السبت، 22 مايو 2010

جحيم في عش الزوجية‮ !‬


غلطة العمر التي ترتكبها امرأة‮.. ‬أن تتحول فجأة الي خصم عنيد أمام زوجها في ساحة القضاء‮.. ‬تجعل من زوجها عدو لدوداً‮.. ‬ومن الحبيب الذي ذابت فيه عشقاً‮ ‬خصماً‮ ‬ترميه بالسهام ولا تتورع أبداً‮ ‬في كشف كل الأسرار التي كانت بالأمس مصونة ومقدسة‮.. ‬وداخل قاعة المحكمة تتحول الي نمرة شرسة وهي تظن ان النصر في محكمة الأسرة ليس سوي ورقة طلاق تعتقد المرأة انها وثيقة التحرير وشهادة الاستقلال ودليل الانتصار‮..‬ في جلسة طويلة لمحكمة الأسرة‮.. ‬كانت القضية بطلتها امرأة عنيدة صلبة الرأي تخلت عن مشاعرها وتجردت من ذكرياتها علي باب المحكمة وداخل القاعة‮. ‬كانت‮ »‬غادة‮« ‬امرأة في العقد الثالث من عمرها فائقة الجمال لم تخف ثورة الغضب سحر ملامحها‮.. ‬في جرأة بالغة قالت وأسهبت أمام منصة القضاء‮:‬ ـ كان أستاذي في الجامعة‮.. ‬شعرت منذ لحظة لقائي الأول به بأن نظراته لي كانت سهاماً‮ ‬حاولت اختراق قلبي وتسللت الي عيني بحثاً‮ ‬عن رد أبثه له من خلال نظرة واحدة‮.. ‬تعمدت أن أخبره منذ هذا اللقاء أنني مرتبطة بشخص آخر في خطوبة تم إعلانها حتي‮ ‬يغلق ملفي لديه،‮ ‬وبالفعل نجحت في أن أبلغه بأنني مخطوبة لأحد أقاربي،‮ ‬وذلك بشكل عابر من خلال حواري معه‮..!! ‬لمحت الحزن في عينيه‮.. ‬لم أقل له إن خطوبتي هشة وأن خطيبي‮ ‬يستحيل علاجه أو شفاؤه،‮ ‬وأنه لولا انه قريبي لأنهيت هذه الخطوبة منذ بدايتها‮.. ‬لم أقل لأستاذي أنني أعيش جحيماً‮ ‬طوال فترة خطوبتي ـ حتي لا أشجعه علي الاقتراب مني أكثر‮.. ‬خاصة أن دبلة الخطوبة،‮ ‬يتلألأ بريقها في عينيه‮.. ‬آثرت الصمت بعد أن تأكد أني لست له‮.. ‬حتي أتركه‮ ‬يهزم مشاعره بنفسه ويغتال أحلامه ويقتل أشواقه نحوي‮. ‬لكني لم أستطع أن أمنع نفسي عن التردد علي مكتبه لتفسير أي جزء صعب في كتابه الجامعي،‮ ‬وكان ذلك مبعثاً‮ ‬لسعادته‮..!!‬ وتتوالي الكلمات علي لسان‮ »‬غادة‮« ‬أمام هيئة المحكمة ـ بعد عام حدث ما كنت أتوقع وتم فسخ خطوبتي‮.. ‬وعلم أستاذي بخبر فسخ خطوبتي‮.. ‬لم‮ ‬يسعدني في هذه المحنة سوي مشاعر استاذي التي فاضت بحب وحنان كنت أبحث عنهما‮.. ‬أحببته‮.. ‬بل أعترف أنني لم أحب رجلاً‮ ‬قبله أو بعده سواه‮.. ‬نعم كان بيني وبين خطيبي المهنس الشاب ذكريات طفولة جميلة وكان‮ ‬يحبني بجنون،‮ ‬نعم سعيت الي فسخ خطوبتي منه،‮ ‬وحينما تحقق هدفي بكيت بحرقة،‮ ‬لأنني لم أكن أكرهه‮ ‬يوماً‮ ‬ولم‮ ‬يسئ لي لحظة واحدة لكنها لعنة الادمان‮.. ‬المهم تم فسخ خطوبتي ووقعت في‮ ‬غرام أستاذي الدكتور أحمد‮.. ‬طلب‮ ‬يدي للزواج‮.. ‬ومنحني مهراً‮ ‬خيالياً‮.. ‬أهداني شقة فاخرة بالحي الراقي كتبها باسمي‮.. ‬جعل مني ملكة علي حياته‮.. ‬وفي ليل من ليالي ألف ليلة وليلة تم زفافي الي أستاذي في أرقي فنادق منطقة الهرم ذات الخمسة نجوم‮.. ‬استشعرت الغيرة في عيون زميلاتي الطالبات بالجامعة‮.. ‬ولم أكن أدري ما تخبئه لي الأيام من مفاجآت منذ اليوم الأول لزفافي،‮ ‬وخيبتي في زوجي بلا حدود‮ .. ‬كانت الصدمة الأولي لي في حياتي‮..!!‬ في صراحة وجرأة بالغة انطلقت‮ »‬غادة‮« ‬قائلة في تبرير طلبها للطلاق من زواجها‮..!! ‬وتفجر المفاجأة‮..‬؟‮!‬ ـ الآن عمري‮ ‬28‮ ‬عاماً‮.. ‬في عز شبابي‮.. ‬وأعترف مقدماً‮ ‬أنه ومنذ اليوم الأول لزفافنا ولسبب لا إرادي منه ولا دخل له فيه،‮ ‬لم‮ ‬يكن قادراً‮ ‬علي أداء واجباتهي الزوجية‮.. ‬عام كامل مر علي زواجنا،‮ ‬وما أزال عذراء‮.. ‬نعم لديه عذر طبي،‮ ‬ولكن ماذنبي أنا‮..‬؟ فأنا أحلم مثل أي امرأة في مثل عمري بأن اكون اماً‮ ‬لأطفال‮ ‬ينادونني بماما‮.. ‬يشعرون بأمومتي ويملأون البيت بهجة وسعادة‮.. ‬هذه هي الدنيا‮..!!‬ وجاء الدكتور احمد‮ ‬يطالب بالرد علي زوجته ـ صحيح لم تكذب زوجتي في كلمة نطقت بها الا واحدة‮.. ‬فهي ليست عذراء كما ادعت ـ بعد الزواج كان الفشل‮ ‬يتربص بي لا أدري لماذا‮.. ‬هرولت الي الاطباء ومعي زوجتي‮.. ‬وبعد كشوفات طبية وتحاليل وأشعات أكد لي الاطباء انني أعاني حالة نفسية طارئة لن تستمر طويلاً‮.. ‬وأن شفائي قد‮ ‬يأتي فجأة وفي أية لحظة‮.. ‬بشرط أن تقدم الزوجة كل الدعم النفسي لزوجها‮.. ‬بالحب والحنان ودفء المشاعر لكن‮ »‬غادة‮« ‬لم تقدم شيئاً‮ ‬يذكر‮.. ‬صارت كلوح من الثلج بارد وبلا مشاعر‮.. ‬بل اكثر من هذا صارت زوجتي تجرح كبريائي وهي تدرك انها بموقفها هذا تلحق بي من الآثار السلبية علي حالتي بما قد‮ ‬يطيل من فترة مرضي‮.. ‬وها هي تطلب الطلاق‮..!!‬ لحظات صمت مضت قبل ان‮ ‬يسترسل الدكتور احمد بنبرة حزينة‮: ‬كثيرون من المقربين من الأقارب قدموا لي النصيحة باللجوء إلي المشايخ والمشعوذين والسحرة اعتقاداً‮ ‬منهم بخرفات قديمة متخلفة‮ »‬انني مربوط‮«.. ‬ومطلوب فك هذا الربط‮..!! ‬وأنا رجل علم لا أثق في هذه الخرافات والجهل ـ لم ألق اهتماماً‮ ‬لهذه الاقاويل قدم حمدي خليفة محامي الزوج كل المستندات والوثائق الطبية التي تعطي الأمل في الشفاء الي المحكمة‮.. ‬وتأكدت المحكمة من الوثائق ان مرض‮ »‬أحمد‮« ‬يرجي الشفاء منه وله صفة العوارض‮... ‬ورفضت المحكمة الطلاق،‮ ‬وناشدت الزوجة ان تكون صادقة في معاونتها مع زوجها حتي تتحاشي‮ ‬غضب الله
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق