أزمة نفسية حادة،‮ ‬دخلت علي أثرها أحد المستشفيات،‮ ‬وبدأت علاجا مكثفا تأقلمت بعده،‮ ‬علي استيعاب كل ماحدث لها،‮ ‬وتفرغت للانتهاء من الالبوم حتي لاتقع تحت طائلة القانون،‮ ‬فقد كان العقد يلزمها بالانتهاء من تسجيل أغنيات أول ألبوماتها ليطرح في نوفمبر من عام‮ ‬2009،‮ ‬وبعد أربعة أشهر فقط من طرح أول البوماتها،‮ ‬تأكدت سوزان بويل من أنها لم تكن تحلم،‮ ‬فالارقام أكدت مؤخرا أن مبيعات ألبوم‮ »‬لقد حلمت حلما‮« ‬تخطت حاجز التسعة ملايين‮!! ‬والسؤال الذي يحاصرني منذ أن تابعت ظهورها في مسابقة برنامج‮ »‬مواهب بريطانية‮«‬،‮ ‬ماهي احتمالات نجاح واحدة زي سوزان بويل لو كانت تعيش في عالمنا العربي؟؟ هل كان يمكن أن تجد شركة انتاج تتحمس لها وتقدم لها ألبوما‮ ‬غنائيا؟؟ هل كان يمكن أن نشاهدها في قناة فضائية عربية،‮ ‬أو حتي برنامج إذاعي يتبني صوتها؟؟ هل كان يمكن لصورها أن تملأ كل الصحف والجرائد المصرية والعربية،‮ ‬مثلما حدث مع ابوالليف مثلا؟ طبعا لأ،‮ ‬فهناك احتمال واحد،‮ ‬لأن‮ ‬تنال‮ »‬سوزان‮« ‬كل الاهتمام والدعم المادي والمعنوي وتتهافت عليها الفضائيات وشركات الانتاج،‮ ‬ويرمي أصحاب الثروات الملايين تحت أقدامها،‮ ‬هوأن تكون سوزان تميم وليس سوزان بويل‮!!‬
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق