الاثنين، 3 مايو 2010

حافة الظلام يكشف كواليس السياسة الأمريكية


تري هل القناص أخطا هدفه وقتل الأبنة بدلا من أبيها محقق الشرطة؟ أم الابنة الهدف المراد تصفيته؟ سؤالان دارت حولهما أحداث فيلم حافلة الظلام
والفيلم بطولة ميل جبسون بعد طول غياب عن شاشة السينما‏ جاء جبسون في فيلمه الجديد مؤديا دور محقق الشرطة الباحث عن سبب مقتل ابنته بدلا منه لخطأ قناص ضل هدفه ـ هكذا ـ أعتقد‏..‏ إلي أن تتكشف الأمور ويدرك أن ابنته هي المطلوب اغتيالها وليس هو‏;‏ من خلال أحداث يكشف بها المخرج مارتن كامبل السياسة الأمريكية في الوقت الراهن التي تنادي بوقف التسليح النووي في العالم في حين أنها تصنع لحساب جهات أجنبية بمعاونة سيناتور في الحكومة‏,‏ ورجال الأمن القومي الأمريكي‏..‏ وتتعمق الأحداث لتكشف كيف تعيش الولايات المتحدة الأمريكية مرض تمزق السلطة بسبب تعامل الجهات الأمنية بعضها لبعض بندية من خلال علاقة رئيس المؤسسة برجال الأمن القومي‏,‏ وعلاقتهم بسيناتور الولاية‏,‏ ومحاولات الأب المحقق كشف الأمور وسط مطاردة هؤلاء له ورغبتهم في أغتياله حتي لا يكشف سرهم‏..‏ ويصور الفيلم كيف يعيش الجهاز الواحد حالة التمزق من خلال استغلال الجهات السيادية الأعلي للشرطي زميل الأب في الوصول إليه وتصفيته في مشهد يوضح سهولة خيانة الصديق لمجرد تجنب بطش هذه الجهات‏.‏الفيلم أحداثه في إطار بوليسي مستخدما تيمة فنية طالما شاهدناها في أفلاما كثيرة قامت علي الصراع بين المؤسسات البحثية ومحاولات كشف الشرطة لمشاريعها غير السلمية‏,‏ لكن في هذا الفيلم نري بداية حلول ليل الولايات المتحدة وغياب شمسها بسبب سياسة الجزر المنعزلة ولعل اسم الفيلم جاء مؤكدا لهذه الرؤية‏..‏ وجاءت عودة جبسون إلي السينما في هذا الفيلم باهتة مبتعدا عن ادئه المميز والقوي في أدواره السابقة المشهورة بالأكشن‏;‏ ولعل تصريحه في أحد المحافل الفنية بأن عنصر الأكشن ضعيف في الفيلم يرجع إلي رغبته في أداء الدور دون الاستعانة بدوبلير للقيام بالحركات الصعبة التي لم يعد قادرا علي أدائها بسبب السن والتي جعلت الفيلم متسما بالإيقاع الغير المنتظم إلي حد ما علي مستوي المونتاج والإخراج‏;‏ لكن ذكاء جبسون وإدراكه لهذا الخلل جعله يصرح بما ذكره سالفا حتي لا تؤخذ عليه خاصة انه يحاول أن يجد قالبا جديدا يتفق ومرحلته السنية‏..‏ لكن لا يمكن إسقاط أدائه المتباين في التعامل مع تفاصيل الدور خاصة لحظات اغتيال ابنته وهي بجواره‏,‏ ومرحلة بحثه عن الحقيقة‏,‏ وتذكره لابنته اثناء ممارسة حياته وكأنها أمامه تحدثه‏,‏ وقد تمكن المخرج من نقل المشاعر الإنسانية لهذه العلاقة بشكل حساس وإنساني للغاية مما أضفي حالة من التعاطف مع الأب وبعض الشخصيات‏,‏ وحالة من نفور البعض الآخر ودعم هذه الحالة الممثلون‏.‏ويعتبر جبسون في هذا الفيلم علي بداية أعتاب نوعية جديدة من الأفلام‏,‏ ومرحلة فنية مختلفة تماما عما عهده الجمهور من قبل‏;‏ لينضم بذلك إلي قائمة ألباتشينو ودي نيرو الذين بدأوا هذه المرحلة في العامين الماضيين باحثين عن أدوار تميزهم وتتفق والمرحلة العمرية الجديدة‏.‏
الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق