الخميس، 6 مايو 2010

إفريقيا تحت السيطرة الأمريكية والإسرائيلية بعد‮ ‬غروب الدور المصري‮ !!‬


الخديو إسماعيل الذي اعتدنا بعد‮ »‬يوليو‮« ‬1952‮ ‬علي لعن أبويه وأجداده،‮ ‬وشطبنا اسمه من كتب التاريخ،‮ ‬ومحونا الميادين التي تحمل اسمه‮.. ‬نشر فرقاً‮ ‬من الجيش المصري في دول حوض نهر النيل التسع للحفاظ علي حقوق مصر التاريخية الموجودة منذ آلاف السنين في حياة النهر‮!!.‬ في سنة‮ ‬1929‭.‬‮. ‬وقعت السلطات الشرعية والحكومات القائمة في دول حوض النهر العشر علي اتفاقية تقسيم المياه،‮ ‬وتقضي بحصول دولتي المصب مصر علي‮ ‬55‭.‬5‮ ‬مليار متر مكعب من المياه،‮ ‬والسودان علي‮ ‬18مليار متر،‮ ‬كما تقضي الاتفاقية بحظر إقامة مشروعات سدود أو خزانات علي منابع النهر بدون موافقة مصر والسودان‮.‬ حمل ملك مصرالسابق لقب‮ »‬ملك مصر والسودان وكردفان ودارفور‮«!!.. ‬ووصل اهتمام مصر وحرص الحكومات المتتالية علي مياه النيل إلي درجة نشر مفتشي‮ ‬ري مصريين علي طول نهر النيل‮.. ‬ابتداءًً‮ ‬من دول المنبع،‮ ‬وخط سير المياه في دول الحوض،‮ ‬وفرعي النيلين الأبيض والأزرق في السودان،‮ ‬وحتي رشيد ودمياط،‮ ‬ويتولي مفتش وزارة الأشغال المصرية في دول الحوض العشر مراقبة سير المياه،‮ ‬وعدم وجود معوقات في طريق سير النهر‮!. ‬كما اعتادت الحكومات قبل‮ ‬1952‮ ‬علي تعيين مفتش ري عام مصري في السودان،‮ ‬والذي‮ ‬يعد من أقوي الشخصيات،‮ ‬ويفوق نفوذه المسئولين السوادنيين والمصريين الموجودين هناك،‮ ‬وآخرهم المرحوم المهندس أحمد عبده الشرباصي‮ ‬حتي‮ »‬يوليو‮« ‬1952،‮ ‬والذي أصبح وزيراً‮ ‬للأشغال بعد ذلك‮!. ‬كما حرصت جميع الأحزاب المصرية قبل‮ »‬يوليو‮« ‬1952،‮ ‬وفي مقدمتها الوفد خلال مفاوضاتها مع الاحتلال البريطاني علي بقاء السودان ضمن المملكة المصرية،‮ ‬ورفضت أحزاب مصر بدون استثناء جلاء القوات المحتلة والاستقلال مقابل انفصال السودان عن مصر،‮ ‬وقال وقتها الزعيم خالد الذكر مصطفي النحاس قولته الشهيرة‮: »‬تقطع‮ ‬يدي ولا تقطع السودان عن مصر‮«.‬ وظل السودان جزءاً‮ ‬من المملكة المصرية،‮ ‬وتولي سودانيون مناصب عليا في الجيش المصري‮. ‬ومنهم النجومي باشا قائد الفرقة الأولي في حرب فلسطين عام‮ ‬1948،‮ ‬وفؤاد باشا صدقي القائد الثاني للجيش المصري في حرب فلسطين‮. ‬كما أن اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر من أم سودانية،‮ ‬والرئيس الراحل أنور السادات من أم سودانية،‮ ‬والفريق عبدالرحمن أمين من أب سوداني‮. ‬ولم تفرض مصر تأشيرات دخول أراضيها علي دول حوض النهر،‮ ‬وفي مقدمتها السودان‮. ‬وتأسس في الخرطوم الحزب الاتحادي الذي‮ ‬يؤمن بالوحدة مع مصر،‮ ‬وتأسست أيضاً‮ ‬الطريقة الميرغانية في مواجهة الطريقة المهدية التي ترفض الوحدة مع مصر،‮ ‬والمدعومة من الاحتلال البريطاني‮.‬ كما حرصت حكومات ما قبل‮ ‬1952‮ ‬علي نشر المدارس المصرية في السودان وأوغندا والحبشة،‮ ‬وتأسست شركة الشرق الأوسط لاستصلاح واستزراع الأراضي في السودان برئاسة الدكتور عبدالرزاق صدقي الذي أصبح وزيراً‮ ‬للزراعة‮.‬ وبعد‮ »‬يوليو‮« ‬1952‭.‬‮. ‬انفصل السودان عن مصر،‮ ‬هذا‮ ‬يعد أول‮ »‬إسفين‮« ‬في وحدة وادي النيل‮!. ‬فقد نصت الاتفاقية الموقعة بين مصر والسودان علي إجراء استفتاء بين السودانيين للخياربين الاستقلال والحرية أو التبعية والعبودية لمصر‮!. ‬وطبعاً‮.. ‬اختار السودانيون الاستقلال،‮ ‬وحدث الانفصال عن مصر‮!‬،و لم‮ ‬يتوقف اهتمام حكومات ما بعد‮ »‬يوليو‮« ‬1952‮ ‬بدول حوض النيل بل امتد الاهتمام إلي إفريقيا،‮ ‬وفتحنا أبواب جامعات الأزهر وغيرها أمام طلاب إفريقيا للتعلم والإقامة علي نفقة مصر،‮ ‬وأنشأنا فرعاً‮ ‬لجامعة القاهرة بالخرطوم،‮ ‬اعتاد الإمبراطور‮ ‬هيلا سلاسي إمبراطور أثيوبيا السابق علي تقبيل‮ ‬يد بابا الإسكندرية،‮ ‬والذي تتبعه الكنيسة الأثيوبية‮. ‬وأسس الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مكتباً‮ ‬للشئون الإفريقية في رئاسة الجمهورية،‮ ‬وتولي رئاسته محمد فائق،‮ ‬كما تأسست شركة النصر للاستيراد والتصدير برئاس محمد‮ ‬غانم رجل المخابرات المصرية،‮ ‬ونجحت هذه الشركة المخابراتية في التغلغل داخل القارة الإفريقية،‮ ‬وافتتحت فروعاً‮ ‬لها في معظم العواصم الإفريقية‮.‬ ووقعت مصر والسودان في‮ ‬1959‮ ‬اتفاقية تؤكد حقوقهما التاريخية في مياه النيل،‮ ‬ورفضت دول الحوض الثماني التوقيع عليها،‮ ‬وأرسلنا البعثات التعليمية والدعاة إلي معظم دول القارة السمراء،‮ ‬وأنشأنا ما يسمي صندوق الإعانات للدول الافريقية بوزارة الخارجية،‮ ‬وإدارة ضخمة لأعالي النيل في شارع الجلاء،‮ ‬وظل وزير الاشغال أحد أهم الوزراء مثلما كان قبل‮ »‬يوليو‮« ‬1952،‮ ‬ويتم اختيار الوزير من أكفأ مهندسي الوزارة‮.‬ وهذه حقائق تاريخية لا جدال فيها‮.. ‬فقد استمر الاهتمام المصري بالقارة الافريقية بعد‮ »‬يوليو‮« ‬1952،‮ ‬وأقمنا ملاعب ومنشآت في مالي وغيرها من الميزانية المصرية،‮ ‬ومازالت تحمل اسم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر‮!!. ‬كما استمر هذا الاهتمام في عهد الرئيس الراحل أنور السادات،‮ ‬والذي انشأ وزارة لشئون السودان‮. ‬وبعد انتصار أكتوبر‮ ‬1973‭.‬‮. ‬وقف‮ »‬السادات‮« ‬يتحدث في مؤتمر صحفي عن أن حرب أكتوبر آخر الحروب‮. ‬وسأله صحفي‮ ‬غربي خبيث‮: »‬هذا معناه أن الجيش المصري لن يحارب مرة أخري‮«. ‬ورد الرئيس الراحل بسرعة‮: »‬سأحارب مرة أخري إذ تعرض حق مصر في مياه النيل للمساس‮«.‬ وفي العقود الأخيرة‮.. ‬انقرض الدور المصري في افريقيا تمامًا،‮ ‬وغروب الدور المصري في السودان‮!!.. ‬استغنينا عن فرع جامعة القاهرة في الخرطوم،‮ ‬وسلمناه للحكومة السودانية وقررنا تصفية فروع شركة النصر للتصدير والاستيراد في افريقيا والسودان،‮ ‬وأغلقوا مكتب الشئون الافريقية في رئاسة الجمهورية بالضبة والمفتاح بعد وفاة الرئيس عبدالناصر،‮ ‬وإختفي مفتشو الري المصريون من دول الحوض،‮ ‬وفرضنا القيود علي تأشيرات دخول ابناء دول الحوض إلي مصر،‮ ‬وتركنا‮ ‬غيرنا يلعب في افريقيا‮!!. ‬وأصبحت القارة الافريقية تحت سيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل‮!!‬ من المسئول؟‮!..‬
الوفد - سعيد عبد الخالق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق