الاثنين، 3 مايو 2010

قاطع شحن تجربة سينمائية أجهضها المخرج


فيلم قاطع شحن يطلق عليه أنه تجربة شبابية بالرغم من أننا شاهدنا فيلما مليئا بالشخصيات التي تتسم بالشباب لكن أداءها جاء ضعيفا يوحي بالكهولة والشيخوخة‏
وبما أن المخرج هو رب العمل وأن مرحلة اختيار الممثلين هي المرحلة الأولي والأساسية في الإخراج فنحن لا نأخذ علي هؤلاء الممثلين ضعف امكانياتهم ولا نقص تدريبهم ولا قلة موهبتهم‏..‏ ولا نلوم عليهم أيضا هذا التخبط في الأداء أمام بعض المشاهد التي كانت تحتاج إلي التوجيه‏,‏ إنما نرجع كل هذا إلي المخرج الذي حاولنا أن نلتمس له أي عذر لكننا لم نجد‏,‏ فهو المسئول الأول والأخير عن فيلمه‏,‏ ليس فقط ممثليه بل أيضا عن بقية عناصر الفيلم وبالطبع عن الأخطاء الإخراجية الظاهرة التي يمكن للمشاهد العادي في قاعة السينما أن يكتشفها بسهولة‏..‏ فهناك أخطاء في تتابع الملابس وأخطاء في زوايا ونظرات الممثلين لبعضهم‏..‏ وأخطاء في ترتيب بعض المشاهد‏..‏ إلي جانب التساهل الشديد في تنفيذ بعض المشاهد‏,‏ فمثلا نشاهد بطلة الفيلم شذيوعمر شريف يركبان السيارة ثم نشاهد اللقطة التالية وعمر داخل السيارة بدون وجود شذي‏..‏ وغير ذلك‏..‏ إن كل هذه الأخطاء جاءت نتيجة ضعف شديد في الإمكانيات الفنية للمخرج وأنعدام الحس الفني لديه وافتقاده لفن إدارة الممثل‏..‏ فلم تكن لديه رؤية فنية شاملة للفيلم تضع موضوع السيناريو في اطار عام يضيف إليه وتجمله لكنه تعامل مع السيناريو بشكل تجاري وكأنه يريد أن يكون له تجربة إخراجية أخري بالرغم من أن الفكرة كانت تبدو جيدة وبالتالي السيناريو وذلك لاختلاف موضوعه‏.‏الشيء الوحيد الذي يجب أن يعرفه مخرج الفيلم سيد عيسوي أن تكرار تجربتة الاخراجية بعد فيلمه الأول كان يحتاج إلي بعض الاستعداد والدراسة فالإخراج ليس فقط تصوير المشاهد المكتوبة ولكن الاخراج هو رؤية فنية وعلم وإضافة يجب أن تظهر في كل عناصر الفيلم‏..‏ فكان أفضل لك أن تعد نفسك أولا خصوصا أن فيلمك الأول بحبك وبموت فيك لم يلاقي النجاح‏.‏تدور أحداث فيلم قاطع شحن حول فايز عمر يوسف الذي يجيد فن النحت وصديقه كريم والذي يحلم بالسفر إلي أوروبا ويرتبط بهند ياسمين الجيلاني التي تعمل مع شذي رشا في محل كوافير‏..‏ وتجمعهم الصدفة برجل الأعمال إحسان بك لطفي لبيب الذي يمد لهم يد المساعدة‏..‏ وحين يكتشف موهبة فايز في النحت يحاول استغلاله في تقليد بعض الآثار لتهريبها بالخارج‏..‏ ويتردد فايز في ذلك ولكنه يوافق تحت ضغط من شذي التي يحبها من طرف واحد‏..‏ وتتصاعد الأحداث ويقتل إحسان بك ويهربون خوفا من إتهامهم بالقتل‏..‏ وتبدأ الشرطة في البحث عنهم‏.‏جاء أداء عمر حسن يوسف في الفيلم باهتا‏..‏ بالرغم من أن فيلمه الأول شارع‏18‏ كان مبشرا ونجح شادي شامل فقط في تغيير شكله للخروج من شرنقة عبدالحليم حافظ والتي ظل حبيسا فيها لسنوات‏..‏ أما المطربة شذي فكانت في احتياج لجهد إخراجي لتظهر بالشكل اللائق لتجربتها السينمائية الأولي‏..‏ أما إيمان سيد وياسين الجيلاني فقد قاما بأداء عادي لم يلفتا النظر إليهما‏..‏ وكان وجود محمود الجندي ولطفي لبيب لتكملة افيش الفيلم فقط‏..‏ ونأتي للسيناريو الذي كتبه أسامة رءوف‏,‏ وهو في الأصل يعمل مخرجا‏,‏ وقد شاهدنا له بعض الأفلام الديجيتال والقصيرة‏,‏ لا اعرف لماذا لم يخرجه هو بنفسه؟‏!.‏وقرأت في تترات الفيلم أن الموسيقي التصويرية للموسيقار محمد ضياء‏..‏ وحينما شاهدت الفيلم لم أجد موسيقي في الفيلم أصلا فهو شريط صوت يحتوي علي بعض المؤثرات الصوتية والتي يمكن أن تجدها في أي جهاز كمبيوتر‏.‏والمونتاج كان غريبا حيث قطعات بطيئة في مشاهد طويلة مما يزيد الملل وقطعات سريعة في مشاهد متلاحقة مما يزيد الايقاع ويفقده تأثيره لدرجة أنك لا تفهم ماذا يحدث‏..‏ أعتقد أن المونتير ياسر النجار تأثر كثيرا بمونتاج الأغاني والكليبات‏,‏ لكنها للأسف لا تناسب الدراما السينمائية‏.‏لكن بالرغم من كل ذلك فالفيلم يدخل اليوم أسبوعه السادس في دور العرض مما يثير اندهاشي‏.‏

الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق