الخميس، 6 مايو 2010

هل تتدخل أمريكا في‮ ‬انتخابات الرئاسة؟

الإجماع الشعبي‮ ‬علي حتمية الإصلاح‮.. ‬يضعف الدور الأمريكي‮ ‬في‮ ‬تأييد النظام
قبل عدة أشهر أطلق الدكتور مصطفي‮ ‬الفقي‮ ‬تصريحه الشهير بأن الرئيس القادم لمصر لابد أن‮ ‬يحصل علي مباركة أمريكا،‮ ‬وبغض النظر عن حالة الجدال التي‮ ‬أحدثها هذا التصريح،‮ ‬إلا أن‮ "‬الفقي‮" ‬أعلن في‮ ‬لحظة مصارحة مع النفس إحدي الحقائق التي‮ ‬من النادر أن تصدر عن أي‮ ‬سياسي‮ ‬أو مسئول‮.‬ ومنذ عدة أيام أعلنت السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبي‮ ‬أن واشنطن تتابع باهتمام حالة الجدل المحتدمة حول قضية خليفة الرئيس مبارك وهذا شيء طبيعي‮ ‬لأن الناس تشعر بالقلق‮.‬ وما بين تصريح‮ "‬الفقي‮" ‬وتأكيدات‮ "‬سكوبي‮" ‬حقائق تكشف إلي أي‮ ‬مدي تتدخل أمريكا في‮ ‬انتخابات الرئاسة المصرية وتهتم بها وتتابعها علي اعتبار أن مصر حليف استراتيجي‮ ‬واتفاقياتها مع واشنطن مرتبطة بالنظام الحالي‮.‬ فمعادلة العلاقات المصرية الأمريكية تبقي دائما خارج الإطار الطبيعي‮.. ‬فالنظام المصري‮ ‬الحالي‮ ‬صاغ‮ ‬علاقته مع أمريكا في‮ ‬صوره الحتمية والضرورية،‮ ‬ونجح في‮ ‬أن‮ ‬يبرز نفسه علي أنه البديل الوحيد لأي‮ ‬رئيس أمريكي‮ ‬قادم‮.‬ واتخذ النظام المصري‮ ‬سلسلة اجراءات وسياسات أجبرت امريكا علي النظر للحزب الوطني‮ ‬علي أنه الحليف الديمقراطي‮ ‬والاستراتيجي‮ ‬رغم أنها تدرك أنه حزب‮ ‬غير شرعي‮ ‬ومغتصب للسلطة‮.‬ فالنظام المصري‮ ‬رسم خريطة المشهد السياسي‮ ‬أمام واشنطن وفق الرؤية التي‮ ‬يريد توصيلها،‮ ‬واختصرها في‮ ‬ثلاث قوي فقط هي‮ ‬الحزب الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬وأحزاب المعارضة والاخوان المسلمين،‮ ‬ولكنه في‮ ‬الوقت نفسه حاصر أحزاب المعارضة بحزمة من التعديلات الدستورية تجعل وصولها الي الحكم أشبه بمعجزة في‮ ‬زمن انتهت فيه المعجزات،‮ ‬وترك قادة المعارضة‮ ‬يجاهدون من أجل الإصلاح السياسي‮ ‬وأدار معهم حوار الطرشان‮.‬ وحاول النظام تقديم الاخوان المسلمين لأمريكا علي أنهم التيار المتشدد،‮ ‬ونجح في‮ ‬أن‮ ‬يبرز سلبياتهم وتناقضاتهم في‮ ‬المجتمع،‮ ‬حتي أن امريكا تنظر حالياً‮ ‬لجماعة الاخوان علي أنهم الخيار‮ ‬غير الأمثل في‮ ‬مصر وساعد في‮ ‬ذلك سياسات الاخوان المتشددة والتسلطية التي‮ ‬ترفض الديموقراطية بالشكل المتعارف عليه وتحاول خلق ديمقراطية منقوصة وتسعي لاقناع المجتمع المصري‮ ‬بها‮.‬ ونجح النظام لفترات عديدة في‮ ‬أن‮ ‬يوجه نظر أمريكا في‮ ‬اتجاه واحد فقط وأن‮ ‬يجعلها تري المشهد السياسي‮ ‬وفق رؤيته،‮ ‬فأما الحزب الوطني‮ ‬الذي‮ ‬يحقق مصالحها أو الاخوان المتشددون الرافضون لكل ما هو ديموقراطي،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن أمريكا اختارت الحزب الوطني‮ ‬وذلك بعد أن نجح النظام في‮ ‬تقييد أحزاب المعارضة وشل حركتها‮.‬ ولكن امريكا وعلي مدار رؤسائها المتتابعين لم تستسلم لحالة الحتمية التي‮ ‬وضعها النظام المصري‮ ‬له،‮ ‬وحاولت أن تدعم معارضين وأن تبحث عن بدائل أخري وذلك لإحداث ضغط عليه واجباره علي اتباع سياسات معينة‮.‬ وأدرك النظام المخططات الأمريكية وحاول دائما إحباطها مستخدماً‮ ‬سياساته القمعية أحياناً‮ ‬أو في‮ ‬أحيان كثيرة تلفيق التهم والقضايا،‮ ‬ونجح في‮ ‬ذلك لفترات طويلة رغم الانتقادات التي‮ ‬لاقاها من مسئولين أمريكيين‮.‬ وقبل عدة اشهر كانت امريكا تنظر إلي النظام السياسي‮ ‬المصري‮ ‬علي‮ ‬أنه عصي‮ ‬علي التغيير وأثبت تكيفه مع كل الضغوط الداخلية والخارجية وأنه ليس هشاً‮ ‬أو عرضة للتحديات السياسية ولذلك قبلت واشنطن بالأمر الواقع،‮ ‬وظلت تتعامل مع النظام الحالي‮ ‬بمنطق المصلحة وفي‮ ‬أحيان كثيرة ساندته رغم أنها تراه في‮ ‬كثير من الأحوال نظاما‮ ‬غير شرعي‮.‬ ولكن ثمة متغيرات حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية جعلت واشنطن تدير ظهرها للنظام الحالي‮ ‬في‮ ‬أوقات كثيرة،‮ ‬وظهرت أصوات من داخل المؤسسات الأمريكية والمجتمع المدني‮ ‬تطالب باراك اوباما بعدم التدخل في‮ ‬الانتخابات الرئاسية القادمة والتي‮ ‬ستجري العام القادم في‮ ‬مصر،‮ ‬بل إن بعض المؤسسات والمعاهد المهتمة بنشر الديمقراطية بدأت النظر الي المعارضين وتحدثت عنهم باعتبارهم رمزاً‮ ‬للأمل والتغيير‮.‬ المتغير الأول هو ظهور الدكتور محمد البرادعي‮ ‬مدير وكالة الطاقة الذرية السابق نفسه علي المشهد السياسي‮ ‬ومحاولة تقديمه من قبل بعد الحركات المعارضة في‮ ‬مصر علي أنه الأمل والسعي‮ ‬إلي تسويقه علي أنه مرشح الرئاسة عن طريق تعديل الدستور وهو ما جعل أمريكا تنظر إليه باهتمام خاصة أنه مدعوم برغبة شعبية،‮ ‬ووجدت ضالتها في‮ ‬معارض‮ ‬يصعب علي النظام ممارسة أساليبه القمعية‮.‬ المتغير الثاني‮ ‬هو الأزمة الدبلوماسية التي‮ ‬وقعت بين أمريكا واسرائيل وذلك بعد انتقاد أوباما لسياسة الاستيطان الاسرائيلي‮ ‬في‮ ‬فلسطين،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن أمريكا لن تطلب من النظام المصري‮ ‬السكوت كعادته علي سياسات إسرائيل وهو ما ظهر بعد أن أدانت الخارجية المصرية سياسة الاستيطان لعدة مرات،‮ ‬أي‮ ‬أن أمريكا ليست مرتبطة بسياسة المصلحة مع النظام المصري‮ ‬وذلك سيساعدها في‮ ‬أن تقف موقف المحايد في‮ ‬الانتخابات الرئاسية القادمة‮.‬ المتغير الثالث هو انسحاب الاخوان من المشهد السياسي،‮ ‬وهو ما جاء في‮ ‬صالح احزاب المعارضة والتي‮ ‬بدأت تعد العدة للمطالبة بإجراء اصلاحات دستورية حقيقية،‮ ‬وهو ما لفت نظر الأمريكان الي أن هناك حالة من الحراك السياسي‮ ‬سوف تستمر إلي ما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية ودفع المراقبين الدوليين إلي تغيير قناعاتهم حول قدرة النظام المصري‮ ‬علي التكييف مع الضغوط المحلية والدولية‮.‬ المتغير الرابع‮: ‬تغير نظرة المجتمع المصري‮ ‬الي الرئيس الامريكي‮ ‬باراك أوباما واكتشاف أنه ليس المهدي‮ ‬المنتظر وأن صورته اهتزت خاصة بعد تخليه عن سياسات السلام التي‮ ‬أعلن عنها في‮ ‬خطابه بجامعة القاهرة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن اوباما نفسه لن‮ ‬يحاول التدخل في‮ ‬الانتخابات الرئاسية القادمة حتي‮ ‬يحافظ علي ما تبقي من شعبيته في‮ ‬مصر وذلك حسب نصائح بعض خبراء السياسة في‮ ‬أمريكا‮.‬ المتغير الخامس‮: ‬هو الاجماع الشعبي‮ ‬علي ضرورة التغيير وذلك بغض النظر عن دعم مرشح بعينه،‮ ‬فأمريكا أدركت جيداً‮ ‬أن هناك رغبة شعبية عارمة في‮ ‬مصر تطالب بتنفيذ حزمة من الاصلاحات الدستورية،‮ ‬وهو ما‮ ‬يضعف الدور الامريكي‮ ‬في‮ ‬تأييد النظام الحالي‮ ‬ويجعلها تكتفي‮ ‬بموقف المتفرج‮.‬ تلك المتغيرات التي‮ ‬حدثت سوف تقلل من تدخل امريكا في‮ ‬انتخابات الرئاسة ويجعلها امام اختيارين فقط‮: ‬الأول‮: ‬هو مساندة قوي التغيير في‮ ‬مصر وعدم التدخل في‮ ‬سير الانتخابات بل وتمارس ضغطها علي النظام الحالي‮ ‬لعمل اصلاحات دستورية حقيقية تسمح لمن‮ ‬يريد الترشح لانتخابات الرئاسة بأن‮ ‬يخوضها‮.‬ والخيار الثاني‮: ‬هو الانحياز للحزب الحاكم في‮ ‬مصر ومساندته وفي‮ ‬هذه الحالة فان امريكا سوف تفقد كثيراً‮ ‬من مصداقيتها،‮ ‬وإن كان السيناريو الثاني‮ ‬بعيداً‮ ‬نسبيا وذلك بسبب المتغيرات الخمسة التي‮ ‬حدثت في‮ ‬الأشهر الأخيرة‮.‬ بعض السياسيين والمؤسسات المدنية في‮ ‬امريكا طالبت الرئيس باراك أوباما بالتدخل بالقوة لتنفيذ الاصلاحات السياسية في‮ ‬مصر،‮ ‬ولكن هذا السيناريو لم‮ ‬يجد قبولاً‮ ‬عند المؤسسة الرسمية الامريكية،‮ ‬لأن الشعب المصري‮ ‬لن‮ ‬يقبل التدخل في‮ ‬شئونه ولن‮ ‬يستجيب للتغيير علي أيدي‮ ‬قوي خارجية‮.‬ الرئيس الامريكي‮ ‬الي الآن لم‮ ‬يعلن بشكل واضح ما رؤيته لانتخابات الرئاسة في‮ ‬مصر وإن كان سيساند النظام أو المعارضة أم‮ ‬يكتفي‮ ‬بموقف المتفرج‮ ‬غير أن بعض المسئولين في‮ ‬أمريكا أصدروا مواقف متباينة تجعل من الصعوبة تحديد الموقف الامريكي‮ ‬الرسمي‮ ‬بصفة نهائية وهل ستتدخل في‮ ‬الانتخابات الرئاسية القادمة أم لا؟ السفيرة الأمريكية في‮ ‬مصر مارجريت سكوبي‮ ‬أعلنت قبل عدة ايام أن امريكا مصممة علي أن‮ ‬يظل القرار في‮ ‬الانتخابات الرئاسية قرارا مصريا وليس لها اية صلة بقضية الخلافة،‮ ‬لأن تلك القضية بالغة الحساسية‮.‬ وقالت‮: ‬إن هناك مرحلة انتقالية سوف تشهدها مصر وأن أمريكا تشعر أن هناك حالة استقرار وهي علي استعداد كما فعلت في‮ ‬السابق أن تقدم دعما فنياً‮ ‬لمراقبة الانتخابات إذا طلب منها ذلك‮.‬ غير أن أحدالساسة الامريكان والمقرب من البيت الأبيض كان قد أعلن أن جمال مبارك نفسه حصل علي دعم من الرئيس الامريكي‮ ‬الحالي‮ ‬باراك أوباما والرئيس الاسبق جورج بوش وأن امريكا تري في‮ ‬جمال مبارك الرئيس القادم الذي‮ ‬يحافظ علي مصالح امريكا في‮ ‬مصر والمنطقة العربية وأنه في‮ ‬حالة تنفيذ سيناريو التوريث سيلقي‮ ‬دعما منها‮.‬ وجاء هذا التصريح في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬قال فيه تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني‮: ‬إن المؤتمر العام للحزب الوطني‮ ‬الحاكم في‮ ‬مصر سوف‮ ‬يعمل خلال انعقاده نهاية العام الحالي‮ ‬علي تهيئة الرأي‮ ‬العام المصري‮ ‬لقبول فكرة توريث الحكم من خلال ما وصفه بتجهيز جمال مبارك لخلافة والده‮.‬ سألت الدكتور عمرو الشوبكي‮ - ‬المحلل السياسي‮ ‬بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية‮ - ‬هل تتدخل أمريكا في‮ ‬انتخابات الرئاسة المصرية القادمة؟ أجاب أعتقد أن أمريكا لن تتدخل بشكل مباشر فما‮ ‬يهمها في‮ ‬الأساس ليس اسماء المرشحين ولا شخصياتهم،‮ ‬ولكن تسعي لأن‮ ‬يكون الرئيس القادم متوائما معها ولا‮ ‬يغير من التحالفات السياسية والاستراتيجية معها،‮ ‬كما انها تهتم بأن‮ ‬يكون الرئيس القادم لمصر راديكاليا أو متطرفا‮.‬ وأضاف‮: ‬أن امريكا تسعي الي تجديد النظام المصري‮ ‬الحالي‮ ‬وليس الي تغييره عما‮ ‬يعتقد البعض،‮ ‬فهي‮ ‬تريد ايجاد بدائل اخري جديدة لديها لاستخدام ذلك في‮ ‬اللعب مع النظام الحالي‮.‬ وأكدأن امريكا‮ ‬غيرت قناعتها حول قدرة النظام المصري‮ ‬علي التكيف مع الضغوط الداخلية خاصة إذا كانت الضغوط نابعة من رغبة شعبية‮.‬ ورؤية المفكر الاسلامي‮ ‬أبو العلا ماضي‮ - ‬رئيس حزب الوسط تحت التأسيس‮ - ‬اتفقت مع الرؤية التي‮ ‬طرحها الدكتور مصطفي الفقي‮ - ‬رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب‮ - ‬حينما أكد أن أي‮ ‬رئيس مصري‮ ‬قادم‮ ‬يجب أن‮ ‬يحصل علي دعم من امريكا وموافقتها وحتي إن تراجع الفقي‮ ‬عن تلك التصريحات بعد ذلك إلا أن ذلك حقيقة مؤكدة لا تقبل الجدال‮.‬ وأضاف‮: ‬إن ما قاله الفقي‮ ‬فيه إهانة كبري للنظام للحالي‮ ‬فمن‮ ‬غير المنطقي‮ ‬ان‮ ‬يأتي‮ ‬رئيس مدعوم من امريكا ولا‮ ‬يوجد توافق واجماع شعبي‮ ‬عليه‮.‬ وأشار الي أن أي‮ ‬دولة كبري مثل امريكا تسعي للتدخل في‮ ‬اماكن كثيرة من العالم وذلك لحماية مصالحها ولكن‮ ‬يبقي السؤال الأهم وهو هل‮ ‬يقبل الشعب المصري‮ ‬ان تستمر سياسة التدخل الخارجي‮ ‬في‮ ‬شئونه‮.‬ وأضاف‮: ‬أنه في‮ ‬ظل ازدياد الديمقراطية المطلقة‮ ‬يصعب التدخل الخارجي‮ ‬وإذا كان النظام‮ ‬يمارس ديمقراطية حقيقية وجاء تشكيل شرعي‮ ‬فإن التدخل الخارجي‮ ‬يقل وأما في‮ ‬ظل حالة الديكتاتورية التي‮ ‬نعيشها فيسهل التدخل‮.‬ واتفق معه في‮ ‬الرأي‮ ‬السفير عبدالله الأشعل‮ - ‬مساعد وزير الخارجية الأسبق‮ - ‬وأضاف‮: ‬ان الحركة الوطنية المصرية تسعي الي ايجاد فرضية جديدة هي ان الحاكم لابد أن‮ ‬يأتي‮ ‬برغبة شعبية بدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يأتي‮ ‬بدعم خارجي،‮ ‬وذلك لأن الشعب هو المعيار وأن أي‮ ‬تدخل خارجي‮ ‬حتي لو كان من امريكا ليس له أي‮ ‬قيمة أو سلطان علي الشعب المصري‮ ‬وأن المعيار هو الصندوق الانتخابي‮ ‬وإن كان التزوير واردا فيه إلا أن رغبة الشعب سوف تتحدي أي‮ ‬تزوير‮.‬ وأكد أن امريكا تتابع الموقف الآن من زاويتين وهما كيف‮ ‬يمكن للبرادعي‮ ‬أن‮ ‬يترشح في‮ ‬الانتخابات القادمة في‮ ‬ظل العوائق الدستورية التي‮ ‬تقف امامه؟‮! ‬الزاوية الأخري كيف‮ ‬يمكن لأحزاب المعارضة ان تحقق نجاحاً‮ ‬في‮ ‬اصلاح الدستور وكيف‮ ‬يمكنها خوض الانتخابات الرئاسية إذا لم‮ ‬يتم تعديل الدستور؟‮!.‬ وأضاف‮: ‬ان التدخل الامريكي‮ ‬في‮ ‬ظل النظام الحالي‮ ‬يتوقف علي مدي المصلحة وكيف‮ ‬يمكن للحركة الوطنية أن تواجه هذا التدخل وما هي الأساليب التي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتبعوها لتحقيق هذا الهدف‮.‬ وقال‮ "‬الأشعل‮" ‬أن أحد أهم اسباب التدخل الامريكي‮ ‬في‮ ‬الانتخابات الرئاسية هو انسحاب الارادة المصرية في‮ ‬التغيير وضعف قدرة الشعب علي التعبير عن‮ ‬غضبه تجاه السياسات القمعية التي‮ ‬تمارس ضده وأهدرت حقوقه وكرامته‮.‬ واضاف‮: ‬أن امريكا تتدخل في‮ ‬الانتخابات لأن ما‮ ‬يهمها هو أن‮ ‬يأتي‮ ‬نظام‮ ‬يحافظ علي مصالحها،‮ ‬كما أن هناك عقيدة لدي كل الساسة المصريين وهي أن استمرار أي‮ ‬مسئول في‮ ‬منصبه‮ ‬يتوقف علي دعم أمريكا له‮.‬ وأشار الدكتور اسماعيل بيومي‮ - ‬خبير العلاقات الدولية‮ - ‬إلي أن أمريكا لن تتدخل في‮ ‬الانتخابات القادمة لرئيس الجمهورية لعدة أسباب أولها أن هناك حالة من الغضب الشعبي‮ ‬في‮ ‬مصر للمطالبة باصلاح الدستور وتغيير النظام الحالي‮ ‬وهو ما لا‮ ‬يروق لأمريكا التي‮ ‬لا تريد أن تتعامل مع البرادعي‮ ‬لأنه فشل من وجهة نظرهم في‮ ‬اختيار الدبلوماسية اثناء رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية،‮ ‬خاصة أيام حرب العراق الأخيرة‮.‬ وأضاف‮: ‬أن هناك ايضا حالة من الجفاء في‮ ‬العلاقات المصرية‮ - ‬الأمريكية في‮ ‬تلك الأيام،‮ ‬خاصة بعد خطاب الرئيس أوباما في‮ ‬جامعة القاهرة وبالتالي‮ ‬فإن أمريكا في‮ ‬خيارين لا‮ ‬يروقان لها البرادعي‮ ‬والحزب الوطني‮.‬ وأكدأن هناك مساعي‮ ‬مصرية منذ أشهر وقبل مرض الرئيس مبارك لفتح حوار مع أمريكا لتوضيح رؤيته خلال الانتخابات الرئاسية ولكن لا أحد‮ ‬يعلم مصير هذا الحوار سوي النظام نفسه‮.‬ وأشار الدكتور ضياء رشوان‮ - ‬المحلل السياسي‮ ‬ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية‮ - ‬إلي أن هناك تدخلا أمريكيا في‮ ‬الشئون المصرية ومنها الانتخابات الرئاسية القادمة فالحكومة المصرية تربطها بعض الاتفاقيات الاستراتيجية مع نظيرتها الأمريكية والاخيرة‮ ‬يهمها بالدرجة الأولي الحفاظ علي تلك الاتفاقيات كما هي دون أي‮ ‬تغيير‮.‬ وأضاف‮: ‬أن أمريكا تتدخل في‮ ‬شئون دول كثيرة للمطالبة بالاصلاح ولكن الاصلاح الحقيقي‮ ‬جاء من خلال الديمقراطية وبعض الدول تحولت الي النظام الديمقراطي‮ ‬لأنه حق أصيل لها وليس بتدخل امريكي‮ ‬وكذلك الحال بالنسبة لمصر وحقها الأصيل في‮ ‬الاصلاح‮ ‬يكون من الديمقراطية فقط‮.‬ وأكد ان التدخل الامريكي‮ ‬في‮ ‬الانتخابات قد‮ ‬يأخذ أشكالا عديدة ولكن الثابت أن العلاقات المصرية الامريكية قوية من أيام السادات وموضوع الديمقراطية لا‮ ‬يهم امريكا بالدرجة الاولي في‮ ‬مصر ولكنه ستار واجب اتخاذه‮.‬ وقال رشوان تعليقا علي الحرب الدبلوماسية بعد اعتقال اعضاء‮ ‬6‮ ‬أبريل ان من حق أي‮ ‬دولة التدخل وابداء ملاحظات معينة علي أي‮ ‬وضع‮ ‬غير مقبول ولكن امريكا في‮ ‬نقدها الأخير لحملة الاعتقالات لا تبحث عن الديمقراطية ولكنها تحاول الضغط فقط علي النظام المصري‮.‬ وأضاف رشوان‮: ‬مهما حدث تدخل امريكي‮ ‬لن تحدث الديمقراطية ولو أن الوضع الداخلي‮ ‬استمر كما هو عليه الآن لن‮ ‬يحدث إصلاح والتغيير الحقيقي‮ ‬في‮ ‬مصر‮ ‬يأتي‮ ‬من الداخل فقط وبأيدي ابناء الشعب المصري‮.‬ وقال حمدين صباحي‮ - ‬رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس‮ - ‬لا أعتقد ان تعبير التدخل الأمريكيا صحيح فمصر دولة كبيرة ومفتاح رئيسي‮ ‬للسياسات في‮ ‬الوطن العربي‮ ‬وهذا‮ ‬يجعل من رئيس مصر القادم محل اهتمام اقليمي‮ ‬ودولي‮ ‬ونفس الوضع لأمريكا فهي تتابع باهتمام ما سيحدث في‮ ‬الانتخابات الرئاسية القادمة لأن لها مصالح مع الرئيس المصري‮ ‬وتلك مسألة روتينية مع أمريكا تمارسها حتي مع الدول‮ ‬غير الصديقة‮.‬ وأضاف‮: ‬إن ما حدث في‮ ‬شوارع مصر‮ ‬يوم‮ ‬6‮ ‬أبريل عدوان حقيقي‮ ‬علي حق الشعب في‮ ‬التعبير عن رأيه بطريقة سلمية وكان من الطبيعي‮ ‬ان تنتقد امريكا ما حدث حتي تحافظ علي صورتها أمام دول العالم وتبدو كبلد‮ ‬يدافع عن الحريات وحقوق الانسان والخارجية لم ترد بموقف عنيف لأنه في‮ ‬النهاية بيان فقط‮.‬ واشار الي أن السلطة الحالية في‮ ‬مصر علاقتها بامريكا جيدة وهذا‮ ‬يجعلها تمارس كل ألوان الديكتاتورية دون أن تخشي أحداً‮.‬
جريدة الوفد - محمد شعبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق