دعونا نتفق علي أن الأفلام السينمائية التي دعمتها وزارة الثقافة وكانت "باكورة" عودتها من جديد لانقاذ السينما من أزمتها.. دعونا نتفق علي أن هذه الافلام احدثت حالة حراك في الحياة السينمائية المصرية ولكنها ليست بالقدر الكافي والمطلوب. فأفلام مثل "المسافر وعصافير النيل ورسائل بحر" وأخيرًا "تلك الأيام" وأيا كان الرأي في فيلم "المسافر" الذي لعب بطولته النجم عمر الشريف والنجم الشاب خالد النبوي واخرجه ابن وزارة الثقافة احمد ماهر الذي تخرج في اكاديمية روما بمنحة منها فإن هذا الفيلم قد تعرض لظلم شديد خاصة من قبل النجم عمر الشريف الذي- ودعونا نقولها بصراحة- ضايقه ان يكون حجم دوره أقل من دور خالد النبوي واتهامه للسيناريو بأنه لم يكن جيدا ولهذا فإن هذا الفيلم لم ينل جوائز من أي مهرجان عرض فيه بل ان عمر الشريف نفسه حرص علي التهرب من أي احتفال يعرض فيه هذا الفيلم حيث كان يجب ان يكون مشاركًا في الدعاية والترويج له ولدور وزارة الثقافة في دعمه بل ان وزارة الثقافة نفسها قد تعمدت رفعه من المشاركة في مسابقة المهرجان القومي للسينما بحجة ان مشاركته قد تؤثر علي حياديه قرار لجنة التحكيم. الفيلم الثاني الذي يحسب له إحداث حالة الحراك "عصافير النيل" المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير إبراهيم اصلان وقد أنقذ هذا الفيلم مهرجان القاهرة السينمائي في دورته السابقة بفوز نجمه فتحي عبدالوهاب بجائزة التمثيل وحصاد مخرجه الكبير مجدي أحمد علي أكثر من جائزة كما ان مادة الفيلم نفسه مختلفة وتناقش قضية غير تقليدية من تلك التي درجت عليها موجات الأفلام الشبابية أو غيرها التي تطرح مجرد مشاهد سطحية دون فكر.
والفيلم الثالث "رسائل بحر" الذي اخرجه داوود عبدالسيد بعبقرية ولعب بطولته آسر ياسين وبسمة ويبدو داوود في هذا الفيلم يقدم لغة شعرية مختلفة تعكس دافع مجتمع بأكمله من قضايا ومشاكل وقد صاغها في صورة رسائل سينمائية راقية اثني عليها كل السينمائيين بلا استثناء وما يؤكد تفردها هو أن داوود عبدالسيد نفسه قد أمضي اكثر من سبع سنوات متفرغا لهذا الفيلم الذي كتبه بنفسه. الفيلم الرابع "تلك الأيام" الذي قدم في عرض خاص منذ أيام هو حدوتة مختلفة تماما تبدو فيها رائحة وقلم مؤلفه الكاتب الكبير الراحل فتحي غانم الذي شاهدنا له منذ أكثر من 25 عامًا مسلسل "زينب والعرش" يقدم فيه خبايا واسرار السياسة وتعليقات الأفراد لتبوء مناصب عليا. في هذا الفيلم تبدو شخصية عبده مشتاق للوزارة متجسدة في شخصية المفكر الكبير سالم عبيد الذي عاش طفولة قاسية وفترة شباب كلها اضطهاد واستقر في داخله ان خدماته التي يقدمها للحزب يمكن ان تكون مدخلا لتوليه منصب الوزير بل ان علاقته مع السفارة الأمريكية يمكن ان تحقق له هذا الهدف. ولذلك فقد استفر في اعتقاده ان كل السبل تحقق له هذا الهدف ومن ذلك امتلاكه تلك الفتاة الصغيرة التي استهوتها اضواء الشهرة والسلطة والمال وتصورت أن شخصية سالم عبيد يمكن ان تحقق طموحاتها ولكنها عندما تقترب من شخصيته تكتشف ضعفه في مقابل شخصية علي ضابط البوليس الذي انقذها ذات يوم من هجوم ارهابي وتتعلق به ولكنه يدين تفكيرها عندما قررت منذ البداية الارتباط بشخصية المفكر
الجمهورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق