الاثنين، 3 مايو 2010

النائب العام يطالب "الخارجية" بمعلومات عن قضية المصرى القتيل


فى الصورة الطفلتان القتيلتان مع أمهما اللبنانية
أرسل المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، مذكرة إلى وزارة الخارجية، أمس، يطلب فيها سرعة إفادته بتفصيلات عن وقائع قتل الشاب المصرى محمد سليم مسالم فى قرية «كترمايا» اللبنانية، والتمثيل بجثته. واستفسر النائب العام من الخارجية، فى طلب أرسله إليها اليوم، عما وصلت إليه التحقيقات القضائية اللبنانية، حتى يتسنى للنيابة العامة فى مصر النظر قانوناً فى مدى اختصاصها بالقضية للتدخل، حرصاً على حماية أرواح ومصالح المصريين المقيمين بالخارج.
فى سياق متصل، قالت والدة الطفلتين القتيلتين إن الشىء الوحيد الذى تشعر بالندم عليه هو أنها لم تتجه إلى جثة المصرى المعلقة فى عمود الكهرباء، لتقطعها بأسنانها، انتقاماً لمقتل طفلتيها ووالديها.
وأضافت رنا أبومرعى، فى تصريح لـ«المصرى اليوم»: «لا غرابة فيما فعلناه بالقاتل، ولو كان أحد أبناء (كترمايا) هو الذى ارتكب الجرم لفعلنا به الشىء نفسه، المصريون هنا أصدقاؤنا وأحباؤنا، وليس بيننا وبينهم أى شىء، وتحقيقات النيابة أكدت أن هذا الشاب له سوابق مماثلة فى مصر وفى لبنان، فلماذا تركه جهاز الأمن ليفعل هذا فى أسرتى؟».

والدة القتيلتين اللبنانيتين فى جريمة «كترمايا» أشعر بالندم لأننى لم أقطع الجانى بأسنانى وهو جثة معلقة

قالت رنا أبومرعى والدة الطفلتين اللتين قتلتا مع والديها فى بلدة كترمايا اللبنانية إنها عاشت لحظات مرعبة وقاسية لا يمكن أن تنساها أبد الدهر، وحكت لـ«المصرى اليوم» تفاصيل المأساة التى عاشتها لحظة بلحظة وسط بكاء لا ينقطع.
حكت رنا قصة اكتشافها لما جرى لحظة عودتها من المدرسة التى تعمل بها مدرسة، قائلة إنها عند مدخل القرية وجدت الأتوبيس المدرسى الذى يقل طفلتيها فى طريق العودة، أدركت حينها أن «مونى وزينة» لم تسبقاها كالعادة بتناول الغداء مع الجد والجدة، وأنها سوف تشاركهم هذه الوجبة، إلا أنها فور وصولها وجدت أبواب المنزل مقفلة، وهو أمر غير اعتيادى لأنها تبقى دائماً مفتوحة كعادة الأسرة.
وتضيف رنا: «اقتربت من الباب فوجدته مغلقاً بالمفتاح، فى تلك اللحظة «انتابنى خوف شديد على أبى، فهو طاعن فى السن وكذلك أمى، نظرت من الفراغ بين درفتى الباب محاولة أن أتمالك نفسى، ولما لم أر شيئاً توجهت إلى شباك الغرفة ووجدت طرف السرير خالياً، فظننت أن أبى خرج بصحبة الأطفال وأطفأ الأنوار،
ولما توجهت لباب خشبى آخر فى زاوية البيت، وجدته مقفولاً فتضايقت فى قرارة نفسى وتساءلت كيف أقفلوا الباب وهم على علم أننى سأصل قريباً، وعندما اتصلت من هاتفى الجوال بالمنزل لم يجب أحد، فاتصلت بسائق الأتوبيس وسألته عما إذا كان هناك أحد فى انتظار ابنتى لدى وصولهما، فأجاب بالنفى وقال إنهما دخلتا المنزل من الباب الحديدى.
وعندها استعنت بأحد الجيران وفتح لى الباب الحديدى فوجدت الكهرباء مقطوعة ولم أجد فى غرف المنزل سوى حقائب الأطفال، وحينها جاء فى خاطرى الباب الخشبى أسفل المنزل، وطلبت من أحد الأصدقاء، الذى هرع إلى بعد عدة محاولات للسؤال عن أسرتى الغائبة، أن يرافقنى لبحث سبب إغلاقه، وبعد كسر الباب وجدت جثة والدى مشوهة وبها آثار دماء».
تصمت لوهلة، ثم تجهش بالبكاء، وتقول: «الكل لازم يعرف شو صار فى الحكاية، لأن الإعلام اللبنانى متحامل على أهل الضيعة، يبقى الإعلام المصرى هوه اللى يعرفهم الحقيقة».
وتضيف رنا: «ظننت فى البداية أن أبى سقط وأصيب، لكن على بعد خطوات قليلة وجدت (قدم أمى) ممددة وغارقة هى الأخرى فى الدماء، بدأت أبكى بشكل هستيرى، وددت لو أستلقى على أبى أفحصه لكن خوفى من المجهول كان يستفزنى للمواصلة، ها هى أمى ترقد قتيلة أيضاً، هرولت إلى الحمام وأنا أنكفئ على وجهى، فظهر لى حذاء زينة، كنت قد أحكمت ربطه فى الصباح، كانت تتدلل على وتطلب منى أن أربطه لها،
وجدته الآن ملقى فى زاوية من الحمام، حيث ألقاها القاتل فى زاوية منه بعد أن قام بطعنها، تخيلت حينها رغماً عنى محاولاتها البائسة للدفاع عن نفسها كما كنت أعودها دائماً لأننى كنت أطلب منها أن تدافع عن نفسها، فيما وجدت ابنتى الكبرى (مونة) فى الزاوية المقابلة ملقاة على بطنها وقد قطعت أذنها اليسرى».
وتصمت رنا لفترة ثم تعود لتتحدث بثبات مثير للإعجاب «هناك مصادر فى جهاز الأمن اللبنانى تحدثوا بالنيابة عنى، وأنا الآن أتحدث وأنا بكامل وعيى، أنا لم أتهم أحداً، وكل ما قلته هو (ربنا على الظالم)، أعنى من قتل عائلتى، فأنا الآن وحيدة بكل ما تعنيه الكلمة، فمنذ انفصالى عن زوجى منذ ٥ سنوات وليس لدى فى الدنيا سوى أبوى وابنتى، وما حدث مع الشاب القاتل، والمدان بفعل تحليل الـDNA ليس بالكثير على الإطلاق،
ولو أنى نادمة على شىء فهو أنى لم أذهب إليه وهو معلق فى عامود الكهرباء وأقطعه بأسنانى، وليس هناك غرابة فيما فعل بالقاتل، فلو كان أحد أبناء كترمايا هو من ارتكب هذا الجرم لفعل به الشىء نفسه، المصريون هنا أصدقاؤنا وأحباؤنا، وليس بيننا وبينهم أى شىء، وتحقيقات النيابة أكدت أن هذا الشاب له سوابق مماثلة فى مصر وفى لبنان، فلماذا تركه جهاز الأمن ليفعل هذا فى أسرتى».

«المحامين» تندد بـ«همجية» قتلة الشاب المصرى.. وتحذر من «العدائية» تجاه شعب لبنان «الباسل»
أدانت النقابة العامة للمحامين حادث مقتل الشاب المصرى محمد سليم مسالم، يوم الخميس الماضى، على أيدى أهالى قرية «كترمايا» بإقليم الخروب جنوب شرق بيروت.
واستنكرت النقابة، فى بيان لها، أمس، نزع الضحية من بين أيدى الشرطة وتجريده من ملابسه وطعنه عدة طعنات نافذة حتى الموت وتعليقه على عامود إنارة والتمثيل بجثته «عيانا بيانا وسط أهاليل رجال القرية وزغاريد النسوة»، معتبرة أن ذلك يؤكد مدى «الإجرام الحقيقى فى نفوس هؤلاء البشر تجاه هذا الشاب الأعزل».
قالت النقابة، فى البيان الموقع باسم حمدى خليفة نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحامين العرب: «نزعة الانتقام التى تتملك القوم دون انتظار كلمة القضاء وعدالة القانون، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن روح القانون قد سلبت من قلوب هؤلاء وهم فى حاجة إلى ثقافة مجتمعية تذهب بهم بعيدا عن الهمجية التى تملكتهم فى غفلة من الزمن».
تابعت النقابة: «يجب ألا تتملكنا روح العدائية تجاه الشعب اللبنانى الباسل، الذى زاد عن عرين العروبة قرونا طويلة وأصبح حائط صد تجاه التوغل الصهيونى فى جنوبه»، مستطردة: «يجب ألا ننسى أشقاءنا العاملين هناك، وهم آلاف يسعون من أجل أرزاقهم وحياة أسرهم، ونستكين حتى يقول القضاء اللبنانى العادل كلمته الذى نثق فى قدرته على القصاص من هؤلاء المجرمين العتاة».
فى سياق متصل، تقدم الدكتور جمال الزينى، عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى فى دمياط، بطلب إحاطة عاجل للدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، لتقديمه إلى الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، وأحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، حول حادث مقتل الشاب المصرى محمد مسالم والتمثيل بجثته فى قرية كترمايا اللبنانية. طالب الزينى بسرعة إيفاد لجنة برلمانية إلى لبنان لمتابعة سير التحقيقات، على أن تضم ممثلين من لجان العلاقات الخارجية والشؤون العربية وحقوق الإنسان لمعرفة ملابسات الحادث وموقف وزارة الخارجية.
وطلب النائب، فى طلب الإحاطة من المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، التدخل للوقوف على الملابسات الحقيقية للحادث خاصة أن المتهم كان فى حوزة الشرطة اللبنانية خلال توجهه لتمثيل الجريمة، داعياً فى الوقت نفسه إلى التعامل مع هذه القضية بمنتهى الجدية حتى لا يؤثر على العلاقات بين البلدين.

المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق