الطبعة الأولى" الذي يقدمه الصديق العزيز أحمد المسلماني برنامج مهم يواظب كثير من المثقفين والمفكرين على متابعته داخل مصر وخارجها. وقبل عدة أيام عرض البرنامج لقطات نادرة من زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس عام 1977.
هي بحق لقطات تجعلك تتسمر أمام الشاشة لترى وقائع تلك الزيارة التي غيرت مجرى تاريخ منطقة الشرق الأوسط (بدون تعليق على ماهية التغيير) وأحدثت زلزالا في العلاقات الدولية. ولكن هناك ملاحظات بالغة الأهمية لا أعرف كيف فاتت على الصديق الإعلامي البارز مقدم البرنامج أو على فريق العمل فيه.
لقطات الفديو، وفقا لكلام الأستاذ أحمد، قدمتها مجموعة "Media Vision" باعتبارها "نسخة وثائقية" لم تعرض من قبل (على الأقل في مصر) وبالتالي، فهي بالنسبة لتلفزيون "دريم" الخاص "خبطة إعلامية" خصوصا أن الزميل الإعلامي البارز عمر الليثي لم يعرضها ضمن لقطات أرشيفية نادرة في برنامجه "اختراق" وهي ليست متوفرة لأي فضائية من الفضائيات التي تخرج كالنباتات البرية في المنطقة العربية (أكثر من 500 فضائة حتى الأن).
وبالتالي تعجل الأستاذ أحمد، وهو صحفي بارع وله حس وطني واضح، في عرضها دون أن يجلس قليلا أمام الشاشة ويضع يده على خده مثل المفكرين الكبار يستعرض اللقطات ويتفحصها أو ربما فعل وقال لنفسه إن من الواجب أن يشاهد الناس هذه اللقطات ولكن نسي أن يكتم الصوت.
لماذا العتاب؟ لأن النسخة التي عرضها برنامج "الطبعة الأولى" ليست النسخة المصرية. وللأسف هي نسخة مشوهة ودعائية. وما الدليل؟
هذه النسخة الممنتجة بها فقط السلام الوطني الإسرائيلي "هاتيكفا" ومحذوف منها السلام الوطني المصري "بلادي بلادي." فكيف تكون نسخة مصرية؟ أذكر أنني شعرت بقشعريرة عندما شاهدت النسخة الأصلية في أوائل الثمانينات وكانت فرقة من جنود الجيش الإسرائيلي يعزفون السلام الوطني المصري بعد نزول السادات من الطائرة!
لماذا تم حذف السلام الوطني المصري؟ ليس هذا فحسب. لماذا لم تلحظ "Media Vision" أن الموسيقى التصويرية المصاحبة لمقاطع الفيديو هي أيضا توزيع موسيقي أخر للسلام الوطني الإسرائيلي الذي تقول كلماته "عيوننا تتجه شرقا نحو صهيون؟" هل هذه نسخة مصرية؟ يفترض أن الزيارة لا يصاحبها موسيقى تصويرية!
لا يمكن أن تكون هذه نسخة مصرية وقد شاهدت النسخة الأصلية المصرية كاملة بمكتبة التلفزيون المصري عندما كنت أعمل بأخبار التلفزيون في الثمانينات كما أن نسخة أخرى شبيهة متوفرة في أرشيف جريدة مصر السينمائية بهيئة الاستعلامات وعليها تعليق بصوت زميلنا المذيع الراحل الكبير أحمد سمير.
كان من الأجدر محاولة الحصول على النسخة "المصرية" التي صورها طاقم مصوري الرئاسة في التلفزيون المصري أوبجريدة مصر الناطقة التي يشاهدها الناس في السينما قبل عرض الأفلام.
"الطبعة الأولى" برنامج متميز وسيظل متميزا، ولكن هذه الهفوة قد يكون لها تأثير بالغ يعرفه الأستاذ أحمد في عالم "الدبلوماسية العامة" أو "القوة الناعمة" أو بالبلدي كده "البروباجندا الدعائية."
أردت فقط لفت الانتباه لأهمية الموضوع خاصة وأن البرنامج حصل على هذه النسخة "غير المصرية" مجانا. والقاعدة هي أنك تحذر من المادة التي تأتيك مجانا لنشرها أو بثها، خاصة في عالم الإعلام
الكاتب : ضياء بخيت -ايجيبتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق