وعاد من فينسيا مهزوماً
بات فيلم »المسافر« سراً غامضاً ولغزاً يصعب استيعابه وفك شفراته فعلي الرغم من تحديد موعد لعرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الدورة الأخيرة تم رفع الفيلم في آخر لحظة، وتعلل المسئولون في هذا الوقت أن سبب رفع الفيلم هو المباراة المهمة بين منتخب مصر ومنتخب الجزائر، حيث تزامنت إقامة المباراة مع موعد عرض الفيلم، وكان من الممكن تحديد موعد آخر لتفادي الأزمة، ولكن وبكل أسف اختفي فيلم »المسافر« وكأنه »فص ملح وداب«. ومنذ أيام قليلة أعلن الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة، قرار سحب فيلم »المسافر« من المشاركة في المهرجان القومي للسينما في الدورة رقم 16، وبرر الوزير قرار الانسحاب بأنه جاء لأن الفيلم من إنتاج وزارة الثقافة ومن المؤكد أنه سوف يفوز بجوائز عديدة وتجنباً للحرج وخوفاً من أن يقال إن فيلم وزارة الثقافة يزاحم الأعمال المشاركة في المهرجان الذي تنظمه الوزارة تم اتخاذ قرار بالانسحاب. إلي هنا انتهي كلام الوزير الفنان ولكن هناك أسئلة كثيرة لم نعرف إجاباتها حتي الآن ومنها مثلاً لماذا تم سحب الفيلم من مهرجان القاهرة الدولي ولماذا تكرر الأمر في المهرجان القومي رقم 16؟ وإذا كانت وزارة الثقافة فعلت ذلك بقصد الإعفاء من الحرج فلماذا لم يتم سحب فيلم »عصافير النيل« بطولة: فتحي عبدالوهاب وغادة عبدالرازق. لا أحد ينكر أن الوزير فاروق حسني رجل يقظ الضمير ويحمل نيات طيبة تجاه المشاريع الثقافية المهمة ولا أحد ينكر أيضاً أنه مهموم بالسينما ويعتبرها رافداً من روافد الإبداع، ولذا قرر أن يدعمها وأن يدعم سيناريوهات جديدة لإفراز مواهب إبداعية فنية علي مستوي عال، ولكن تجربة »المسافر« بالتحديد تكشف أن هناك من يحاول تعطيل حلم الوزير ربما عن قصد وربما عن جهل كبير، فقد صاحبت فيلم »المسافر« الذي يشارك في بطولته عمر الشريف وسيرين عبدالنور ضجة كبيرة وزادت الضجة عندما تقرر مشاركة الفيلم في مهرجان فينسيا، وبكل أسف وأسي عاد الفيلم من فينسيا مهزوماً ولم يحقق أي نجاح، والمدهش والمؤسف أيضاً هو تبرؤ النجم العالمي عمر الشريف من الفيلم وأكبر دليل علي ذلك الخطاب الذي أرسله عمر الشريف إلي مهرجان أبوظبي الأخير والذي أفصح خلاله عن خلافه مع المخرج أحمد ماهر، حيث طلب النجم العالمي تعديلات كثيرة، ولكن المخرج الذي يظن نفسه محتكراً لجينات العبقرية تجاهل نصائح عمر الشريف وكانت النتيجة الطبيعية خروج الفيلم من كل المهرجانات التي شارك فيها بنتيجة تعادل صفر المونديال الشهير!!. وإذا كانت الوزارة قد أعلنت انسحاب »المسافر« منعاً للحرج لأنه من إنتاجها فهناك ما ير »أن المخرج هو الذي يتلاعب بالحكاية وأنه الوحيد الذي يحتفظ بنسخة الفيلم ويرفض العرض في المهرجانات المصرية أملاً في الفوز بجائزة طائشة من أحد المهرجانات المهمة في الخارج. مرة ثانية نؤكد أن الفنان فاروق حسني يحمل نيات طيبة تجاه السينما ولكن لابد من توفر آليات وضوابط لمنع مخرج مثل أحمد ماهر من التلاعب بأحلام وزارة حلمها إعادة الحياة للسينما من جديد.
الوفد
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق