الأحد، 2 مايو 2010

"محمد كريم شحاته" أصغر حاصل على ICDL يلعب الجودو


محمد كريم شحاته" طفل صغير في السادسة من العمر، وجهه ينطق بالشقاوة وعينيه تلمع بالذكاء، قام بما عجز عنه كثير من البالغين، فقد استطاع الحصول على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر المعروفة باسم ICDL في فترة زمنية لا تتعدى 40 يوما.
عائلة محمد قالت إنه يهوى القراءة بالعربية والإنجليزية ويذاكر وعضو بفريق الجودو، كما أكد مدربه نبوغه ووصف حالته بالمعجزة في الكيفية، وأشار مدير مدرسته إلى تعميم التجربة على التلاميذ بالصيف.

العائلة وراء نجاحه
والد محمد الرائد كريم شحاتة أعرب عن سعادته وفخره بولده الذي استطاع أن يحقق هذا الإنجاز. وأكد أنه تشكك في بداية الأمر من قدرته على المضي في الاختبارات كما تخوف من أن تؤثر عليه الضغوط فتخطف منه طفولته وتحوله إلى شخص انطوائي.
وأكد أن الفضل في نجاح محمد يعود إلى والدته التي أصرت على دخوله التجربة إيمانا منها بقدراته. وأضاف "لقد أثبتت أنها على صواب واستطاع محمد النجاح وفي نفس الوقت لم يضيع منه إحساسه بطفولته."
والدة محمد جيهان على عمر الصحفية بجريدة العالم اليوم قالت إنها فكرت في تعليم ابنها الكمبيوتر بعد نجاح أحد أقاربها - وهو محمد أكرم في الشرقية - في اجتياز الاختبار في سن السابعة ليصبح أصغر مصري يحصل على هذه الشهادة.
فتوجهت جيهان ومعها محمد وأختيه التوأم بصحبة والدتها إلي بلدتهم في محافظة الشرقية ليدرس مع المدرب نادر بعد نجاحه مع قريبهم الصغير.وقالت الأم "انتقلت مع والدتي وأختي محمد التوأم لنقيم بمنزل العائلة بالشرقية، واجتاز محمد الاختبار الأول وكان الـWINDOWS، وحاولت بعدها البحث عن مكان في القاهرة لننقل الامتحانات فيه لكن كان أقرب ميعاد للاختبار بعد أسبوعين بما يخل بالتوقيت الذي نود تحقيقه."وأضافت أن ما أثقل على محمد أنه كان يذاكر مناهجه الدراسية ويأتي يوميا للقاهرة ليؤدي امتحانات الشهر بالمدرسة، وفي الوقت نفسه يدرس لاختبارات الـICDL. وأشارت إلى أنها كأم تعرف إمكانات ابنها ولكنها مع ذلك لم تكن تتوقع أن ينجح في فترة قصيرة.وأكدت أنها تنوي أن تستكمل المشوار مع محمد ليستكمل دورات تعليم برامج الكمبيوتر وينتقل بعد ذلك إلى تعلم لغة البرمجة، وتأمل أن يصبح أصغر مبرمج في العالم.
وقالت إن محمد حاليا يقوم بمساعدة بعض من أطفال العائلة وتدريبهم على اجتياز اختبارات ICDL.
وأضافت جيهان أن محمد يعشق القراءة ويجيدها باللغتين العربية والإنجليزية، ففي وقت فراغه يحرص على قراءة القصص، كما أنه عضو في فريق الجودو في النادي.
وقالت "لولا والدتي ما حصل محمد على الشهادة."
أما جدة محمد فقالت إنه "بعد أن دخل اختبار الـWORD أول مرة لم يحقق الدرجات المطلوبة للنجاح فأصيب - ونحن معه – بالإحباط، وقررت والدته ومعها المدرب التراجع والانتظار فترة."
وأضافت الجدة "رفضت التراجع، وأخذت على عاتقي مهمة حث محمد على الاستمرار، وتوليت مسئوليته حتى مر من باقي الاختبارات بنجاح كبير."

مدربه: المعجزة في الكيفية
من جهته، قال نادر أحمد إبراهيم مدرب الكمبيوتر الذي تولى تدريب محمد إن المعجزة في حالة محمد ليس مجرد حصوله على الـICDL، لكنها تكمن في الكيفية، موضحا أن الشهادة تنقسم إلى 7 مواد ولكل مادة امتحان خاص بها، ومحمد نجح في أن يلم بالمادة في خلال يومين فقط، بل ونجح أيضا في امتحان مادتين من أصعب المواد في يوم واحد.
وأشار نادر إلى أن تدريب البالغين أصعب بالنسبة له لأنهم "يسألوا كثيرا بينما الأطفال يأخذون المعلومة ويعوها بدون مناقشة."
وأضاف أن تدريب الأطفال على الكمبيوتر يتطلب أناسا تفهمهم وتعرف كيفية توصيل المعلومة.
نادر حصل على ليسانس اللغة العربية ثم حصل على 15 شهادة في برمجة الكمبيوتر وتحول إلى تدريس الحاسب الآلي ليتخرج على يديه 250 معلم في محافظة الشرقية، بالإضافة إلى 7 تلاميذ في المرحلة الابتدائية في مدرسة الإبراهيمية التجريبية للغات حيث يعمل.
المدرب ناشد وزارة التعليم ووزارة الاتصالات بتبني العقول الصغيرة مثل محمد كريم، ومن قبله محمد أكرم الذي حصل العام الماضي على شهادة ICDL وكرمته منظمة اليونسكو لأنه الوحيد في العالم الذي حصل على شهادة ICDL باللغتين العربية والإنجليزية.
ونصح نادر إبراهيم بالاتجاه إلى الحصول على الشهادة باللغة العربية للذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية.
من جهة أخرى، قال نبيل محمد ذكي مدير مدرسة الوادي للغات إن نجاح محمد في الحصول على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر شجعت المدرسة على تعميم التجربة على التلاميذ، حيث من المنتظر أن تقوم المدرسة في الصيف بالاتفاق مع بعض المراكز المتخصصة في تدريب التلاميذ الراغبين في الحصول على الشهادة.

اخبار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق