استخفاف مجاني و"تلطيش" بنصف مليون جنيه
بعد يوم واحد من عرض فيلم نور عيني، لتامر حسني ومنة شلبي ذكرت بعض الجرائد أن الفيلم حقق مليونا ونصف المليون جنيه في أول يوم، وطلع علينا تامر ليؤكد وهو سعيد وفرحان أن هذا أكبر رقم يحقق، بعد الجزء الثاني من عمر وسلمي، ولكن بعد يومين "تلاتة كدة"، بدأ الرقم يتضاءل وتعلن الجرائد أن الرقم الصحيح الذي حققه نور عيني في أول يوم هو نصف مليون جنيه فقط!! وطبعا من حقنا أن نعتقد أن هذا الرقم أيضا غير صحيح، ولو اننا للأسف لن نتمكن من معرفة الرقم الحقيقي أبدا، وعلي كل حال فقد يكون هناك اقبال من الشباب علي مشاهدة الفيلم، فتامر له جمهور من المراهقين، وهؤلاء يمكن أن يتركوا المذاكرة والامتحانات ليشاهدوا أحدث افلام نجمهم المحبوب، وقد حرصت علي مشاهدة الفيلم، مساء الاثنين في حفلة التاسعة، وكان الاقبال معقولا ولكن بلا كثافة كما كنت أتوقع، فيلم نور عيني من إخراج وائل إحسان وبطولة منة شلبي، عمرو يوسف وشاب جديد اسمه »إسلام« بالاضافة طبعا لمروة عبد المنعم التي يعتبرها تامر "فسوخة" حظه ولازم "يشوفلها" أي دور تظهر فيه ضمانا للنجاح! الفيلم من تأليف تامر حسني وكتب له السيناريو أحمد عبد الفتاح، وهو توليفة ميلودرامية، من اللي قلبك يحبه! مضاف إليها قدر لا باس به من الاستخفاف ولولا هذا الاستخفاف المجاني، كان يمكن أن يكون الفيلم أكثر انضباطا، خاصة أن تامر حسني يتمتع بشعبية كبيرة بين جمهور الشباب وهو يمتلك بعض المقومات التي كان يمكن أن تحوله الي أهم مطرب يظهر في السينما في الخمس سنوات الأخيرة، فهو أرحم طبعا من محمد فؤاد، وحمادة هلال وحكيم، وعامر منيب وفارس وريكو وشعبان عبد الرحيم!! ولم ينافسه إلا مصطفي قمر الذي يتمتع بتلقائية وكان يمكن أن يكون صاحب تجربة سينمائية أفضل لولا ضعفه في الغناء! المهم أن تامر سعيد وفرحان بما يقدمه، ولديه قناعة بأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، والمنتجون يقبلون عليه لأن افلامه تحقق، ومع الاسف الشديد، إيرادات كبيرة تتيح له فرصة التدخل في عمل الآخرين وفرض آرائه، ولذلك فهناك مشاهد متكررة في معظم افلامه، ولا وسيلة أمامه لأن يكون أفضل وأكثر عمقا وأهمية طالما أنه قانع بما لديه! تدور الاحداث حول شاب يعمل في الغناء والتلحين لإحدي الفرق المسرحيه، ولكنك طوال الاحداث لا تعرف ماذا تقدم تلك الفرقة؟؟ ولا إيه حكايتها،المهم أن هذا الشاب "أحمد" يعيش مع شقيقه الاصغر"إسلام" وهو شاب ضائع ومدمن لكل أنواع المخدرات، وبصفته شقيقه الاكبر يحاول أحمد أو تامر حسني أن يأخذه باللين والهوادة أحيانا وبالعنف أحيانا أخري، ويقابل أحمد فتاة جميلة ورقيقة "منة شلبي" سرعان ما يكتشف أنها فقدت بصرها في حادث سيارة، والفتاة تعيش مع شقيقتها الكبري "عبير صبري" والفيلم يجب عن اسئلة كثيرة ربما تشغل ذهن المشاهد، مثل الناس دي بتاكل عيش منين ؟؟ الفتاة تعيش في فيلا كبيرة، وليس لها أو لشقيقتها عمل !كل ما نعرفه ان الفتاة تعزف بيانو في الفرقة المسرحية الوهمية التي لا نعرف ماذا تقدم! ولا هي تبع مين بالظبط هل تنتمي لمسرح الدولة، أم فرقة خاصة أم فرقة جامعية؟؟ كل ده مش مهم، المهم ان تامر حسني بيحب منة شلبي وعايز يتجوزها، ولكن الحكاية لابد أن يحدث فيها أزمة، والازمة تأتي عندما يسافر الجميع في رحلة الي بيروت، لا تعرف الهدف من الرحلة غير التقاط بعض مناظر للطبيعة الجميلة هناك، وعن طريق سوء الفهم تستمع منة شلبي "لتامر" وهو يقول لاصدقائه أنه مش عارف يعمل ايه مع البنت اللي بيعرفها وخلاص قرف من ملاحقتها له، وتظن منة شلبي أنه يقصدها فـتأخذ بعضها وتترك الفندق وتسافر الي مصر، بينما يعود تامر هو الآخر للقاهرة، بعد أن أخبرته الخادمة "مروة عبد المنعم" أن شقيقه قد تم نقله للمستشفي وهو في حالة خطرة نتيجة تعاطي جرعة مكثفة من المخدر، يتوفي علي إثرها، وتقرر منة شلبي أن تجري جراحة في عينيها لتسترد بصرها" ما كان من الأول"!! وترتبط "منة شلبي" بشخص آخر يطلع بالصدفة الصديق الصدوق لتامر حسني، ويلتقي تامر ومنة شلبي وقد أصبحت خطيبة لصديقه وأصبحت مبصرة وبعد شوية مناوشات يعود الحبيبان وينسحب الصديق "عمرو يوسف" من حياتها ويرقص الثلاثة في سعادة وتوتة توتة فرغت الحدوتة!! وحاولت أتذكر اسم الفيلم الهندي المأخوذ عنه هذا الفيلم فلم تسعفني الذاكرة، منة شلبي اكتفت بتقديم إبتسامتها الجميلة في معظم أحداث الفيلم وعيطت شوية في بعض المواقف، أما تامر حسني فعمل كل حاجة نفسه فيها الغناء والضرب والتلطيش في الجميع وضربهم علي قفاهم، وإلقاء النكت والعياط وكل ما تشتهي الأنفس، وطالما هو سعيد ومقتنع بما يقدمه يبقي مالوش فايدة الكلام !
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق