الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

الخوف .. له حدود !!


الخوف والقلق من الاحاسيس الإيجابية فهما رد فعل طبيعي ولهما فائدة في الازمات والمواقف التي تواجه الانسان‏,‏ وهذه المشاعر تنبه الانسان وتساعده علي التكيف مع الواقع ومتطلباته وتدفعه للتصرف بصورة أفضل‏,‏ ولكن هل المبالغة في هذه المشاعر قد توصل الانسان الي حد المرض والهوس؟تجيب عن هذا التساؤل د‏.‏ فيفيان عبد اللطيف اخصائية الامراض النفسية فتقول‏:‏ من الطبيعي ان يشعر الانسان بالتوجس وعدم الارتياح عند مواجهة موقف جديد وهذه المشاعر تجعله يتصرف بشكل سليم‏..‏ لذلك فإن الشعور بالقلق والخوف الذي يلاحق العديد من اولياء الامور هذه الايام خوفا علي ابنائهم من الاصابة بانفلونزا الخنازير يعد شعورا طبيعيا‏,‏ نظرا لمواجهة العالم بأكمله هذه الايام لوباء جديد‏,‏ ومن ثم فإنه لابد من وجود قدر من القلق يدفع الافراد الي اتخاذ التدابير والاجراءات الوقائية اللازمة للوقاية من الاصابة‏,‏ وهذا القدر من القلق لابد منه‏,‏ وعدم وجوده يؤدي الي اللامبالاة وعدم تحمل المسئولية‏,‏ وبالتالي تفاقم المشكلة وصعوبة‏,‏ فالتعامل مع المشكلة يكون حسب حجمها بلا تهوين ولاتهويل‏,‏ ولكن حينما تزداد حدة القلق وتأخذ المخاوف من الاصابة بالمرض اشكالا اكثر حدة فهنا يعتبر القلق مرضا‏..‏ فقد يلجأ بعض الاشخاص الي اتخاذ تدابير متطرفة كأن يرفض ان يترك بيته مثلا خوفا من الاصابة‏,‏ او ان يمنع الآباء ابناءهم من الذهاب الي المدرسة او النادي وحرمانهم من ممارسة حياتهم الطبيعية‏,‏ فهنا يعتبر القلق مرضا لأنه يعطل الانسان عن ممارسة حياته الطبيعية‏.‏ ويحد من حركته بشكل كامل فيدمر علاقاته الاجتماعية مع الاصدقاء وافراد العائلة والزملاء في العمل‏,‏ ويقلل من انتاجيته في عمله وتصبح تجربة الحياة اليومية مرعبة بالنسبة له‏.‏وكيف نفرق بين القلق المرضي وأحاسيس القلق الطبيعي؟تجيب د‏.‏ فيفيان عبد اللطيف ان اعراض القلق المرضي تختلف اختلافا كبيرا عن احاسيس القلق الطبيعية المرتبطة بموقف معين‏.‏ فامراض القلق يختص الطب بعلاجها‏,‏ فهي لاتنشأ من الضغوط اليومية للحياة والتي تبدو عادية‏,‏ ولكنها تأتي كما لو كان هناك تهديد حقيقي لحياة الفرد‏,‏ ويستجيب الجسم لهذا الاحساس وتبدأ مجموعة كبيرة من الاعراض في الظهور علي المريض فتتلاحق ضربات القلب وتضيق انفاس المريض ويبعث الجهاز العصبي الي جميع اجزاء الجسم باشاراته‏..‏ وبدلا من ان تعمل هذه المشاعر علي دفع الشخص الي التحرك والعمل المفيد‏,‏ فانها تستنفد طاقته وتحد من قدراته‏.‏ وحتي لاتختلط علينا الامور فإن امراض القلب تتصف بمجموعة معينة من الاعراض‏,‏ كما هو الحال في جميع الامراض‏,‏ وتختلف شدة ومدة الاعراض باختلاف الافراد‏,‏ والقلق يصاحبه اعراض نفسية وجسمانية‏,‏ كذلك حدوث بعض الوساوس المرتبطة بالنظافة مثل التكرار الدائم لتصرفات تعتبر طقوسا اكثر منها تصرفات معقولة مثل تكرار غسل الايدي‏,‏ لذلك يجب علي الافراد الذين يعانون من اعراض القلق المرضي ان يزوروا الطبيب النفسي للقيام بفحص طبي شامل لتشخيص حالتهم في وقت مبكر‏.‏ وذلك عند حدوث نوبات متكررة وغير متوقعة من الخوف غير المبرر والذي يتزامن مع اعراض قد يلجأ المريض معها الي طبيب القلب او عمل العديد من الفحوصات والاشعات التي تنتهي دون جدوي ودون تشخيص واضح‏,‏ لأن المريض غالبا ما يشعر بألم في الصدر وخفقان في القلب وزيادة النبض غيرها من الاعراض‏.‏ وتطمئن د‏.‏ فيفيان من قد تصيبهم هذه الاعراض ان معظم الحالات تستجيب بشكل جيد للعلاج بالادوية او العلاج السلوكي الذي يعمل علي تغيير ردود الفعل عبر وسائل الاسترخاء مثل التنفس من الحجاب الحاجز‏,‏ والتعرض المتدرج لما يخيف المرء حتي يتصرفوا بشكل مختلف في المواقف التي تسبب امراض القلق‏.‏


الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق