الخميس، 6 مايو 2010

برلمان الفضائح‮.. ‬لاتقل عمالا وفئات‮.. ‬قل‮ »‬مصنفين‮« ‬في‮ ‬قانون العقوبات



اعضاؤه ارتكبوا جرائم النصب والتزوير والقتل والتهريب والقمار

أوشكت الدورة البرلمانية الأخيرة في‮ ‬حياة هذا المجلس علي‮ ‬الانتهاء بعد‮ ‬4‮ ‬سنوات عجاف مرت علي‮ ‬هذا المجلس الذي‮ ‬يستحق عن جدارة لقب برلمان الفضائح،‮ ‬فقد ارتكب اعضاؤه كل الجرائم المنصوص عليها بقانون العقوبات من بينها القتل وتهريب البضائع والحصول علي‮ ‬القروض،‮ ‬والاتجار في‮ ‬الدم الفاسد وإصدار شيكات بدون رصيد واستيلاء علي‮ ‬أراض وتهريب أجهزة محمولة‮ ‬،‮ ‬ولعب القمار واقتحام أقسام الشرطة وغيرها من الجرائم فضلاً‮ ‬عن الألفاظ الخارجة،‮ ‬والتربح من قرارات العلاج علي‮ ‬نفقة الدولة وحصول‮ ‬6‮ ‬نواب علي‮ ‬16‮ ‬مليون جنيه من وراء هذه القرارات ولم تقتصر الفضائح والجرائم علي‮ ‬نواب الحزب الوطني‮ ‬فقط وإنما كان لنواب المعارضة من الإخوان والمستقلين نصيب في‮ ‬هذا وأشهر القضايا في‮ ‬هذا الشأن ما قام به النائب المستقل طلعت السادات حيث تم دفع الحصانة عنه لاتهامه في‮ ‬جريمة قال عنها إنها ملفقة وهي‮ ‬جريمة رشوة واستعمال نفوذه لدي‮ ‬وزير السياحة للموافقة علي‮ ‬ترخيص بمزاولة إحدي‮ ‬الشركات للنشاط السياحي‮ ‬وما حدث مع نائبي‮ ‬الإخوان رجب أبوزيد وصبري‮ ‬عامر فبالرغم من عدم وجود جريمة صريحة وليست هناك حالة تلبس إلا أنه صدر قرار برفع الحصانة عنهم بناء علي‮ ‬حصر قامت به أجهزة أمن الدولة،‮ ‬وفي‮ ‬الفترة الأخيرة انتشرت ظاهرة السب والألفاظ الخارجة بين نواب مجلس الشعب وهي‮ ‬اعتداءات لفظية تمثل في‮ ‬مجملها جريمة‮ ‬يعاقب عليها القانون وأبرزهم‮ »‬نواب الرصاص‮« ‬الذين طالبوا وزارة الداخلية بإطلاق الرصاص علي‮ ‬المتظاهرين واكتفي‮ ‬المجلس ورئيسه بتوجيه اللوم إلي‮ ‬هؤلاء النواب‮.‬ كل هذه الجرائم والأفعال المشينة التي‮ ‬قام بها نواب المجلس الحالي‮ ‬تطرح تساؤلاً‮ ‬أساسيًا إذا كان البرلمان الحالي‮ ‬قد جاء في‮ ‬ظل وجود الإشراف القضائي‮ ‬وقام بكل هذه الجرائم فماذا سيكون الحال في‮ ‬المجلس القادم عندما تجري‮ ‬الانتخابات تحت رعاية وسيطرة الحزب الوطني‮ ‬فقط؟‮!‬ من جانبه أكد المستشار محمد حامد الجمل ـ رئيس مجلس الدولة الأسبق ـ أن كثرة جرائم النواب داخل القبة البرلمانية والتي‮ ‬لم تحدث في‮ ‬تاريخ مصر ترجع إلي‮ ‬سوء اختيار النواب،‮ ‬مشيرًا إلي‮ ‬أن ما حدث من تجاوزات اثناء الانتخابات البرلمانية في‮ ‬عام‮ ‬2005‮ ‬من قبل وزارة الداخلية وأجهزتها أثرة بشكل ملحوظ علي‮ ‬العملية الانتخابية خاصة في‮ ‬مباشرة القضاة للناخبين ومراجعة الشروط الخاصة للمرشحين بصف مبدئية قبل قبول أوراق الترشيح،‮ ‬وقال الجمل إن الحزب الوطني‮ ‬يساهم بشكل كبير في‮ ‬تمرير ترشيح من تم اختيارهم لاعتبارات بعيدة عن المصلحة العامة وأوضح أن اجراء الانتخابات البرلمانية القادمة في‮ ‬ظل‮ ‬غياب الإشراف القضائي‮ ‬من شأنه أن‮ ‬يؤثر بشكل كبير علي‮ ‬سير العملية الانتخابية بحيث‮ ‬يتمكن الحزب الحاكم من اجراء الانتخابات بالطرق التي‮ ‬تناسب وسوف‮ ‬يأتي‮ ‬بالأوفياء له بغض النظر عن أشخاص هؤلاء المرشحين أو ماضيهم،‮ ‬وطالب الجمل بضرورة تعديل الدستور وقانون مجلس الشعب لضمان الإشراف القضائي‮ ‬لهذه الانتخابات‮.‬ وأكد الدكتور‮ ‬يحيي‮ ‬الجمل استاذ القانون وعضو الجمعية الوطنية للتغيير أن طريقة الانتخابات وانعدام الوعي‮ ‬السياسي‮ ‬في‮ ‬مصر أدي‮ ‬إلي‮ ‬انتشار التجاوزات والمخالفات للنواب،‮ ‬وأضاف الجمل أن النظام السياسي‮ ‬القائم لن‮ ‬يسمح بحياة ديمقراطية حرة ولن‮ ‬يمنح الفرصة للتعددية الحزبية الحقيقية،‮ ‬مشيرًا إلي‮ ‬أن مجلس الشعب‮ ‬يعبر عن حالة الركود السياسي‮ ‬التي‮ ‬تعيشها مصر وطالب الجمل بضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية وغيرها في‮ ‬مصر تحت الإشراف القضائي‮ ‬إضافة إلي‮ ‬ضرورة إلغاء حالة الطوارئ لتحقيق ديمقراطية حقيقية في‮ ‬البلاد‮.‬ وأكد المستشار محمود الخضيري‮ ‬رئيس نادي‮ ‬القضاة السابق بالإسكندرية أن تجاوزات النواب هي‮ ‬نتاج لعدد من التجاوزات الحكومية وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬غياب الإشراف القضائي،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬غياب الوعي‮ ‬الشعبي‮ ‬بضرورة نزاهة الانتخابات الحكومية وأعرب الخضيري‮ ‬عن استيائه من قلة عدد المشاركين في‮ ‬مظاهرة‮ ‬3‮ ‬مايو والتي‮ ‬نظمت لوقف العمل بقانون الطوارئ مشيرًآ إلي‮ ‬أن قلة عدد المشاركين في‮ ‬المظاهرة‮ ‬يكشف عن حالة الركود السياسي‮ ‬التي‮ ‬تعاني‮ ‬فيها مصر ووجه الخضيري‮ ‬إنذاراً‮ ‬للجميع وقال‮: »‬إن البرلمان القادم سيكون أسوأ برلمان تشهده مصر

الوفد - شرين‮ ‬يحيي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق