الاعتذار واجب للأمير الوليد وشريكه »ميردوخ«
منذ فترة ليست قصيرة أعلنت إسرائيل أن اليهود هم الذين بنوا الأهرامات، وليس أجدادنا، وربما خلال السنوات المقبلة تخرج بعقد يقول إنهم اشتروا هذه الأهرامات وأبوالهول أيضاً، ولم لا طالما أن كل فترة تخرج علينا إحدي الشركات بعقد يؤكد امتلاكها لتراثنا سواء الغنائي أو السينمائي، وفي تقرير سابق نشر الأربعاء الماضي، ذكرت أن الإذاعة الإسرائيلية الناطقة بالعربية عندما ظهرت لأول مرة فوجئ العرب وقتها بأنهم يذيعون أغاني أم كلثوم وسيد درويش ومنيرة المهدية وغيرهم وقلنا في هذا التقرير: إن هناك تفسيرات كثيرة لوصول تراثنا إليهم منها عن طريق بعض اليهود الذين كانوا يعيشون في مصر، وعادوا مع إنشاء الدولة الإسرائيلية، وأخذوا معهم هذه الأعمال، وقلنا أيضاً من الممكن أن تكون هذه الأعمال قد وصلت عن طريق بعض ضعاف النفوس، وبعد طرح هذه القضية فوجئت بظهور عقد بيع حق استغلال أعمال تليفزيونية للبث فضائياً علي شاشة تليفزيون، الطرف الأول فيه هو القطاع الاقتصادي ممثلاً لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والطرف الثاني هو قناة روتانا الفضائية ويمثلها البير يوسف صالح حداد، ونحن هنا لا نشبه هذه الشركة باليهود حتي لا يفهم كلامنا خطأ، لكننا نقول ذلك لأننا لا نضمن مستقبلاً ماذا سيحدث لهذا العقد، وبالتالي المادة التي تم بيعها بموجبه من أعمال غنائية تمثل تراثنا الغنائي، خاصة بعد أن أصبح هناك شريك آخر داخل روتانا هو السيد ميردوخ الكاثوليكي المذهب، والأسترالي الجنسية، كما يحب ابتاعه أن يرددوا، لكنهم لا يستطيعون أن ينكروا أنه الداعم الأول لدولة إسرائيل، لأنه يعترف بذلك، ونحن نقدر هذا الاعتراف، وجود ميردوخ في شراكة مع روتانا يجب أن يصيبنا بالقلق علي تراثنا رغم تأكيدات الوليد بن طلال أن التراث المصري في أمان، لكننا لا نشعر بنفس شعور مالك روتانا، لأننا لا نعرف ماذا سيحدث في المستقبل؟ نعود إلي هذا العقد المبرم بين روتانا، واتحاد الإذاعة والتليفزيون في 25 ديسمبر 2004، وبموجبه حصلت علي ألف ساعة من الأغاني والحفلات الغنائية مقابل ستمائة دولارللساعة أي بما يوازي ثلاثة ملايين جنيه فقط، وهذا العقد يفسر لنا الجرأة التي كانت عليها روتانا عند بث أغاني عمالقة الغناء، وكأنهم كانوا يقولون لمن يحاول الاستفسار عن سر وجود هذه الأغاني عندهم »اضرب رأسك في الحيطة«، نعم علينا أن نضرب رءوسنا في الحائط، لأنهم بالفعل يمتلكون السند القانوني لعرض هذه الأعمال، وبالتالي فالاعتذار لهم واجب لأننا لم نكن نعلم أنهم علي حق، ونحن وكل الذين هاجموهم منذ سنوات علي باطل، لأن روتانا دخلت من الباب وليس الشباك، ومن هنا وجب علينا الاعتذار لذا نقول معذرة يا سمو الأمير الوليد بن طلال فالمشكلة عندنا وليست عندك، المشكلة فيمن فتحوا الباب، لذلك نرفع الأمر للسيد أنس الفقي، وزير الإعلام، ونحن نعلم أن هذا العقد تم قبل وصوله لمقعده الحالي، لأن تراثنا من المفروض أنه ليس للبيع فهو حق، وملك لهذا الشعب، وملك لأصحاب هذا الإبداع، ولأننا نعلم أن العقود الموقعة بين كبار نجوم الغناء ومنهم السيدة أم كلثوم كانت لا تعطي سواء للإذاعة أو التليفزيون حق بيع أعمالها المسجلة، وسوف نعرض نموذجاً له في الحلقة المقبلة، لأنها تعني أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون تصرف فيما لا يملك علي الأقل، فيما يتعلق بأعمال أم كلثوم لأنها كانت تمنح حق إذاعة وعرض وليس بيع، العقد الذي وصل إلينا هو شهادة براءة لروتانا، وإدانة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون. لذلك طالما أن روتانا أصبحت تملك هذه الألف ساعة، فمن حق السيد روبرت ميردوخ أن يكون له نصيب فيها، ولو تمت الصفقة بشكل كامل كما توقعنا ووضع ميردوخ يده علي روتانا مستقبلاً سوف يكون هو مالك هذا التراث، وبالتالي يهديه لإسرائيل أو غيرها فهذا شأنه وحقه القانوني، ولهذا من المنطقي أيضاً أن نجد أعمال السيدة أم كلثوم وحفلات عبدالحليم حافظ تعرض في فترة المساء والسهرة علي القناة الإسرائيلية التي تنوي إسرائيل إطلاقها قريباً. والأمر الذي يجعلنا نتخوف من قيام ميردوخ بوضع يده علي روتانا، هو نهاية راديو وتليفزيون العرب، التي باعت حق امتلاكها للبطولات الرياضية لقناة الجزيرة وهو الآن بصدد بيعها لمكتبتها السينمائية التي تضم 1800 فيلم من تراثنا، ولم يكن أحد يتصور أن هناك يوماً سوف يأتي لا نشاهد فيه قنوات ART لكنه عالم البيزنس ورجال الأعمال فيه كل شيء، لذلك روتانا قد تنتهج هذا الأمر، خاصة أنها بدأت ببيع نسبة ليست قليلة لميردوخ والمعروف عنه بأنه لديه رغبات شديدة في زيادة حجم إمبراطوريته الإعلامية، وهو يتجه بكل قوة نحو الشرق الأوسط وبالتالي فهو يحتاج إلي مادة لجذب المشاهد العربي والآن هي بين يديه.
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق