الاثنين، 3 مايو 2010

"شيخ العرب" يحيى الفخراني : شروطى واضحة .. الميزانية مفتوحة


والعرض على القنوات الأرضية للتليفزيون المصرى
داخل باخرة نيلية ترسو أمام مركز أبوتشت محافظة قنا، تجاوز حاجز السرية المفروض على مسلسل «شيخ العرب همام»، وحاورت يحيى الفخرانى، بطل المسلسل، فى كل ما أثير عن المسلسل قبل وأثناء تصويره، وتطرق الحوار إلى مستقبل الدراما التليفزيونية وحال السينما ومشاريعه فى المسرح، ومدى تأييده أو رفضه لترشيح البرادعى فى انتخابات الرئاسة.
■ ما سبب السرية التى يفرضها صناع المسلسل على أحداثه؟
- بشكل عام، أرفض الحديث عن المسلسل قبل عرضه، وأى مسلسل من الصعب حرق أحداثه، حتىلا يفقد إثارته ويتابعه الجمهور، ومسلسل «شيخ العرب همام» ملىء بالمفاجآت والإثارة، والكشف عنها فى الوقت الحالى ربما يؤثر على قيمته ويفقده متعة المتابعة.
■ لكن شخصية شيخ العرب همام واقعية وموجودة فى كتب «الجبرتى» ووقائعها معروفة؟
- بالفعل، لكن عبدالرحيم كمال، مؤلف المسلسل، استوحى القصة وأخذ الجانب الدرامى فى هذه الشخصية، وأعاد صياغتها مرة أخرى، بمعنى أننا لا نقدم «همام» بشكل تاريخى ١٠٠%، لذلك لا نستطيع أن نصف المسلسل بأنه عمل تاريخى، فنحن نقترب ونبتعد من شخصية همام من خلال الديكورات والملابس والإكسسوارات، كما أننا غير ملتزمين بشكل وصفات شيخ العرب همام، ورغم أن أحداثه تدور فى محافظة قنا، وبنفس الملابس واللهجة الصعيدية فإننى لا أعتبره أيضاً عملاً صعيدياً، فهو بعيد تماماً عن مشاكل الصعيد المشهورة، فالمسلسل تدور أحداثه بين الواقع والخيال، وتصلح أن تحدث فى أى مكان فى مصر.
■ ولهذا السبب وافقت على تقديم «شيخ العرب همام»؟
- وافقت على «همام»، لأن شخصيته مبهرة، فهو مثل رئيس دولة كان يمتلك أراضى تمتد من محافظة المنيا إلى أسوان، فالعمل ملىء بالدراما والإثارة التى تجذب المشاهد، ومن حسن الحظ أن أحداث هذا المسلسل تدور قبل تولى محمد على حكم مصر، وهى فترة مهمة فى تاريخ مصر، وكان يهمنى أن أبدأ بها ثم أقدم مسلسل «محمد على»، الذى سأبدأ تصويره بعد انتهاء رمضان المقبل.
لماذا اخترتم مدينة «أبوتشت» فى محافظة قنا موقعاً للتصوير رغم أن أحداث المسلسل تدور فى مدينة «فرشوط»؟
- قبل بدء التصوير، تجولت مع المخرج والمؤلف والمنتج فى مدن محافظة قنا، ومنها «فرشوط»، ووجدنا فى نهاية الجولة أن منازل تلك المدينة ومساجدها لا تتناسب أبداً مع الفترة الزمنية، التى كان يعيش فيها «همام»، فقد زحف إليها العمران من كل جانب، فتم إنشاء ديكورات فى استديو الجابرى، أما المشاهد الخارجية فوجدنا أن تصويرها فى مدينة «أبوتشت» وسط الزراعات هو الأنسب، خاصة أننا نصور فى مكان بعيد تماماً عن العمران، وأنا سعيد جداً باستقبال أهالى قنا لأسرة المسلسل، فهم يمتازون بالطيبة والكرم.
■ ما فائدة تقديم سيرة «همام» فى الوقت الحالى، ولماذا لم تقدم هذا العام مسلسلاً يتناول قضية سياسية مهمة تشغل المجتمع المصرى؟
- أى عمل درامى يقدم سياسة سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، وشخصية «همام» بها إسقاطات عديدة على الواقع، الذى نعيشه مثل أى عمل تاريخى، فإذا خلا المسلسل من الإسقاطات لن يثير المشاهد، وسيبتعد عنه منذ الحلقات الأولى، ومن الطبيعى أن يكون العمل له علاقة بالواقع، ولا تسألنى عن الإسقاطات فى هذا المسلسل، لأننا سنتركها للمشاهد يكتشفها بنفسه.
■ معروف أنك لا تتعاقد على بطولة مسلسل إلا بعد الانتهاء من كتابته بالكامل، لماذا وافقت على هذا المسلسل رغم أن مؤلفه كتب ١٤ حلقة فقط؟
- هناك لبس فى الموضوع، فعبدالرحيم كمال كتب بالفعل ١٤ حلقة على الورق وقت التعاقد، لكنها فى التنفيذ تعادل ٢٩ حلقة، لأن الحلقة الواحدة على الورق عند عبدالرحيم تكون أكثر من حلقة عند التنفيذ، وأنا لم أتخل عن شرطى فما زلت متمسكا بأن يكون المسلسل مكتوباً كاملا قبل التعاقد عليه باستثناء الحلقة الأخيرة، لأننى أحب أن أتفق مع المؤلف على طريقة كتابتها، وهى غير ملزمة بوقت فى كتابتها بل متروكة حتى نصل فى كتابتها إلى أفضل صورة ممكنة، فقد تكتب بعد شهرين من التصوير مثلما حدث مع مسلسل «ابن الأرندلى» العام الماضى.
■ ما حقيقة اتهام المؤلف أبوالعلا السلامونى لك بسرقة سيناريو مسلسل «محمد على»؟
- منذ ٢٠ سنة عرض علىّ السلامونى تقديم مسلسله «محمد على»، ورفضت لأنه مكتوب بطريقة لم تعجبنى، وهذا حقى، فلا يستطيع أحد إجبارى على تقديم عمل ضعيف، فمثلاً أنا أسعى لتقديم مسلسل يتناول حياة صلاح جاهين، وعرض علىّ ثلاثة أعمال تتناول سيرته، لكنها لم تعجبنى فرفضتها، بما فيها فيلم كتبه عبدالرحيم كمال عن الشخصية نفسها رغم أنه مكتوب بشكل جيد، ولكننى أسعى إلى إيجاد ورق أفضل من كل ما عرض علىّ، ولا أعتقد أن أحداً من أصحاب هذه الأعمال سيتهمنى بسرقة فكرته إذا جسدت حياة صلاح جاهين مع مؤلف آخر، فشخصية محمد على عامة، ومن حق أى شخص تقديمها فهى غير مقصورة على السلامونى أو غيره، ولا أحب أن أوجه إساءة إلى أحد، لأن السلامونى كاتب، ولكنه أثار زوبعة ليس لها داع.
■ من وجهة نظرك، هل أثر تحويل «محمد على» من فيلم إلى مسلسل على قيمته الفنية؟
- بالعكس أنا كنت أسعى لتحويله إلى مسلسل من البداية، ولكن الدكتورة لميس جابر، مؤلفة العمل، رفضت لأن كتابة ٣٠ حلقة تتطلب مجهوداً ضخماً عكس الفيلم، وكان ذلك نفس رد المخرج حاتم علىّ، لأنه من وجهة نظره كان يسعى إلى تقديم سينما عالمية، ونتيجة إصرارهما على الفيلم، تم حذف أكثر من أربعة أضعاف العمل، لأن مساحة الفيلم لا تتجاوز ساعتين، ولكن بعد قرار الشركة المنتجة تحويله إلى مسلسل تم استرجاع ما حذف منه، لأن حلقات المسلسل تسمح بعرض كل ما يتعلق بالشخصية مما يعود بالمنفعة على المشاهد.
■ ترحيبك بتحويل الفيلم إلى مسلسل هل يعنى أنك غير راضٍ عن أحوال السينما؟
- بالعكس أرى الآن تقدماً واضحاً فى السينما كفن، ولو عرض علىّ عمل جيد فى السينما سأقدمه، ولكن تقديم الأعمال الجيدة فى التليفزيون يستهوينى أكثر، وله عندى قيمة فنية أكبر من السينما، لأن المسلسل يشاهد على نطاق أوسع، وله تأثير أقوى فى جميع دول الوطن العربى، وساعد على ذلك انتشار الفضائيات، التى جعلت من الدراما ذاكرة الأمة، فحتى الآن لا يزال يعرض على شاشات الفضائيات مسلسلا «ليالى الحلمية» و«الليل وآخره».
■ هل تعتبر تقديم مسلسل «شيخ العرب همام» هذا العام ثم «محمد على» العام المقبل مخاطرة لأن المسلسلات الاجتماعية تحظى بنسبة مشاهدة أعلى؟
- الفترة التى يدور فيها المسلسل ليست لها علاقة بإقبال المشاهدين على العمل من عدمه، فالعمل الجيد يفرض نفسه على الجميع وتتهافت عليه القنوات الفضائية وانبهارى بشخصية «محمد على» لا يقل عن إعجابى بـ«همام» فهو رجل كان له دور سياسى من طراز فريد، وسيقدم المسلسل وجهتى النظر حوله سواء معه أو ضده.
■ هل صحيح أن أجرك يرتفع من عام إلى آخر؟
- أمر طبيعى أن يرتفع أجرى عن كل عام وهذا حقى، ولكنى لا أطلب ذلك، ولم أتحدث من قبل عن أجرى، إنما عند التعاقد يقول لى المنتج سيكون أجرك فى المسلسل كذا.. ولم أشترط أبداً على أى منتج أن أتقاضى مبلغاً معيناً للموافقة على العمل معه، إنما أشترط على المنتج شرطين قبل التعاقد أولهما ألا يبخل على المسلسل وأن ينفذ كل ما هو موجود فى السيناريو ومتفق عليه مهما كانت تكلفته، والشرط الثانى هو أن يعرض المسلسل على قنوات التليفزيون المصرى الأرضية، وذلك حتى تتمكن الطبقة الفقيرة التى لا تمتلك ثمن دش، من مشاهدته، إضافة إلى أننى تعودت على مشاهدة نفسى باستمرار فى تلك القنوات منذ زمن.
■ كيف ترى المنافسة فى رمضان المقبل، خاصة بعد دخول نجوم السينما فى الدراما التليفزيونية؟
- طوال عمرى لم أنافس أحداً ولا أعرف شيئاً عن أعمال غيرى ولم يحدث أبداً أننى قيمت أعمال غيرى، لأن هذه ليست من اختصاصاتى، أنا أركز فى عملى فقط، ولا أنظر إلى أعمال الآخرين وما يجرى بها، أما دخول ممثلى السينما إلى المسلسلات فهو رد على كل من قال عن الدراما التليفزيونية إنها ليس فيها رواج وستنتهى بسرعة بدليل زيادة عدد المسلسلات من عام إلى آخر، وليس حقيقياً ادعاء المنتجين بأنهم يخسرون من إنتاج المسلسلات وإن كان كلامهم صحيحاً فلماذا ينتجون مرة ثانية؟
■ ولكن المنتجين يؤكدون أن هناك خسائر لحقت بهم بعد انسحاب قنوات الخليج من شراء المسلسلات المصرية والاعتماد على مسلسلاتهم؟
- غير حقيقى فلن تستغنى تلك القنوات عن المسلسلات المصرية لأن جميع مشاهدى القنوات العربية يستمتعون بمشاهدة الأعمال المصرية فهناك علاقة حب تربطهم بالممثل المصرى، ولن يستطيعوا الاستغناء عنه بدليل أننى أشاهد مسلسلاتى على جميع القنوات ولم أشعر يوماً بوجود أى تآمر علينا.
■ طوال ٧ سنوات تعود جمهورك على مشاهدة مسرحية «الملك لير» ما سبب توقفها هذا العام رغم نجاحها؟
- بسبب عدم وجود مسرح يناسب تقديم «لير» فكان من المفترض افتتاح المسرح القومى بها بعد تجديده، ولكن حتى الآن لم يتم الانتهاء منه ورفضت هذا العام عرضها على مسرح ميامى، رغم أنها كانت تقدم على خشبته العام الماضى بسبب صغر المسرح وطبيعة المسرحية تحتاج إلى مسرح كبير، ولذا فمن الصعب تقديم المسرحية مرة أخرى على مسرح ميامى.
■ ما سبب اعتذارك عن مسرحية «ليلة من ألف ليلة» بعد عدة جلسات مع المخرج؟
- لأننى تخوفت من تقديم تلك المسرحية بعدما اعتذرت عنها المطربة أنغام وعلى الحجار، فبعد عدم تمكننا من تقديم «لير»، اتفقت مع شريف عبداللطيف، رئيس قطاع الفنون الشعبية، على إعادة تقديم «ليلة من ألف ليلة» التى سبق أن قدمتها مع أنغام وعلى الحجار ثم فوجئت بأنهما غير متحمسين لها وأنهما منشغلان بأعمال أخرى، ولأن المسرحية أوبريت غنائى لابد أن يكون أبطالها مطربين اعتذرت عنها.
■ لماذا تسعى دائما إلى تقديم مسرحيات قديمة، هل لعدم وجود مؤلف مسرح؟
- لم يسبق أن عرض علىّ مؤلف نص مسرحية، ومع ذلك أنا لن أقدم مسرحية جديدة لأنها تتطلب تفرغاً عاماً كاملاً والغياب عن المسلسلات، وهو أمر صعب وكل ما أقدمه للمسرح أنه لو تم توفير مسرح مناسب أعيد تقديم «لير» فهى من الكلاسيكيات ولا يوجد مشكلة فى أن تعرض باستمرار، لأنها تحمل قيماً إنسانية تتخطى حدود الزمان، ثم ما العيب فى إعادة تقديم عرض ناجح مازال الجمهور يقبل عليه.
■ تتابع ظهور د. محمد البرادعى فى الحياة السياسية ورغبته فى ترشيح نفسه والتفاف بعض الفنانين والجمهور حوله، هل أنت من مؤيديه؟
- طوال الفترة الماضية التى ظهر فيها البرادعى كنت مشغولاً بتصوير المسلسل ولكن أنا لا أؤيد أى شخص، إلا بعد أن يطرح كل المرشحين للرئاسة برامجهم الانتخابية وأفكارهم، وأقيم بنفسى من الأفضل فيهم، بعدها أعلن تأييدى، فالموضوع ليست له علاقة بالتغيير وخلاص، فلا أحب أن أحجر على نفسى قبل الأوان


المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق