عندما يتأمل المرء أحوال الشباب في هذه الأيام خاصة في المرحلة الجامعية يلاحظ ان معظم هؤلاء تربطهم علاقات مجازا تسمي بالعاطفية مع الفتيات من نفس المرحلة العمرية وربما الصفية لهم. وفي المعتاد تبدأ تلك العلاقات بنظرات متبادلة بين الشاب والفتاة وتكون الحجة في ذلك هي الدراسة المشتركة أو أحيانا قد يلجأ الشاب أو الفتاة إلي افتعال بعض المواقف لكي يتمكن كلاهما من بدء حوار مع الآخر وفي هذا يمكن التأكيد ان الرفض والصدود من الطرف الآخر لم يعد واردا علي الاطلاق فهي تنتظر هذا الموقف وإن تمنعت في البداية وذلك لدوافع شتي منها خشية تقاليد المجتمع والذي أرسي مباديء في هذا الشأن منها أن تكون الفتاة دوما هي المطلوبة وليس العكس. ومع تنامي العلاقة بين الطرفين يسعي الشاب إلي ارضاء الفتاة بكافة الصور ومنها تظاهره بالخوف عليها والغيرة من أي شاب آخر رغم ان الجميع لهم نفس الهدف إلي جانب محاولات إظهار الشاب انه قادر علي تلبية مطالب تلك الفتاة المادية حتي انه في بعض الأحيان يرهق عائلته في طلب مبالغ كبيرة تحت ادعاءات مختلفة وتكون جميعها تحت بند التعليم. وينتقل الشاب بعد ذلك إلي مرحلة أخري وهي اشعار الفتاة بأنه زوجها القادم وعريس المستقبل وان الله شاهد علي حبه وهو كاذب بالطبع وفي ذلك الحين قد تشعر الفتاة ببعض الطمأنينة أو قد تحاول هي اقناع نفسها بذلك لتستغرق في أحلام طالما شاهدتها في افلام السينما والتي جعلت من الجامعة وكرا للحب حتي يبدأ الشاب أولي خطواته التنفيذية في مشروعه السري والذي يبدأ بالخروج إلي أماكن أخري غير الجامعة وذلك بدعوي الاحتفال بمناسبات معينة مثل أعياد الميلاد وغيرها وبالطبع لسنا في حاجة لنعرف كيف تكون حالة الشاب والفتاة في هذه الجولات والتي اسهم فيها وجود العديد من الأماكن والتي تسهل المهمة في هذا الشأن منها دور السينما والحدائق العامة ونحن نتحدث هنا عن الشباب الذين لا يملكون شقق خاصة بهم وتستمر تلك العلاقة في التصاعد حتي يبدأ الشباب في حصاد ما دفعه خلال فترة الخطة. وبعدها يكون هناك خياران أولهما وهو الأكثر انتشارا أن تستمر تلك العلاقة بنفس الكيفية مع مطالبة الفتاة بين الحين والآخر بأن يتقدم الشاب لخطبتها وذلك حفظا لماء وجهها وذلك تحت دعوي ان هناك من يريد أن يتقدم لخطبتها وبالطبع فالإجابة معروفة مسبقا لدي الشاب حيث تعلمها من كثرة الخبرات في هذا المجال أما الخيار الآخر والأقل انتشارا أن تستفيق الفتاة من غفلتها وتشعر بعدم الأمان وانه ربما تم اقتيادها لطريق ليس له نهاية
الجمهورية - محمد صادق إسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق